هو وهي

الخيانة الزوجيّة
إعداد: ريما سليم ضومط

كيف يمكن  طيّ الصفحة؟

 

الخيانة الزوجيّة، غلطةٌ لا تشبه غيرها من الأغلاط... أمام فظاعتها تنهار الثقة وتضيع سنواتٌ من الحب، وعلى عتبتها يموت الاحترام وقد ينتهي زواج كان يومًا يشبه الحلم.
عند وقوع الخيانة الزوجية، يفقد الزواج استقراره، ويجد الطرف المخدوع نفسه أمام خيارين، إما هجر الطرف الخائن والطلاق منه، أو الصفح عنه وإعطاؤه فرصةً جديدة. فما الشروط لنجاح هذه الفرصة؟


استعادة الثقة المفقودة
يؤكّد الاختصاصيون في علم النفس أنّ أسوأ تداعيات الخيانة، فقدان الثقة بالطرف الخائن، حيث أنّ الزوج المخدوع لا يكتفي بالتشكيك في تصرّفات شريكه ونواياه في مرحلة ما بعد الخيانة، وإنّما يتملّكه الشكّ في أقواله وأعماله السابقة، وهذا ما يوسّع دائرة فقدان الثقة. لذا يجدر بالطرفين العمل على إعادة الثقة المفقودة أولًا من خلال المصارحة التامّة، بمعنى أن يجيب الزوج الخائن بصدق تام عن جميع أسئلة شريكه المتعلّقة بفعل الخيانة، مع ضرورة عدم إخفاء أي تفصيلٍ يمكن أن يكتشفه الزوج لاحقًا، كي لا تنكسر الثقة مرّةً أخرى. في الإطار نفسه، يشير الخبراء في العلاقات الزوجيّة إلى أن الشفافية في هذه المرحلة ضروريّة جدًّا (عدم وضع كلمة سر للجوّال، تحديد أماكن وجود الشريك في أثناء غيابه عن المنزل...).

 

إنهاء العلاقة الغراميّة
يجب أن يتعهّد الزوج الخائن بقطع العلاقة مع شريكه في الخيانة، ليس هذا وحسب، وإنّما عليه أن يمحو إسمه عن هاتفه وألّا يجيب على اتصالاته الهاتفية. عليه أيضًا أن يتفادى زيارة الأماكن التي يمكن أن يصادفه فيها. بمعنى آخر، يجب أن يلغيه من حياته بشكلٍ تام، وأن يبني جدارًا عاليًا ما بينه وبين الماضي. وفي المقابل، يجب أن يسعى إلى استعادة اللحظات الجميلة التي كانت تجمعه بشريك العمر.
أمّا الشريك المخدوع، فيجب أن يمنح شريكه فرصةً لإثبات حسن نيّته، بصرف النّظر عمّا إذا كان قادرًا على مسامحته في المدى القريب، لأن قدرة الإنسان على التسامح تختلف بين شخصٍ وآخر، وقد يحتاج البعض إلى فترةٍ أطول ليصبحوا مستعدين للمسامحة.

 

تحمّل المسؤوليّة كاملة
عند اكتشاف الخيانة، قد يحاول الطرف المذنب إيجاد المبرّرات لفعله بإلقاء اللوم على شريكه. هذا الأمر سيزيد الطين بلّة، وسيؤدّي إلى مزيدٍ من التعقيدات. لذلك يجدر بالزوج الخائن تحمّل مسؤوليّة فعله، والاعتراف بالذنب الذي اقترفه بحق شريك حياته، طالبًا منه السَّماح بصدق، شرط أن يكون آسفًا بالفعل، وإلّا فلا فائدة من محاولة الإصلاح. وينبّه الخبراء في هذا الإطار، إلى أن الطرف المخدوع لن يفتح ذراعيه لشريكه ويستقبله بالأحضان فور طلب السماح، على العكس قد تكون ردّة فعله عنيفةً، حيث ستحمل الغضب والحزن والأسى، وكلّ المشاعر السلبيّة التي خلّفها جرح الخيانة. لكن هذه الثورة سوف تخمد تدريجيًّا بعـد جلسـات مـن المصارحـة والمسامحـة.

 

طي صفحة الخيانة
بعد تفريغ الغضب والحزن، ومع مرور الوقت، يصفح الزوج المخدوع عن شريكه وتعود إلى مجاريها. عندئذٍ، لا يجوز على الإطلاق أن يلجأ الطرف الذي تعرّض للخيانة إلى إعادة فتح الملفّات القديمة تحت أيّ ظرفٍ، كما لا يحقّ له تحقير الآخر أو الذمّ به كلّما وقع بينهما خلاف أو شجار، وإنّما يجب طيّ صفحة الماضي، والتعامل مع كل مشكلة لاحقة بحسب حجمها وعمقها، وذلك حفاظًا على الاحترام المتبادل.