خطاب الرئيس

الرئيس لحود في رسالة الإستقلال

دور عاصمتنا يتأكد مجدداً كمنارة للشرق ويكتمل بالإنسجام الداخلي ووحدة الصف

في الذكرى التاسعة والخمسين للإستقلال, وجّه فخامة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود رسالة الى اللبنانيين, دعاهم فيها للنظر الى المصلحة الوطنية العليا, معتبراً أن لبنان غني بإنسانه الذي هو ثروته الكبرى. وختم الرئيس لحود كلمته بالإنحناء إجلالاً أمام الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن وحماية للمواطن.

 

أيها اللبنانيون
يطل عيد الإستقلال هذا العام, ولبنان يستعيد عافيته يوماً بعد يوم, مثبتاً وجوده على الساحة الدولية والإقليمية, فيما يتأكد مجدداً دور عاصمتنا بيروت كمنارة في هذا الشرق.
ففي الأمس القريب انعقدت في لبنان القمة الفرنكوفونية, وقبلها القمة العربية, ومؤتمرات عديدة, على مستويات اقليمية ودولية, دلت كلها على أهمية دور لبنان كوطن ورسالة, واشادت كلها, بمناخ الأمن والإستقرار الذي تنعم به البلاد, وبقدرة اللبنانيين, على النهوض بوطنهم, واعادته الى سابق مجده.

 

أيها اللبنانيون
ان كل هذا الإشراق الإقليمي والدولي, لا يكفي ان لم يكن مكتملاً بالانسجام الداخلي العام, المبني على الوحدة الوطنية وعلى الإبتعاد عن الإنقسام الطائفي, ونبذ دعوات التفرقة والتعصب, واعتماد النقد السياسي البنّاء لا حملات التجريح والتهديم.
ان هذا الإشراق يتطلب منا جميعاً, النظر الى المصلحة الوطنية العليا, من زاوية المخاطر والتهديدات التي تعصف بالمنطقة, والتعاطي معها, وفق استراتيجية واضحة وثابتة, تقضي بالتعاون والتلازم مع سوريا, واعتبار إسرائيل مصدر الشر والعدوان على المنطقة, وعلى لبنان بنوع خاص.

 

أيها اللبنانيون
إن وحدتنا الوطنية, وصحة خياراتنا الإستراتيجية المتكاملة مع سوريا, والمتبنية لخيار المقاومة, تشكل حجر الزاوية في الإستقرار اللبناني, وهي الدعامة الأساسية التي أوقفت الحرب, ووفرت الأمن, وأزالت الإحتلال الإسرائيلي, وسمحت للدولة, بالوقوف على أرض صلبة, في استرجاع حقوق الوطن في أرضه وسمائه ومياهه, بما فيها حق لبنان في مياه الوزاني, هذه الدعامة نفسها هي التي ستعيد باقي الحقوق, بما فيها عودة الشعب الفلسطيني الى وطنه ومنع التوطين.

 

أيها اللبنانيون
إن الإستقرار الوطني المبني على وحدة الصف, وعلى الخيارات الإستراتيجية الصحيحة, يستلزم أيضاً, وقبل كل شيء, تحسين حياة المواطنين, ورفع مستوى معيشتهم, وتخفيف الأعباء الإقتصادية والإجتماعية عنهم. وفي هذا المجال فإن مسؤولية الدولة تبقى أساسية, في معالجة المشكلة الإقتصادية, والبحث عن كل الوسائل لمنع تفاقمها, لذلك, كانت الخطوة الحكومية الهادفة الى تقليص العجز والدين العام, ومن بينها انعقاد مؤتمر باريس -­ 2, الذي يؤكد على الثقة بلبنان وقدرته على تجاوز هذه المشكلة, كما يؤكد حرص أصدقائنا, وبالأخص فرنسا, على إستقرار لبنان وتقدمه.

 

أيها اللبنانيون
إن لبنان غني بإنسانه الذي هو ثروته الكبرى, وفي هذه المناسبة, أدعوكم الى المزيد من الإيمان بالوطن والإنسان. وأوجّه التحية الى الساهرين على الأمن, جيشاً ومؤسسات أمنية, وأنحني بإجلال أمام الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن وحماية للمواطن.
 

عشتم عاش لبنان