ذكراهم خالدة

الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج ...

وكأن ما حصل إبن اللحظة

 

في ذكراه الثالثة أطلّ اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج وجهاً محتفظاً بكل وهج الشهادة وألقها.
من عيون الأحباء والرفاق أطلّ في كنيسة مار الياس - انطلياس، حيث كان اللقاء لإحياء ذكرى رجل يشعّ حضوره مستعصياً على الغياب.

 

القداس
برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أقامت قيادة الجيش وعائلة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج قداساً وجنّازاً  لمناسبة مرور ثلاث سنوات على استشهاده، وذلك في كنيسة مار الياس - انطلياس.
حضر الإحتفال ممثل رئيس الجمهورية الوزير جان أوغاسبيان، ممثل رئيس مجلس النواب النائب أيوب حميد، ممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير ميشال فرعون، ممثل وزير الدفاع اللواء ميشال منسى، وممثل قائد الجيش العميد الركن موريس سليم، الى عدد كبير من الوزراء والنواب والقادة العسكريين وعائلة الشهيد.
ترأس الذبيحة الإلهية رئيس دير مار الياس - انطلياس الأب جوزف عبد الساتر يعاونه لفيف من الكهنة.
بعد الإنجيل المقدس ألقى الأب عبد الساتر كلمة شدّد فيها على معاني الشهادة والهدف النبيل الذي ذهب ضحيته اللواء الحاج.

 

كلمة قيادة الجيش
بعد انتهاء القداس الإلهي، ألقى العميد الركن سليم كلمة بإسم قائد الجيش استهلها بالقول: «إن الملاحم الوطنية الكبرى تصنعها إرادة الأبطال، وتخطّ سطورها دماء الشهداء، الذين يبذلون أرواحهم رخاصاً على مذبح الوطن، وفي يقينهم أن الحرية الرخيصة لا تعمّر، والإستقلال المجاني لا يدوم، وأنّ لا معنى لوجود شعب يحيا من دون سيادة وكرامة».
وقال: «ثلاث سنوات مضت على استشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج، وكأن ذلك الحدث المأسوي الذي أودى بحياته، هو إبن اللحظة والساعة، فصور شهيدنا الكبير ما انفكت مطبوعة في قلوب اللبنانيين، ومآثره الحيّة ما تزال راسخة في وجدان كل مواطن، وظله يرافق أخوة السلاح، في أدائهم المهمات وفي تفاصيل أعمالهم اليومية.
إنه قَدَر الرجال الرجال، العصاميين في نهجهم وممارستهم، والمتجذّرين في قيمهم ومبادئهم، والإستثنائيين في صفاتهم الفكرية والمعنوية، والمميّزين في عطائهم وإنجازاتهم، والمستعدين في كل آن ومكان، لتقديم الغالي والنفيس، وفاءً للقَسم والتزاماً بالرسالة والواجب».
واستعاد سيرة الشهيد قائلاً: «لقد كان شهيدنا البار كبيراً في حياته وفي استشهاده على حد سواء، كيف لا، وهو الرجل العصامي الذي بنى نفسه بنفسه، وشقّ مسيرته بالجهد والعرق والتعب، وهو الذي شارك في معظم معارك الدفاع عن لبنان ضد العدو الإسرائيلي والإرهاب والعابثين بالسلم الأهلي، مسطّراً الإنجاز تلو الآخر في ساحات الكرامة والبطولة، كما كان مثال القائد الشجاع المقـدام، المتواضع المترفّع، الذي يطمئن اليه رؤسـاؤه ومرؤوسوه، وكل مَن حوله، نظراً لدماثــة أخلاقه وسعة قدراته، وصـوابية رؤيتـه وقراراته، وأخــيراً وليـس آخراً هو الذي قدّم باستشهاده ملحمة في الفداء ونكران الذات، وبرهاناً ساطعاً على وحدة الشهادة بين أبناء مؤسستنا العسكرية، فجميع هؤلاء، ضباطاً كانوا أم رتباء وأفراداً، هم رهن نداء العلم، وهم مشاريع شهداء على درب الوطن الطويل».
وأضاف: «... إن دماء الشهــداء هي إكسيـر حيـاة الجيش، وكلمـا سالــت أكثر وأكثر، ازداد هذا الجيش قوة ومنـاعة في مواجهة المخاطر والصعاب، وها هي الأيام تثبـت بمـا لا يقبـل الشـك، أن دماء شهيدنا الغالي، قد استحالت في نفوس رفـاق السـلاح إرادة لا تـنكـسر وعزماً لا يهــون، وسيوفــاً قاطعـة بيـن أيديهــم، يقلّـمون بها أظافر الإرهاب ويستأصلون أشواكه الخبيثة من جسم وطننا الحبيب».
وختم بتوجيه تحية إكبار وإجلال الى روح الشهيد في عليائه، معتبراً ذكراه العطرة ومآثره البطولية، منارة للطريق وهدياً للأجيال.

 

... وعائلة الشهيد
كلمة عائلة الشهيد ألقاها نجله ايلي الذي استهلها بالقول:
«ثــلاث سنـوات يا أبي ودمع السماء ما زال سخيّاً، وجرح البعد ينزف شوقاً وحناناً.
والجيش يا أوفى الأوفياء، وأنت من خيرة أبطاله، يبقى الصامت الأكبر، هو الآخر، ينزف دماً ويزهر شهداء».
وختم قائلاً:
«لكم الخلود أيها الشهداء الأبطال، والبقاء للبنان».