تكريم

الدكتور عدنان الأمين من ذوي الأكتاف القوية
إعداد: أنطوان صعب

بدعوة من الحركة الثقافية - انطلياس وفي اطار تكريم اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي (الرعيل التاسع والعشرون 2014)، تم تكريم الدكتور عدنان الأمين في الحركة الثقافية - مسرح الأخوين رحباني.
قدم المكرّم الاستاذ جورج ابي صالح الذي قال «الدكتور عدنان الأمين عصاميّ بامتياز. فإبن الجنوب هذا لم تحدّ من طموحاته محدوديّةُ إمكانات البيئة التي وُلد ونشأ فيها. فقد نهل العلم بمختلف مراحله من مؤسسات القطاع العام: المدرسة الرسميّة ثم الجامعة اللبنانية، قبل أن يتسنّى له في مرحلة لاحقة ومتقدّمة الانتقال الى فرنسا والولايات المتّحدة الأميركية سعياً وراء المزيد من التحصيل، بعد شهادة الكفاءة من كلية التربية. وهكذا، شكّل عدنان الأمين مثالاً آخر على عزم اللبنانيّ في طلب العلم والترقّي وعلى قدرته على النجاح بل التفوّق، على الرغم من كلّ الصعاب».
ثم كانت للدكتور منير بشّور كلمة تحدّث فيها بإسهاب عن المحتفى به منذ التحاقه بالمدرسة الإبتدائية متأخّراً، عندما كان في السابعة من العمر في المدرسة الرسمية النبطية، وانتقاله بعدها الى بيروت، والتحاقه بدار المعلمين الابتدائية فيها، ثم بكلية التربية في الجامعة اللبنانية، حيث جمع، ككثيرين من المناضلين ذوي الأكتاف القوية، بين التدريس وبين متابعة الدراسة، فحصل على شهادة الإجازة، ثم الكفاءة في التعليم الثانوي، وكان ذلك العام 1971، وهو في الرابعة والعشرين من عمره.
وبعد فترة قصيرة، تقارب السنتين، تحمل الرياح عدنان باتجاه الدراسة خارج لبنان، فسجّل في فرنسا، في السوربون، لمتابعة الدراسة، وحصل العام 1977، على شهادة الدكتوراة حلقة ثالثة في سوسيولوجيا التربية، عيّن على أثرها أستاذاً معيداً متفرّغاً في الجامعة اللبنانية. وبعد عشر سنوات ثُبّت في ملاك الجامعة بينما كان، في الوقت ذاته، يتابع دراسته في السوربون. والعام 1991 حصل على شهادة الدكتوراة دولة من السوربون. وبعد عامين من ذلك تحمله الرياح مجدداً الى خارج لبنان، ولكن هذه المرّة الى مسافات أبعد، الى الولايات المتحدة الأميركية، حيث أمضى العام 1993/1994 سنته الدراسية السابعة، وأعاد الكرّة العام 2005.
العام 2008، استقال من الجامعة اللبنانية، وكان ذلك قبل بلوغه سن التقاعد، والتحق بالمكتب الإقليمي لليونسكو كمستشار للتعليم العالي، متابعاً أعماله الكثيرة، مشرفاً وموجهاً ومشاركاً في مشاريع كثيرة ومتعدّدة.
إنها سيرة حافلة وغنيّة، وهي أيضاً مستقيمة، بمعنى انها لم تحد، منذ انطلاقتها، عن سياق التربية والتعليم، وهي سارت في هذا السياق، في شعابه وتعرّجاته ومنعطفاته، فوسّعت بعضها، وعمّقت بعضها الآخر، كما أنها شقّت مسارات او مداخل جديدة عليه، كانت كمثل النوافذ المشرعة تستجلب الضوء الى الأماكن والزوايا المغلقة.