صحة وتغذية

الخضار والفواكه تشكيلة من الألوان والفوائد
إعداد: ريما سليم ضومط

الصيف يفرش موائده غنية بما لذّ وطاب

 

مع حلول فصل الصيف بنسيمه الدافئ ونهاراته الطويلة وغروبه الأحمر, يحين الوقت للعطلة التي طال انتظارها, وتكثر الفرص المناسبة للاستمتاع بالطعام خارج المنزل ضمن نزهات صيفية في الجبل أو على الشاطئ. إلا أن الاستمتاع بالأطعمة الشهية غالباً ما يترك آثاراً سلبية على الجسم كالسمنة أو الدهون الزائدة, فما السبيل الى الاستمتاع بوجبات لذيذة الطعم مع المحافظة على الرشاقة والحيوية واللياقة البدنية المطلوبة لفصل الصيف؟


وجبات خفيفة ومميزة

يؤكد الخبراء أن الإجابة عن هذا السؤال سهلة جداً. فموسم الصيف هو الوقت الأمثل للإستفادة من الخضار والفاكهة الطازجة وحفلات الشواء خارج المنزل. ويقول هؤلاء أنه ليس هناك أفضل من وجبة خفيفة وشهية لمكافحة حرارة الصيف, لذا ينصحون بالإكثار من تناول الفاكهة والخضار التي تشكل بحد ذاتها وجبة غذائية كاملة لذيذة المذاق وصحية, لا سيما وأنها تحتوي على الألياف والمواد المضادة للتأكسد والفيتامينات والمعادن. ويشير الإختصاصيون في التغذية الى أن الأطباق "الملونة" المؤلفة من مجموعة من الخضار المتنوعة هي الاختيار الأصح, مؤكدين أنه كلما تعددت الألوان في الطبق الواحد ارتفعت النسبة الغذائية للوجبة.

 

تنويع السلطات

في هذا الإطار ينصح الخبراء بالإكثار من السلطات كمثل سلطة البطاطا مع البندورة والفليفلة الخضراء أو الحمراء والخيار والذرة, الى غيرها من الخضار التي تشكّل مع النوع المفضّل من عجينة المعكرونة مجموعة ألوان رائعة وتحتوي على قيمة غذائية ممتازة.
كذلك ينصح الخبراء باستغلال النزهات خارج المنزل للاستفادة من حفلات الشواء والاستغناء عن طبخ الأطعمة بالزيوت والدهون. ويؤكدون أن الشواء هو الطريقة الأفضل للحصول على وجبات مميزة, إذ أنه يزيد من نكهة الطعام ويخفّض في الوقت نفسه نسبة الدهون والوحدات الحرارية في الأطعمة. ويمكن استخدام الشواء لكل من اللحوم والأسماك وبعض أنواع الخضار.

 

السوائل

في النزهات الصيفية يجب عدم نسيان السوائل. فالتعرض لأشعة الشمس يفقد الجسم كمية كبيرة من المياه التي يجب تعويضها فوراً منعاً للتجفاف. لذا ينصح الخبراء بالإبقاء على كمية كافية من المياه في البرادات المخصصة للنزهات, ويمكن أيضاً ابتكار بعض المشروبات اللذيذة الطعم والمفيدة في الوقت نفسه. في هذا الإطار, يمكن طحن كمية من الدراق أو الإجاص مع ملعقة طعام من عصير الحامض وتجميدها في الثلاجة داخل الأكياس المخصصة لمكعبات الثلج, ومن ثم استخدامها لتبريد مياه الشرب خلال النزهة.

 

فاكهة الصيف

بما أن الصيف هو الموسم الأمثل للإستفادة من الفاكهة الطازجة, كما أشرنا سابقاً, فإن خبراء التغذية ينصحون باستغلال الفرصة والإكثار من تناول الفاكهة الطبيعية, التي تمتاز إضافة الى طعمها اللذيذ بغناها بالفيتامينات والمعادن والألياف. ويحدد الاختصاصيون في التغذية فوائد بعض أنواع الفاكهة على الشكل الآتي:

­
- التفاح: فاكهة غنية بمادة "البكتين"  (Pectin) التي تتحول في المعدة الى هلام يساعد في إزالة الرواسب السامة وينشط حركة الأمعاء. ونظراً لاحتوائه على البوتاسيوم والفوسفور, فإن التفاح يساعد على غسل الكلى وتهدئة المعدة. كذلك يحتوي التفاح على سكر طبيعي يؤدي الى إفراز الأسيد الذي يساعد في عملية الهضم.
يبقى أن نشير الى أن عصير التفاح الذي يحتوي على فيتامين "أ", و"ث" هو منظف فعّال ومنشط عام لمختلف أجهزة الجسم.
 

- الكرز: إضافة الى كونها فاكهة لذيذة الطعم, فإن حبات الكرز هي مصدر جيد للفيتامين "ث" إضافة الى غناها بالأنزيمات والمعادن. كذلك يعتبر عصير الكرز مثالياً للتخفيف من الضغوط الحياتية اليومية إذ يؤدي تناوله الى حالة من الإسترخاء الذهني التام.

 

- العنب: هو "طعام الآلهة" كما عرف في العصور القديمة. يعتبر مصدراً ممتازاً للبوتاسيوم الذي يحافظ على توازن الدم وينظم ضربات القلب. كما يتميز بقدرة شفائية غير اعتيادية كونه ينظف الكبد ويزيل الحامض البولي من الجسم.

 

- المشمش: مصدر ممتاز للبوتاسيوم والماغنيزيوم, يزوّد الجسم بالقوة والقدرة على الإحتمال. كما يحتوي على الحديد, ولا شيء يضاهيه سوى الشمام في كمية "جزرين البيتا" (Beta Carotene) التي يحتوي عليها, وهي صباغ برتقالي أثبتت الدراسات قدرته على مكافحة حروق الشمس.

 

- الموز: يحتوي على كمية كبيرة من مادة البوتاسيوم, ما يجعله الفاكهة المناسبة لتقوية القلب والعضلات. ويأتي الموز في المرتبة الثانية بعد الفريز ضمن لائحة الفاكهة الطرية في احتوائه على أعلى نسبة من المعادن.
 
­- الفريز: الفاكهة المفضلة لدى الكثيرين كباراً وصغاراً. هو مصدر ممتاز للفيتامين "ث", إضافة الى غناه بالبوتاسيوم والحديد والصوديوم. يعتبر الفريز الفاكهة الملائمة للراغبين بالوقاية من أضرار التدخين السلبي, كونه يحتوي على نوع من الأسيد الذي يقضي على تأثير المادة المحدثة للسرطان الموجودة في دخان السجائر.

 

- التين: فاكهة لذيذة الطعم وغنية بالألياف. لذا فإن تناول بعض حباتها مفيد جداً, ولكن حذار من تناول كميات كبيرة لأن ذلك قد يؤدي الى زيادة بعض السنتيمرات في منطقة الخصر والأرداف.
­

 

- البطيخ: ليس هناك أفضل من قطعة بطيخ طازجة لإنعاش الجسم في يوم حار. والبطيخ مصدر غني بالكلوروفيل وبالفيتامين "أ" والبروتين والبوتاسيوم والزنك والإيودين, إضافة الى الحامض النووي والأنزيمات التي تساعد في عملية الهضم. والجدير ذكره أن 95 في المئة من القيمة الغذائية للبطيخ موجودة في الطبقة السفلية منه القريبة من القشرة الخارجية.
­

 

- الشمام: نظّم مركز للعلوم في الولايات المتحدة لائحة بالفاكهة التي تحتوي على أكبر قيمة غذائية, وقد حلّ الشمام في المرتبة الأولى يليه البطيخ ثم الليمون فالفريز, الخ..
الشمام فاكهة مليئة بالفيتامين "أ" و"ث", وهي تحتوي على مادة "الإنيوسيتول" وهي إحدى المركبات العضوية التي تساعد في التخلص من القلق والأرق, وتحارب مرض تصلّب الشرايين. كذلك يحتوي الشمام على النسبة الأكبر من الأنزيمات الخاصة بعملية الهضم, وينصح به من قبل الجمعية الأميركية للأبحاث السرطانية لمكافحة سرطان الأمعاء والسرطان الجلدي.
الجدير ذكره أن حبة الشمام المتوسطة الحجم تحتوي على حوالى مئة وحدة حرارية فقط مقابل كمية هائلة من المواد المغذية, ما يجعلها الفاكهة المثالية لتخفيض الوزن.