حوادث بحرية

الحوادث البحرية في لبنان,سببها الإهمال ونتيجتها نحو 1000 قتيل سنوياً
إعداد: اليازا

أدى اهتمام "تجمع الشباب للتوعية الإجتماعية"(YASA) بالتوعية حول الأخطار التي تهدد السلامة العامة في كافة المجالات،  الى إنشاء وتفعيل لجنة خاصة للإهتمام بتنظيم حملات دائمة هادفة الى الوقاية من الحوادث البحرية والمائية في لبنان. بحسب مؤسسة الأبحاث العلمية، تؤدي الحوادث البحرية الى أكثر من مئة وفاة في لبنان بالإضافة الى الكثير من الإصابات البليغة سنوياً، وذلك نتيجة عوامل عديدة أبرزها غياب الإحتياطات والرقابة الضرورية على معظم الشواطئ والمسابح. تبعاً لدراسة أعدها "تجمع الشباب للتوعية الإجتماعية" هناك أنواع عدة من الحوادث البحرية تتراوح بين الغرق والسقوط... وصولاً الى لسعات الحيوانات. تبحث هذه الدراسة عن ماهية الحوادث البحرية وكيفية الوقاية منها:

الغرق

الرياضات المائية بأنواعها كافة يمكن أن تشكّل خطراً على الشخص الذي يمارسها. والخطر الأكثر شمولاً والأكثر تسبباً للحوادث البحرية هو الغرق الذي له أسباب عديدة ونتيجة واحدة. إن السقوط في المياه عفواً أو السباحة عنوة دون خبرة في المياه العميقة، سببان مباشران وأكيدان للغرق، والوقاية تتمحور حول تجنب تعريض الأشخاص للسقوط في المياه وتجنب السباحة من دون مراقبة رجال الإنقاذ المتخصصين. إن النصيحة الرئيسية للراغبين بتعلم السباحة على أفضل وجه تكمن باتباع دروس خاصة بذلك على يد متخصصين. وفي حال السباحة يجب معرفة حدودنا الشخصية، أي أن لا تزيد عن مقدرتنا على السباحة. فإذا كان بإمكاننا السباحة لمسافة 200 متر، يجدر بنا التوقف على 100 متر تاركين لأنفسنا القدرة على العودة الى الشاطئ براحة وقوّة كافيتين. الجميع قد يتعرضون للإصابة أثناء السباحة، على سبيل المثال قد يتعرض أفضل السباحين وأكثرهم خبرة لحوادث غرق لأسباب عديدة كالتقلصات العضلية التي تعيق السابحين عن الحركة وتسبب لهم الغرق في حال نفاذ قدرتهم على البقاء فوق مستوى المياه. إن الوقاية من هذا النوع من الإصابات والحوادث سهلة إذ أن باستطاعة السبّاحين القيام بالتمارين الرياضية اللازمة لتحمية وتليين أعضاء جسمهم قبل النزول الى المياه. أما في حال حصول هذه التقلصات فالحل بالاسترخاء والطفو على المياه، وبذلك يلين العضل المتقلص، أو يتم الوصول الى الشاطئ عبر التجذيف بالذراعين. يخاف الناس من التيارات البحرية التي يعتبرها معظمهم من المسببات الرئيسية للحوادث، ومن المهم جداً فهم كيفية عمل التيارات البحرية. تقسم هذه التيارات الى نوعين: السطحية والحلزونية. والوقاية في الحالتين تتضمن الشروط نفسها، أي ترك الجسم يطفو مع التيار من دون محاولة الفوز عليه أو الخروج منه سباحة، فهذا لا يؤدي إلا الى إتعاب السابح الى حد عدم المقدرة على الطفو وبالتأكيد الى الغرق. إن ترك السابح نفسه يطفو مع التيار، حمله الأخير معه مسافة حتى تضعف قوته لدرجة تمكن السابح من الخروج من تأثيره بسهولة. لكن النصيحة الأهم في مواجهة التيار تكمن في المحافظة على الوعي ورباطة الجأش وحسن التفكير والتحليل.

 

السقوط على الشاطئ

شاطئ البحر الصخري، ضفاف النهر وحافة المسبح، هي أماكن تكثر فيها حوادث السقوط مما يسبب الرضّات والكسور لأعداد من المتنزهين والسابحين. يتسبب في حوادث السقوط والإنزلاق وجود الماء والطحالب التي تنمو في الأماكن الرطبة، وتتمثل الوقاية في زيادة انتباه الأشخاص الى الأماكن التي يتنقلون فيها وانتعال الأحذية المناسبة مباشرة عند الخروج من المياه. الى ذلك يجب سحب ومسح المياه دورياً عند أطراف المسابح منعاً لحوادث الإنزلاق من جهة، ومنعاً لتراكم الأوساخ والأوبئة من جهة أخرى.

 

الحروق

 كثيرون من مرتادي الشواطئ يسعون الى إكتساب لون برونزي فيعمدون الى الجلوس والنوم تحت أشعة الشمس لساعات طويلة مما قد يؤدي الى إصابتهم بحروق من درجات مختلفة. للوقاية من الحروق ينبغي عدم التعرض لأشعة الشمس لوقت طويل بالإضافة الى استعمال النظارات الشمسية الخاصة لحماية شبكة العين. واستعمال الأدوية والمراهم الخاصة بحماية الجلد من الأشعة الفوق بنفسجية المؤذية له. أما القاعدة الأساسية فهي عدم التعرض للشمس في وقت الذروة أي بين الحادية عشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر.

 

 هبوط الحرارة المفاجئ

 يؤدي التعرض للشمس لوقت طويل الى إرتفاع حرارة الجسم، وعند معاودة النزول الى المياه ذات الحرارة المتدنية نسبة الى حرارة الجسم، تهبط حرارة الجسم بشكل حاد ومفاجئ. هذا الهبوط يؤدي الى زيادة عدد دقات القلب أو فقدان الوعي، كما أنه في بعض الحالات قد يؤدي الى الموت. تتمثل الوقاية في خفض حرارة الجسم تدريجياً قبيل الغوص كلياً في المياه الباردة. وخفض الحرارة يتم خارج المياه بالجلوس بضع دقائق في الفيء، أو في المياه حيث يعمد السابح الى النزول تدريجياً، مع محاولة تبريد الجزء غير المغمور بالمياه من جسده باستعمال يديه.

 

 القفز في المياه

أحياناً نرى شباباً يتبارون في القفز من ارتفاعات مختلفة وذلك في المسابح أو على الشواطئ الصخرية، وهذا قد يؤدي الى الإصابة بالجروح والرضوض كما يؤدي الى الإصابة بكسور متعددة منها ما قد يسبب الشلل الرباعي أو حتى الموت. الوقـاية هنا مـرادف للمـسؤولية، فللتهور عواقـب وخـيمة. ومحـبو القـفز عليهم دراسة واستكشاف المنطقة التي سيتم فيها القـفز والتأكـد من قدرتـهم الكافية على ذلك، أما عمـق المياه فيجب أن لا يقل عن ثلاثة أمتار أو أكثر وذلك تبعاً لإرتفـاع القفزة.

 

 الغطس تحت المياه

 إن التعلّم الصحيح والتدريب على يد اختصاصي غطس بالإضافة الى عدم الإستهتار بأي من قوانين الغطس، هي الطريقة الأفضل للوقاية من حوادث الغطس تحت المياه. حوادث الغطس كثيرة وأبرز أسبابها عدم استعمال المعدات المناسبة بالإضافة الى الإستهتار بمبادئ السلامة العامة والغوص الى مسافات عميقة جداً من دون الإهتمام بالعودة التدريجية الى سطح المياه، بالإضافة الى عدم احتساب كمية الهواء المناسبة للغطسات وإمكانية حصول حالات من السكر في الأعماق. أما أخطر ما قد يسبب الحوادث فهو الغطس الإفرادي حيث يكون الغاطس وحيداً تحت الماء، ولا يمكن لأحد مساعدته في حال احتاج المساعدة.

 

حوادث الرياضات المائية الميكانيكية

 إن جهل وعدم إدراك بعض الأشخاص الذين يركبون هذه الآلات يدفعانهم الى قيادتها قريباً جداً من الشاطئ وبين السابحين أحياناً، ما يهدد حياة هؤلاء بالخطر. للوقـاية من الحـوادث يجب حظر استعمال هذه الآلات بالقرب من الشاطئ، وحصر استعمالها في أماكن بعيدة عن السابحين. من جهة أخرى على هواة هذه الآلات اعتمار خوذة واقية للرأس وسترة نجاة.

 

لسعات الحيوانات البحرية

 لسعات الحيوانات البحرية مؤذية وقد تكون قاتلة أحياناً، لذلك من الضروري وجود مراقبة دائمة للمياه قبل نزول السابحين إليها.