مشكلة وحل

الخوف من إعادة الصف أحد أبرز هموم التلامذة
إعداد: ريما سليم ضوميط

كيف نواجه المشكلة إذا حصلت؟

 

أحياناً قد لا يمكن تفادي إعادة بعض التلامذة عامهم الدراسي، لكن من الممكن جعل الأمر أقل صعوبة. فالرسوب وبالتالي إعادة الصفّ تجربة قاسية بالنسبة الى الولد، لا بل همّ يقضّ مضجعه ويزعزع ثقته بنفسه. فما العمل إذا تعرّض ولدنا لهذه التجربة؟

 

المشكلة وتداعياتها
الرسوب هو أحد الإحتمالات التي يواجهها الطالب عند تراجعه في أدائه المدرسي، إما بسبب إهماله الشخصي، أو نتيجة مشكلة في التعلّم، أو بسبب التأخّر في مادة ما، أو غيرها من الأسباب التي تؤدي الى نتيجة واحدة هي الرسوب وضرورة إعادة السنة الدراسية. فكيف يتأقلم الطالب مع هذا الوضع؟
في دراسة قام بها باحثون أميركيون تبيّن أن الخوف من الرسوب والبقاء في الصف نفسه هو أحد الهموم الأساسية لدى التلامذة، حيث يحتل المرتبة الثالثة بعد الخوف من فقدان البصر، والخوف من موت أحد الوالدين. لذا فإن إعلان نبأ الرسوب وضرورة إعادة السنة المدرسية يخلّف تأثيراً سلبياً على مشاعر التلميذ وعلى سلوكه العاطفي - الإجتماعي. فالتلميذ الراسب سيتعرّض لاختلال في الثقة بالنفس وتقدير الذات، وسوف يشعر بالخجل من رفاقه ومحيطه، وسينتابه ايضاً إحساس بالقلق من الإحتمالات المنتظرة كهزء الرفاق وسخريتهم، أو خسارة الزملاء القدامى، إضافة الى الشعور بالدونية، والخوف من الفشل مرة أخرى. إزاء هذه المشاعر, قد تخبو رغبة التلميذ في متابعة تحصيله العلمي، وربما تنتابه رغبة في ترك المدرسة لا سيما إذا كان في سن المراهقة، وهي مرحلة حسّاسة يتعرّض فيها المراهق الى كثير من المدّ والجزر في مشاعره. ويشير الخبراء الى أن طرق التعبير تختلف بين تلميذ وآخر، حيث يخفي البعض مشاعره الحقيقية تجاه الرسوب تحت ستار اللامبالاة، بينما يظهر آخرون إحساسهم بالخيبة والقلق بوضوح، وقد يرفض البعض العودة الى المدرسة نفسها خوفاً من ازدراء الزملاء وسخريتهم.

 

دور الأهل
عند رسوب التلميذ يشعر معظم الأهل بالغضب والخيبة، وهو أمر طبيعي شرط ألا يتجاوز هذا الشعور الحدّ المقبول بحيث يؤدي الى ضرر معنوي للتلميذ الراسب، كأن يشعر بأنه منبوذ، أو فاشل وغير منتج، أو غير محبوب من قبل ذويه.
من هنا ينصح الخبراء الأهل باعتماد موقف إيجابي لمساعدة التلميذ الراسب في اجتياز المرحلة الحرجة بأقل ضرر معنوي ممكن، ويقدّمون في هذا الإطار بعض النصائح التي تساعد في بدء سنة دراسية جديدة خالية من الهموم.
من أولى الخطوات الواجب على الأهل اتخاذها قبل المباشرة بإيجاد الحلول، عرض المشكلة عبر الحوار مع التلميذ الراسب حول السبب الذي أدى الى فشله. هل هو عدم استيعاب شروحات المعلمين؛ أم هو عدم التركيز في أثناء الشرح؟ هل هو عدم تخصيص الوقت الكافي للدرس في المنزل، أم السبب كره لمادة ما؟ هل هناك أسباب أخرى، وبالتالي ما هي هذه الأسباب؟
بعد التأكد من معرفة سبب الفشل يبدأ الأهل بالتفاهم على الحلول المناسبة مع التلميذ الراسب بالتنسيق مع المعلمين وإدارة المدرسة.

 

خطوات عملية
الخطوة التالية هي تحضير التلميذ الراسب لقبول فكرة إعادة الصف الدراسي والمضي قدماً في عامه الدراسي الجديد. ويتمّ ذلك عبر الخطوات الآتية:

 

• تقديم الدعم الإيجابي: على الوالدين أن يشرحا للولد الراسب أن إعادة الصف نفسه ليست عقاباً وإنما فرصة جديدة للنجاح وتخطّي العواقب التي أدّت الى الفشل.

 

• تأمين المساندة على الصعيد الإجتماعي: قد يشعر الولد الراسب أنه خسر صداقاته المدرسية عند رسوبه. لذا يجب على الأهل تنظيم لقاءات دورية مع رفاقه القدامى خارج الدوام المدرسي كدعوتهم الى المنزل أو المنتزه في أيام العطلة بهدف الحفاظ على رابط الصداقة وتهدئة مخاوف الإبن المحبط. كما ينصح الخبراء الأهل بتشجيع التلميذ الراسب على بناء صداقات جديدة مع زملائه الجدد وتمتينها عبر دعوات خارج دوام المدرسة.

 

• التأكّد من عدم وجود مشاكل صحية تؤدي الى التأخّر في التعلّم: من المفيد في هذه الحالة زيارة الطبيب لفحص النظر والسمع لأن أي مشكلة بسيطة في إحدى هاتين الحاستين قد تؤدي الى صعوبات في التعلّم.

 

• متابعة الدروس بشكل يومي: التأكّد ما إذا كان التلميذ ينهي دروسه بشكل تام يومياً، أو أنه يكدّسها ليوم الإمتحان.

 

• تبديل المدرسة إذا اقتضى الأمر: يظهر بعـض الأولاد رفضـاً قاطعاً للعودة الى مدرستـهم السابقة بعد رسـوبهـم وفشلهم. وهنا لا بـأس من بدايـة جـديـدة في مدرسة أخرى إذا كان من شـأن هذا الأمر تهدئة مخاوف التلميذ وإنقـاذه من الشعـور بالفشل والإحباط.
وأخيراً، يقول الخبراء أنه إذا كان من غير الممكن تفــادي إعـادة السنــة الدراسيــة في حال الرسوب، فإنه مـن الممكن جعل هذه العملية أقل صعوبة وذلك بتضافر جهود الأهل والمدرسة لدعم التلمــيذ الراسب ودفعه الى الأمام، مع التأكيد أنه من لا يعمــل لا يفــشل، لذا فالفشل يجب أن يكون حــافزاً لعطاء أفضل.