منظمات ارهابية

الخلفية التاريخية الفكرية للإرهاب التكفيري
إعداد: يونس عودة


القاعدة وأخواتها بنادق للإيجار وانتحاريون غب الطلب

ينشغل العالم كله اليوم في المآلات التي يمكن أن تتمخض عنها الحركات الدولية, لا سيما الاميركية، في مواجهة التنظيم الإرهابي الأعتى, والذي اطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية» بعد أن تخلّص, شكلًا, من اسم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» واختصارها «داعش»، وهو ما عرف به مع اعلانه الانخراط في الحرب على الأرض السورية.
فما هي الخلفيات التاريخية والفكرية التي يتحدّر منها هذا التنظيم وما يشابهه من تنظيمات تكفيرية؟

 


خلفية تاريخية
بغض النظر عن نشأتها «السلفية – الجهادية» المتأتية من امتزاج مدرستين فقهيتين, ومن بيئتين مختلفتين على المستوى الاجتماعي (الجزيرة العربية ولا سيما نجد والحجاز من جهة, ومصر من جهة أخرى), إلا أن مراحل التطور التاريخي لللايديولوجيا «الداعشية» الحديثة والمتبنية للفكر السلفي الجهادي التكفيري، عرفت في أولى مراحلها المعاصرة مع بداية التدخل السوفياتي في افغانستان، حيث تم إنشاء فصائل «المجاهدين» لمحاربة السوفيات. وتمّ تشجيع هذا الفكر وتمويل معتنقيه، باعتبار أن من يحمل السلاح ضد السوفيات يكون مدافعًا عن الدين بمواجهة «الكفار الشيوعيين», علمًا أن الحرب ضد الاتحاد السوفياتي كانت تقودها الولايات المتحدة الأميركية التي احتضنت الفصائل المجاهدة ودرّبتها وسلّحتها آنذاك بأحدث ما أنتجته الترسانة العسكرية، بما في ذلك صاروخ «ستينغر» المضاد للطائرات والمحمول على الكتف والذي كان يعتبر سلاحًا نوعيًا.
في تلك الحقبة ومع خروج القوات السوفياتية من افغانستان عشية «البريسترويكا»، نشبت خلافات بين الفصائل المجاهدة, وشهدت افغانستان حروبًا متواصلة بين الذين قاتلوا السوفيات. وقد أدت تلك الخلافات إلى ابتعاد البعض ولا سيما ما عرف بالأفغان العرب عن الدائرة الاميركية المباشرة. وعاد الفكر التكفيري ليظهر من جديد مع أدوات ارهابية ومزيد من العنف، وبالأخص بين الأخوة الذين تحوّلوا إلى اعداء.
مع عودتهم إلى بلادهم، وجد الأفغان العرب أرضًا خصبة للعمل تحت عناوين وذرائع متعددة, اهمها «القمع» الذي تتعرض له بعض الحركات الإسلامية. فتم انشاء منظمة اصولية متعددة الجنسيات، تضمّ في صفوفها التكفيريين, وبقايا الإخوان المسلمين والمرتزقة من جماعات «جهادية», كان افرادها في السجون (من مصر إلى الجزائر إلى دول خليجية), لا سيما اولئك الذين انتهت مهماتهم في خدمة اجهزة مخابرات دولية، وباتوا يشكلون خطرًا على البلاد التي نشأوا فيها. بموازاة ذلك ظهرت فتاوى للجهاد حيث تدفقت أعداد هائلة من الإرهابيين الى افغانستان مجددًا, لإطلاق تنظيم القاعدة, وكان من أبرز رموز هؤلاء، الفلسطيني عبدالله عزام الذي نشأ تحت رعاية الإخوان المسلمين واصبح عضوًا بارزًا.
أسّس عزام «مكتب خدمات» على الحدود الأفغانية - الباكستانية، وعمل على تنظيم دخول الوافدين إلى أفغانستان, وأصبح مقره في بيشاور مركزًا للقيادة, وكان يزور الولايات المتحدة لجمع التبرعات. وفي العام 1986 أنشأ مراكز عديدة لتجنيد المتطوعين للجهاد، وأطلق عليه لقب «امير المجاهدين العرب». عزام كان يرى أن القتال ضد السوفيات في افغانستان خطوة أولى لثورة أكبر وأوسع عنوانها القضاء على الحكومات العربية, وكان اسامة بن لادن الثري السعودي أقرب معاونيه، وهو الذي يقوم بالتمويل والإنفاق على الأتباع.
من الذين تدفقوا أيضًا، تكفيريون من مصر, وكذلك قيادات شابة من الإخوان المسلمين الذين لم يعدموا بعد اغتيال أنور السادات, ومن أبرز هؤلاء أيمن الظواهري المعروف بتطرفه وبتأسيسه جماعة «الجهاد الاسلامي». وكان الظواهري من أتباع سيد قطب، وقد أجاز قتل كل من يشارك في برلمان أو حزب سياسي أو انتخابات وكل من يدعو إلى انتخابات، باعتبار هؤلاء جميعًا منكرين للقرآن الكريم, يحلّ قتلهم و«يجب أن يقتلوا».
توهّم «المجاهدون العرب» أنهم من هزم السوفيات، وهذا الوهم «اصبح بمثابة قوة محركة للإسلاميين في جميع انحاء العالم» (هذا ما كتبه مؤرخ الحركات الإسلامية، جيلو كيبل).
في هذه الاثناء، بدأ الانقسام بين جماعة الظواهري وجماعة عبدالله عزام، بحيث رفضت الأولى الصلاة خلف عزام مع الدعوة إلى ثورات عنفية لإسقاط أنظمة الحكم في بلاد العرب حصرًا، وإقامة أنظمة اسلامية على أنقاضها. وتمكّن الظواهري من استقطاب بن لادن، وكسب الجولة، بينما اغتيل عزام بتفجير ضخم في بيشاور (1989).

 

المدارس والتيارات
تأتي في طليعة هذه المدارس المدرسة الوهابية التي أسّسها محمد بن عبد الوهاب (1703- 1792)، الذي ارتكزت دعوته على الطبيعة الشاملة والأبدية للإسلام، وشكّلت بذلك تفسيرًا حديثًا للسلفية الاسلامية (تطهير المجتمع من البدع والعادات التقاليد المخالفة للشريعة، والدعوة إلى الاقتداء بالسلف الصالح أي أهل القرون الثلاثة الأولى من عمر الأمة الإسلامية). وأبرز ما جاءت به هذه المدرسة، عقيدة «الولاء والبراء» التي تؤدي إلى المفاضلة مع مجتمع الجاهلية.
أمّا المدرسة القطبية فتعود تسميتها إلى القيادي السابق في جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر سيد قطب (1906- 1966)، والذي نظّر خلال وجوده في السجن في عهد جمال عبد الناصر لمقولة «الحاكمية الإلهية» التي تبنّت العنف للانقلاب على حكم عبد الناصر.
إلى ذلك نشأت حركة ثالثة في البيئة الهندية، حيث كان أبو علي المودودي يرى أن التحديات التي تواجه المسلمين هناك تتمثّل في القهر الذي تمارسه الغالبية الهندوسية، وتذويب الهوية الإســلاميــة، والاستعــمار الانكليــزي. وفي ظلّ هذا المناخ، أنتج المودودي مفهوم الجاهلية والحاكمية الإلهية.

 

تبنّي العنف المسلّح
بدأت مختلف التيارات والحركات الإسلامية بالظهور منذ السبعينيات من القرن الماضي، وهي تبنّت العنف المسلّح (من الجهاد إلى الجماعة الإسلامية و«التكفير والهجرة» وغيرها). وقد تجنّبت هذه التيارات الدخول في المسائل العقائدية في ما بينها باستثناء مسألة واحدة ناقشتها بعمق، وهي قضية تكفير الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل، وهي فكرة للسلفية المدرسية فيها قراءة تتعلق بمفهوم طاعة أولياء الأمر، حيث تضع شروطًا قاسية للخروج على الحاكم، فضلًا عن بعض القضايا الفقهية التي يُشدّد عليها الوهابيون.
التطور الأبرز الذي ساهم في ولادة «السلفية الجهادية» وبروزها كتيار جديد، نتج عن امتزاج عناصر أساسية من المنظومة الوهابية السلفية بعناصر أساسية من المنظومة الأصولية القطبية الاكثر تسيّسًا. حدث هذا على عدة مراحل، أولاها كان عندما استقبلت السعودية الآلاف من كوادر الإخوان المسلمين المصريين والسوريين وغيرهم من الهاربين من انظمتهم، ووفرّت لهم الملاذ الآمن، حيث نجح هؤلاء في تبوّء مراكز مهمة في المنظومة التعليمية والتربوية السعودية.
في عملية التواصل هذه، حدث نوع من التوافق والتكيّف بين المدرستين وظهر بداية ما يُعرف بـ«الاتجاه السروري»، نسبة إلى محمد سرور بن نايف زين العابدين، الذي مزج السلفية الوهابية بالقطبية الأصولية، معتبرًا أن ما ينقص السلفية هو أن تكون مسيّسة وثورية أي «جهادية»، ووجد أن فكر سيد قطب هو من يتكفّل بهذه المهمة.
ونتج عن عملية المزج هذه المزيد من «تحنبل» الإخوان، نسبة إلى ابن حنبل- و«توهّب» القطبيين، نسبة إلى سيد قطب، و«قطبنة» تيار الصحوة الوهابي وتسيّسه. وسار بعض أوجه هذا التيار باتجاه «الطلبنة» نسبة إلى حركة «طالبان» الأفغانية، حتى قبل ظهور هذه الحركة في أفغانستان وتسلّمها زمام الحكم.
وقد جاء إعلان «الجبهة الإسلامية العالمية» و«تنظيم القاعدة» للجهاد ضدّ «اليهود والصليبيين»، ترجمة واضحة لعقيدة «الولاء والبراء» الممزوجة بالتنظير القطبي التكفيري.
وتمثّل هذا التيار الجديد بالسلفي الوهابي السعودي أسامة بن لادن، والسلفي القطبي المصري أيمن الظواهري، وقبله عبد الله عزّام الإخواني الفلسطيني الذي تاثّر به بن لادن كثيرًا، وكان له تأثير كبير على «الأفغان العرب»، في تحالف يُمثّل بشكل لافت امتزاج تيارين على «أرض الجهاد» العام 1998.
إنّ ما يُميّز «السلفية الجهادية» عن غيرها من السلفيات، ليس إعلانها جاهلية المجتمعات المعاصرة كلها، وليس ادّعاؤها كفرانية النظم التي لا تحكم بما انزل.. بل إعلانها الصريح أن العنف المسلّح سبيل أوحد للتغيير. لذلك، فهي ترفض أي طريق آخر لإقامة نظام الخلافة الإسلامية مثل المشاركة السياسية في نظام الحكم الشركي أو المُشرك.
 تنظيم «القاعدة»
يُجمع المتابعون والمختصون بدراسة «تنظيم القاعدة» وفروعه المتعدّدة، على أنه يختلف عن غيره من التنظيمات الإسلامية أو العلمانية، بأنه لا يتبع هيكلية تنظيمية محددة، بل يعتمد على هيكلية مرنة تتغير وفق الظروف والأوضاع السياسية والأمنية. وبعد الاحتلال الأميركي لأفغانستان، لم يعد للتنظيم قيادة مركزية محددة أو امتدادات مباشرة، بل انّ كل المجموعات والتنظيمات التي تعمل بوحي من «القاعدة» لها استقلالية ذاتية، وهي لا ترتبط بالضرورة مباشرة بأسامة بن لادن أو أيمن الظواهري، على الرغم من أنها تتأثر بمواقفهما وخطاباتهما.
ويشير الباحثون إلى أن المجموعة المتأثرة بتنظيم «القاعدة» أو التي لها صلة ما به، تعمل بشكل مستقل عن بعضها البعض وتعتمد أسلوب «الخلايا العنقودية». وتقتصر مهمة كل مجموعة على تنفيذ عملية محددة، وهي تؤمّن التمويل والإمكانات من دون الحاجة للعودة إلى القيادة المركزية. كما أن هذه التنظيمات تتحرك وفق أجندتها الخاصة والمعطيات الخاصة بالبلد أو المنطقة الموجودة فيها.
وفي ما خص تمويل مجموعات «القاعدة»، يتبيّن أنّ تأمين الإمكانات المادية والعسكرية واللوجيستية لا يخضع لنظام محدد ولا يأتي من جهة معينة، وأن هناك العديد من المجموعات والشخصيات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية تعمل لتمويل هذه المجموعات، خصوصًا في العراق، بشكل مباشر أو من خلال وسطاء.
من جهة أخرى، يُشدّد العديد من خبراء الحركات الإسلامية والتكفيرية، على أن تحوّل التيار السلفي الجهادي إلى قوة تجاوزت الإمكانات التنظيمية والمالية لتنظيم القاعدة نفسه، ما كان له أن يتم، لولا السياسات الأميركية الجديدة الهادفة إلى الانفراد والهيمنة، وتبنّي الإدارة الأميركية مع رئاسة جورج بوش الابن خطابًا قسّم العالم بين محور الشر ومحور الخير. وهو خطاب يتبنّى بشكل مقلوب منطق أسامة بن لادن، والذي كان أول من تحدث عن انقسام العالم إلى فسطاطين (الكفر والايمان- الحق والباطل). وما عزّز التيار السلفي الجهادي التكفيري هو الغزو الأميركي للعراق، حيث تحوّلت أرضه إلى قبلة لكل «الجهاديين».
 
 

الدولة الإسلامية في العراق والشام
ينتمي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» إلى الفكر السلفي الجهادي، ويهدف القيّمون عليه إلى إعادة ما يسمونه «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة»، وهو يتخذ من العراق وسوريا مسرحًا لعملياته و«جهاده».
تشكّل هذا التنظيم في العام 2013 على أنه اندماج ما بين تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي تشكّل في العام 2006 وهو يتبع لتنظيم القاعدة، وبين تنظيم «جبهة النصرة» في سوريا، الاّ أن هذه الأخيرة رفضت الاندماج.
تعود أصول تنظيم «الدولة الاسلامية» إلى العام 2004، حيث شكّل الاردني أبو مصعب الزرقاوي تنظيمًا أسماه «جماعة التوحيد والجهاد»، وأعلن وقتها مبايعته تنظيم «القاعدة» بزعامة «أسامة بن لادن»، ليصبح ممثل هذا التنظيم في المنطقة أو ما سمّي «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين».
في العام 2006، خرج الزرقاوي في شريط مصوّر معلنًا تشكيل «مجلس شورى المجاهدين» بزعامة عبد الله رشيد البغدادي. قُتل الزرقاوي في الشهر نفسه، وعيّن «أبو حمزة المهاجر» زعيمًا للتنظيم في العراق. وفي نهاية العام نفسه، تمّ تشكيل تنظيم عسكري يختصر كل التنظيمات «الجهادية» المنتشرة على الأراضي العراقية لمحاربة القوات الأميركية، وسمّي الدولة الإسلامية في العراق، وكان بزعامة أبو عمر البغدادي.
في 19 نيسان 2010، نفّذت القوات الأميركية عملية عسكرية في منطقة الثرثار، أودت بحياة أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر. وبعد نحو 10 ايام انعقد «مجلس شورى الدولة الإسلامية في العراق» ليختار «أبي بكر البغدادي» خليفة لأبي عمر البغدادي، «أميرًا للدولة الإسلامية في العراق والشام.
وفي 29 تموز من العام 2014، نشر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» كلمة جديدة للناطق الرسمي باسم التنظيم أبو محمد العدناني الشامي، معلنًا بشكل رسمي قيام «الخلافة الإسلامية» وتنصيب خليفة للمسلمين ومبايعة عبدالله إبراهيم أبو بكر البغدادي الذي قبل البيعة. وقال العدناني إنه تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمى الدولة ليصبح «الدولة الإسلامية». وجاء في البيان أنه «صار واجبًا على جميع المسلمين مبايعة الخليفة، وتبطل جميع الإمارات والولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جنده». وتابع البيان: «بطلت شرعية جميع الجماعات والتنظيمات الإسلامية الأخرى، ولا يحلّ لأحد منها أن يبيت ولا يدين بالولاء للخليفة البغدادي». وختم البيان بتهديد كل من «أراد شق الصف» بأنهم «فالقو رأسه بالرصاص».
وبذلك يمكن القول إن «الدولة الإسلامية» وبإعلانها «الخلافة» قررت إنهاء زعامة الظواهري والقضاء على مرجعية «القاعدة» بالنسبة إلى الفصائل والتنظيمات المنتشرة في أكثر من مكان من العالم. ومنذ ذلك الوقت، لم يعد الخلاف محصورًا في أرض العراق وسوريا، بل امتد إلى كل مكان تنتشر فيه التنظيمات «الجهادية»، بعضها أعلن «مبايعته» «الخليفة» الجديد، في حين رفض معظمها هذة «البيعة» وقرر تجديد «البيعة» لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري. أما «الظواهري» فكان ردّه واضحًا حين أعلن منذ فترة وجيزة في شريط فيديو، إنشاء فرع جديد لـ«القاعدة» في شبه القارة الهندية، لافتًا إلى أن «هذا الكيان يضمّ تجمّع المجاهدين فيها في كيان واحد يكون مع الأصل، جماعة قاعدة الجهاد من جنود الإمارة الإسلامية وأميرها الملا عمر».
يتبين من خلال تطوّر الأحداث أن الانقسام بات هو المسيطر بين مختلف تنظيمات «السلفية الجهادية»، التي تعود في الأصل إلى تنظيم «القاعدة».
 
 

جبهة النصرة
ينتمي تنظيم «جبهة النصرة» إلى الفكر السلفي الجهادي، وقد تمّ تشكليه بقيادة أبو محمد الجولاني أواخر العام 2011 خلال الأزمة السورية. دعت الجبهة في بيانها الأول الصادر في 24 كانون الثاني 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح بوجه النظام السوري. مع إعلان «جبهة النصرة» مبايعتها تنظيم «القاعدة» في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت التقارير الاستخبارية والإعلامية تتحدث عن علاقة النصرة في سوريا بتنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق، وبدأ اعتبارها امتدادًا سوريًا لذاك التنظيم.
بتاريخ 9 نيسان 2013، أعلن زعيم «الدولة الإسلامية»، ابو بكر البغدادي، في رسالة صوتية عن دمج فرع تنظيم «جبهة النصرة» مع «دولة العراق الإسلامية» تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وهو ما عُرف بـ«داعش».
بعد ذلك بفترة قصيرة، خرج زعيم «جبهة النصرة»، أبو محمد الجولاني بتسجيل صوتي يعلن فيه علاقته مع «دولة العراق الإسلامية»، لكنه ينفي اندماج التنظيمين، ويؤكد مبايعة تنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري.

 

التكفير و«الشيطنة»
إن الجامع العلني والسري بين كل التكوينات التكفيرية هو «شيطنة» كل من يعاديها واستغلال المجتمعات البسيطة. وهذا ما اتضح خلال المراحل الثلاث, مرحلة بن لادن ومرحلة الزرقاوي والمرحلة الداعشية.
وانطلاقًا من هذا الفكر المنغلق على نفسه، مارست هذه التنظيمات أبشع الجرائم الإرهابية، وبات الإرهاب أبرز التحديات التي يواجهها العالم المعاصر.