موضوع الغلاف

الدكتور فاوتشي يجيبكم!
إعداد: ليال صقر الفحل

يجيب الاختصاصي الأميركي في علم المناعة ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية والمستشار الطبي للرئيس جو بايدن أنتوني ستيفن فاوتشي عن سلسلة أسئلة وهواجس تُقلق الكثير من الأميركيين (كما سواهم) وتمنعهم من تلقّي لَقاح كورونا. في ما يأتي، الأسئلة التي وجهها أميركيون مؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الدكتور فاوتشي، وقد أجاب عنها مقدّمًا البراهين التي تحتّم علينا جميعًا تلقّي اللَّقاح من دون تردد، للحصول على الحماية من تأثيرات هذه الجائحة على المجتمع، وللسماح للحياة بأن تعود تدريجًا إلى سابق عهدها.

 

• لقد تم التوصل إلى اللَّقاح بسرعة كبيرة، وكان أسرع لَقاح يطرح في التاريخ الطبي ومن دون دراسات طويلة الأمد، الناس يريدون أن يعرفوا هل تجاهلتم السلامة العامة؟
- لم يكن هناك تخطٍ لأي خطوات، ولم يتم المساس بالسلامة أو المساومة على النزاهة العلمية. وأعتقد أنّ الناس بحاجة إلى معرفة أنّ السرعة كانت مرتبطة تمامًا بالتقدم العلمي المذهل الذي تم إحرازه على مدى السنوات العشر الماضية أو أكثر. إضافة إلى ذلك، قامت شركة موديرنا بتجارب على ثلاثين ألف شخص، فيما وصلت تجارب فايزر إلى 44 ألف شخص، وحصل ذلك وسط التفشي الشرس للفيروس.
إنّ إثبات نجاح اللَّقاح عندما يكون عدد الإصابات قليلًا قد يستغرق سبع سنوات، أما في حالة كوفيد-19 فكان هناك الكثير من الإصابات. وأضاف: انتقلنا بالتسلسل لإيصال اللَّقاح إلى الناس في أقل من عام، معتبرًا أنّ الأمر تاريخي من وجهة نظر علمية، ومؤكدًا أنّه لم يكن هناك تخطٍ لأي مرحلة على الإطلاق.
 

لا آثار جانبية على المدى الطويل
• هل تؤكد عدم وجود فرصة لأن تظهر بعض الآثار الجانبية الغريبة مع السنوات الثلاث القادمة؟

- إنّ احتمال ظهور آثار جانبية منخفض تمامًا للأسباب التالية: إذا نظرنا إلى تاريخ عمليات التلقيح، نلاحظ أنّ الغالبية العظمى لهذه الآثار تظهر بنسبة 90% خلال فترة تراوح بين 30 و45 يومًا بعد انتهاء تجربة اللَّقاح. لم أرَ أحدًا تلقّى اللَّقاح في العام 1982 وظهرت عليه آثار في العام 1986. أعني ببساطة، لم أرَ ذلك يحدث أبدًا مع أي لَقاح.

 

• هل ما زال بإمكاني نقل العدوى إلى شخص آخر بعد أن أحصل على اللَّقاح؟ وهل يجب عليّ أن أضع كمامة بعد أن أحصل عليه؟
- الجواب هو نعم، ما زال من الممكن تصوّر أنّك قد تصاب بالعدوى من دون ظهور أعراض، فعلى الرغم من أنّ اللَّقاح يحميك من المرض إلّا أنّه لا يحميك من الإصابة. لذلك، قد لا تعرف حتى أنّك مصاب وتكون من دون أعراض تمامًا، ثم تنقل العدوى إلى شخص آخر.

 

• أعتقد أنّ هذا الجزء هو الأكثر رعبًا في هذا الوباء، إذ يمكن أن أصاب به من دون معرفتي بذلك، وهذا يرعبني.
- يمكننا التخلي عن الكمامة، عندما تحصل النسبة الساحقة من السكان على اللَّقاح، أي عندما تتحقق مناعة القطيع، ما يعني أنّ الفيروس بات موجودًا بنسبة منخفضة جدًا ولم يعد يمثل تهديدًا.

 

• ما هي نسبة الأشخاص الذين يحتاجون للحصول على اللَّقاح لتحقيق ذلك؟
- لا نعرف الرقم بالضبط، لكن يمكننا إجراء حساب بسيط، وبنتيجته يتبين أنّه يجب تلقيح ما بين 70 و85% من السكان للحصول على مناعة القطيع.

 

• متى سأكون محصَّنًا بعد تلقّي اللَّقاح؟
- لنفترض أنّك تلقيت اللَّقاح اليوم، فبعد فترة تراوح بين 21 و28 يومًا تحصل على التعزيز (الجرعة الثانية)، وبعـد 10 إلى 14 يومًا من التعزيز يمكنك اعتبار نفسك محميًّا.

 

• نحن نعلم أنّ اللَّقاح لا يجعل كل شيء أفضل على الفور، ماذا يمكنك أن تخبرنا حول ما ستبدو عليه الأشهر القليلة القادمة؟
- بحلول نيسان، أعتقد أنّنا سنكون في موسم مفتوح، أي يمكن لأي شخص الحصول على اللَّقاح. لا توجد قيود على ذلك على الإطلاق، لأنّه سيكون قد تمّ تلقيح الأشخاص ذوي الأولوية. إذا قمنا بعد ذلك بالتلقيح بمعدل جيد جدًا، نصل في نهاية الصيف إلى النسبة المئوية اللازمة لتحقيق مناعة القطيع. لذلك، إذا تمّ تلقيح جميع الذين ينبغي تلقيحهم، يمكننا في الخريف البدء بالاقتراب من درجة طبيعية. هذا لا يعني التخلي عن الكمامة، ولكن يعني أنّ الأطفال يمكنهم الشعور بالأمان في المدرسة، كما يمكنك الذهاب إلى المسرح والمشاركة في حدث رياضي وتناول العشاء في المطعم.
إنّ القضية الحاسمة هي أنّ اللَّقاح آمن وفعال وسيحميك أنت وعائلتك وفي النهاية كل المجتمع. لذلك، انصح أصدقاءك بتلقّي اللَّقاح.

 

• هل مكونات اللَّقاح أكثر سمّية من كوفيد-19 نفسه؟
- بالطبع لا.

 

• هل سيغيّر اللَّقاح الحمض النووي الخاص بي؟
- مستحيل تمامًا.

 

• هل تقوم اللَّقاحات بإيصال رمز شريطي برقاقة دقيقة إلى ذراعي لتتبعني أينما ذهبت؟
- لا، هي لا تفعل ذلك.

 

• لمن لا يريد أخذ اللَّقاح، ماذا تقول؟
- أعتقد أنّهم بحاجة إلى التفكير بعناية فالأمر يستند حقًّا إلى الكثير من الإشاعات والخدع. يلزمنا التفكير حقًا بالمخاطرة التي نواجهها. نحن في تحدٍ تاريخي لم نشهده منذ 102 سنة. وشدّد على أنّ الأخبار الكاذبة والإشاعات حول اللَّقاح هي هراء يعني المزيد من الموت للناس.
فاوتشي ختم حديثه بتوجيه نصيحة إلى الجميع: «اذهبوا للَقاح، افعلوها جميعًا!».
ونحن إذ نضم صوتنا إلى صوت الدكتور فاوتشي، نقول: لا تتردّدوا في تلّقي اللَّقاح، لأنّه السبيل الوحيد لمواجهة الفيروس الفتّاك. ولا تبنوا مواقفكم على الشائعات والأخبار غير الموثوقة، امنحوا ثقتكم لمن يستحقها، للمراجع الطبية والعلمية التي تتابع نتائج الأبحاث وتبني مواقفها على أسس العلم والمنطق.
 

حاليًا. لَقاح جونسون آند جونسون
قالت صحيفة نيويورك تايمز في 24 شباط الماضي إنّ لَقاح جونسون آند جونسون ذا الجرعة الواحدة يوفّر حماية قوية تصل إلى 72% ضد فيروس كورونا. كما نقلت الصحيفة أنّه فعال ضد النسختَين المتحورتَين اللتين ظهرتا في بريطانيا وجنوب أفريقيا. ويُتوقع أن تأخذ الهيئة الوطنية الصحية الأميركية قرارها النهائي بشأن الاستخدام خلال فترة وجيزة، وهو كان قد تم اختباره على 44 ألف شخص في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وجنوب أفريقيا.


أسترازينيكا في لبنان عمّا قريب
أفادت معلومات نشرتها بعض وسائل الإعلام في 24 شباط 2021 أنّ لَقاح أسترازينيكا سوف يصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من آذار، ليبدأ استخدامه في التلقيح في الأسبوع الأخير من آذار بكمياتٍ مرتفعة تفوق تلك التي تتوافر.

 

خبر جيد
الفترة التي يبقى خلالها من أُصيب بكورونا وشُفي منها محميًا بفضل الأجسام المضادة، كانت وفق معظم التوقعات العلمية ستة أشهر. غير أنّ دراسة حديثة جرت في ستوكهولم-السويد أكدت أنّ الأجسام المضادة تبقى لدى غالبية من أصيبوا تسعة أشهر على الأقل. وقد أظهرت الدراسة الكبيرة التي أجراها مستشفى دانديريد ومعهد كارولينسا أنّ خطر الإصابة مرة أخرى بالفيروس يبقى منخفضًا جدًا خلال هذه الأشهر.