طب و صحة

الربو
إعداد: ريما سليم

مرض قد يؤدي الى الإنسداد الرئوي

 

الربو من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر شيوعاً بين أمراض الطفولة المزمنة. وبحسب الدراسات الأميركية فقد ارتفع عدد المصابين بالربو في السنوات الثلاثين الأخيرة بشكل متزايد، ما جعله ضمن أبرز المشاكل الصحية التي تواجه الولايات المتحدة والعالم. وبالرغم من خطورة المرض الذي يؤدي في بعض الحالات الى الموت المحتم، فإن العلاج ليس بالأمر الصعب خاصة إذا ما تم اكتشاف المرض في بدايته مع تطبيق توصيات الطبيب بدقة. كذلك، فإن الوقاية تعتبر الوسيلة الأفضل والأنجح في تفادي المرض وتطوره، وذلك بحسب ما أكدت الدكتورة يولا ناصيف الإختصاصية في طب الأطفال، في حديث لمجلة "الجيش" تناول المرض من مختلف جوانبه.

 

تعريف المرض ومسبباته

- ما هو الربو؟ ­

- الربو مرض يصيب الجهاز التنفسي، وهو عبارة عن تحسس في جدار القصبة الهوائية ينتج عنه التهاب وضيق، وإفرازات مخاطية تؤدي الى ضيق حاد في التنفس. يتكون الربو عادة في سنوات الطفولة أو خلال فترة المراهقة، ويعتبر الأكثر شيوعاً بين أمراض الطفولة المزمنة.

 

- ما هي العوامل المسببة للربو؟

- ­ تشترك العوامل الوراثية والبيئية مع جهاز المناعة في التسبب بالربو. فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالمرض، يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة. وتبدأ حساسية الربو بالظهور عند دخول بروتين غريب الى الجسم عن طريق الهواء أو لقاح الأشجار أو الغبار المنزلي أو وبر الحيوانات أو دخان السجائر وذلك من خلال التنفس. إذ يقوم الجسم بردة فعل دفاعية تجاه البروتين المذكور تتمثل بإطلاق جهاز المناعة لخلايا تسبب الالتهاب في جدار القصبة الهوائية. وكلما جرى التعرض لأحد العوامل البيئية كالغبار أو لقاح الأشجار أو غيرها من العوامل المثيرة للحساسية (Allergens) التي سبق ذكرها، تضيق الممرات الهوائية الملتهبة بسبب الإفرازات المخاطية، ما يؤدي الى صعوبة في التنفس، وهو ما يعرف بنوبة الربو.

 

أعراض الربو

ما هي أبرز الأعراض التي تظهر على المصابين بالربو؟

تتراوح نوبات الربو بين الخفيف والقوي، أما أبرز أعراضها فتشمل ما يلي:

- خفقان في الصدر وصفير عند التنفس.

- سعال ولهاث.

- ضيق وصعوبة في التنفس.

- شعور بالإنزعاج أثناء النوم.

- التعب السريع أثناء التمارين الرياضية. ويمـكن لأعراض الربـو أن تزداد سوءاً في الحـالات التاليـة:

- لدى التعرّض لأحد العوامل المثيرة للحساسية كدخان السجائر، والروائح، والغبار، وتغيّر الفصول، الخ..

- عند التعرض للرشح أو الإنفلونزا.

 

- متى تصبح زيارة الطبيب أمراً واجباً؟ ­

- الإستشارة الطبية أمر ضروري فور ظهور الأعراض التي سبق ذكرها وخاصة بالنسبة للأطفال، إذ يجب عدم الإستخفاف بأي من أعراض المرض. فإذا لاحظنا سعالاً متكرراً لا مبرر له يجب أخذه على محمل الجد واستشارة الطبيب. أما في حال ظهور ضيق أو إنزعاج في التنفس وازرقاق حول فم الطفل الرضيع فيجب التوجه فوراً الى المستشفى. فالوقاية والعلاج في مرحلة مبكرة يحولان دون تطـوّر المرض من المرحلة البسيطة الى المتوسطة ومن المتوسـطة الى العنيفة. كما أن المواظبة على العـلاج المنزلي وفقاً لتعليمات الطبـيب مع الوقـاية المستـمرة يمكن أن يحولا دون ظهور نوبـات الربو أو أعراضه، وبالتالي فإن المريض يمكنه أن يواصل حياته بصورة طبيـعية من دون الشعور بالمرض. أما في حال إهمـال العلاج فذلك يؤدي الى الإنسـداد الرئوي الحـاد ما يشـكل خـطراً على حيـاة المريـض.

 

كيفية الوقاية والعلاج

- ما الخطوات الواجب اتخاذها للوقاية من الربو؟ ­

- من أبرز الطرق المعتمدة لتفادي أي مرض، الإبتعاد عن العوامل المسببة له. وفي حال الربو يجب الإبتعاد عن العوامل المثيرة للحساسية التي سبق ذكرها. وتجدر الإشارة الى أن الوقاية ضرورية جداً خاصة بالنسبة للأطفال، لذا يجب اتخاذ الخطوات التالية لحمايتهم:

- تهوئة المنزل باستمرار لأن العفونة مضرة جداً، على أن يتم ذلك في فترة ما بعد الظهر تفادياً للقاح الأشجار الذي ينتشر في الهواء في فترة ما قبل الظهر.

- عدم التدخين داخل المنزل لأن دخان السجائر يلتصق بالأثاث المنزلي ويمكن للطفل أن يتنشقه حتى بعد إطفاء السجائر.

- عدم وضع الألعاب ذات الوبر داخل غرفة الطفل وعدم ترك حيوانات أليفة أو طيور داخل المنزل.

- عدم إزالة الغبار عن الأثاث أثناء وجود الطفل في الغرفة.

- عدم إبقاء النبات داخل المنزل في حال وجود إستعداد لدى الطفل للإصابة بالحساسية.

- المراقبة من قبل الطبيب لدى ظهور أي بوادر للحساسية.

 

- كيف يتم تشخيص الربو وما الأسباب المعتمدة في العلاج؟

عند ظهور الأعراض التي تشير الى وجود الربو، يلجأ الطبيب المعالج الى إجراء الفحوصات اللازمة ومن ضمنها فحص الدم الذي يظهر في بعض الأحيان العامل المسبب للحساسية، وعندها يصبح بإمكان المريض تفاديه. أما في حال لم يظهر العامل المسبب، فتجري مراقبة ردة فعل الجسم تجاه مختلف العوامل المثيرة للحساسية بغية إيجاد المسبب الحقيقي. وبالنسبة الى طرق العلاج، فإنها تشمل أدوية مضادة للحساسية وأخرى مضادة للحيوية ولقاح ضد الرشح، إضافة الى عنصر الوقاية الذي يعتبر بالغ الأهمية في تفادي الإصابة قبل حدوثها وعدم تطور المرض لدى المصابين.