مبادرات بيئية

الرئيس عون: قضايا البيئة ليست كماليات
إعداد: جان دارك أبي ياغي

طوابع الطيور المهاجرة دعوة لجعل لبنان ممرًا آمنًا لها

 

تُعَدّ هجرة الطيور مع تغيّر فصول السنة، واحدةً من الظواهر الاستثنائية في الطبيعة. ففي كل عام، تُحلِّقُ الطيور المهاجرة لمئات وآلاف الكيلومترات بحثًا عن أنظمة بيئية وأماكن تتيح لها الحصول على الغذاء، والتزاوج، وبناء أعشاشها، ورعاية صغارها.
في لبنان غالبًا ما تتحول هذه الطيور إلى طرائد للصيادين والهواة، وهذا ما دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى إعلان الإصرار على تحويل لبنان إلى ممر آمن لها، داعيًا الجميع إلى التعاون والتنسيق في ما بينهم للتوصل إلى تطبيق القانون الخاص بالصيد البرّي.

كلام الرئيس عون جاء خلال حفل إطلاق طوابع الطيور المهاجرة في قصر بعبدا، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وجمعية حماية الطبيعة في لبنان، في حضور عدد من الفعاليات الرسمية والناشطين البيئيين.

 

احترام قوانين الطبيعة
استهلّ الرئيس عون كلمته بـالقول: رُبّ متسائلٍ عن معنى اهتمامنا اليوم بالمحافظة على الطير، وبالأمس بحملات التحريج بينما لبنان يتخبّط بما يتخبّط به. نعم، مطلوب منّا معالجة أزمات كثيرة، ونحن نعمل عليها، ولكن هذا لا يعني أن نتجاهل شؤونًا أخرى لها أيضًا أهميتها ودورها الحيوي في حياتنا. فاحترام قوانين الطبيعة ليس ترفًا، والسعي إلى بيئة سليمة ليس من الكماليات ...
وإذ أشار إلى الدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه المؤسسات التربوية من خلال إدراج البيئة في برنامجها التعليمي، أكّد أنّ البيئة السليمة حق لكل إنسان، كذلك هي ركن من أركان التنمية البشرية والاقتصادية.
وتابع: نحتفل اليوم بإطلاق طوابع الطيور المهاجرة، تأكيدًا منّا للإصرار على تحويل لبنان إلى ممر آمن لهذه الطيور. فلم يعد مقبولًا ولا مسموحًا أن يصنّف لبنان من المناطق الخطرة التي تفقد فيها هذه الطيور حياتها، فقط لأنّ بعض اللبنانيين يخلطون بين مفهوم الصيد وبين القتل المجاني، فيتسابقون لإطلاق النار عليها خلال عبورها في سمائنا.
 وأضاف: إنّ اللقلق والهدهد والورور والحجل والدوري والسفري وسن المنجل، طيور محرّم صيدها دوليًا، فلنتركها تعبر بسلامٍ لتؤدِّي الدور الذي رسمته لها الطبيعة.
وختم بالقول: نحن نخسر الاخضرار ونخسر البحر ونخسر الطير، نخسر نقاوة الهواء وصفاء المياه وجمال المنظر، وهذه ليست بالخسائر السهلة أو التي يمكن تعويضها بسهولة...

 

كلمات ومشاريع
بعد عرض فيديو عن الطيور المهاجرة، ألقى وزير الاتصالات محمد شقير كلمة أشار فيها إلى أنّ لبنان هو من أهم الممرات في العالم للطيور المهاجرة، موضحًا أنّ الطوابع الخاصة بها  تحمل رسالة مهمة للمجتمع اللبناني تضيء على أهمية هذه الطيور وتنشر الوعي حول ضرورة الحفاظ عليها.
وتحدّث رئيس بلدية حمّانا السيد بشير فؤاد فرحات الذي لفت إلى صدور قرارَين بلديَّين بإقامة «حمى حمانا» وتعيين «حماة للحمى»، إذ إنّ البلدة هي ممر للطيور المهاجرة.
كذلك كانت كلمة لمدير عام West Bekaa Country Club جان ميني الذي أشار إلى إقامة «مركز حماة الحمى الدولي» الذي يُعنى بالسياحة البيئية والريفية وتطويرها.
وتحدثت سفيرة المواطنة في جمعية  ADLCالتلميذة ياسمينا همدر باسم التجمع اللبناني للبيئة فتناولت المخاطر التي تهدد الطيور المهاجرة، ومنها النفايات البلاستيكية قبالة السواحل البحرية، بينما تحدثت التلميذة رشا حسن باسم جمعية المتن الأعلى للبيئة والتنمية المستدامة التي شَرَعَتْ بالتخطيط لإعادة تأهيل الحمى المقام على 6 مليون متر مربع من المشاع العام في بلدة رأس المتن بقرارٍ من البلدية.
وقدّم رئيس جمعية حماية الطبيعة في لبنان السيد أسعد سرحال شروحات حول ماهية نظام الحمى العالمي الذي يهدف إلى حماية الطيور، موضحًا أنّ المحميات والحمى تتكامل وتشكّل شبكة أمان للطيور المهاجرة...
في ختام الاحتفال، قدّم الوزير شقير ومدير عام البريد السيد محمد يوسف ومدير عام شركة ليبان بوست السيد خليل داود الطوابع للرئيس عون. بدورهم، قدّم المدير الإقليمي لجمعية Bird life International ورئيس جمعية حماية الطيور في لبنان درعًا لرئيس الجمهورية عربون شكر وتقدير، قبل أن يقدّم إليه الرسّام جمال قضماني لوحات طوابع الطيور المهاجرة.