نوافذ مفتوحة

الربيع آت.. هكذا يحتفل السويديون بقدومه
إعداد: باسكال معوض بو مارون

يحلّ الربيع وفق الأرصاد الجوية في أي وقت ما بين شهري شباط ونيسان. ولكن بالنسبة إلى معظم السّويديّين، فإن الرّبيع يحل رسميًا كلّ عام في آخر نيسان عشيّة عيد القدّيسة والبورغ؛ ولأن فصول السنة يتميّز أحدها عن الآخر بشكل كبير في السويد، يحتفل الناس بالانتقالات المختلفة، وبخاصّة الانتقال من الشتاء المظلم والبارد إلى الصيف الدّافئ والمضيء.


طقوس قديمة
لا يرتبط كثيرًا عيد القدّيسة والبورغ في السويد بالدين، وإنما بحلول فصل الربيع، فما هي الحكاية؟
القديسة والبورغ هي ابنة ملك إنكليزي تركت المنزل لتصبح راهبة وكان ذلك في القرن الثامن عشر.
في ما بعد أصبحت قدّيسة في الكنيسة الكاثوليكية. وبما أن عيدها يقع في الأول من أيار فقد أضيفت إليه الاحتفالات التي تربط طقوس الربيع القديمة بالخصوبة لتنتج عيدًا وثنيًا بإسم مسيحي.
تحوّلت هذه التقاليد القديمة في الوقت الحاضر إلى عادة التجمّع حول نار كبيرة يتمّ إضرامها، وإطلاق بعض الألعاب النارية وإقامة الحفلات في كثير من الأحيان حتى ساعات الصباح الأولى.
وفي هذا العيد يسمح الرعاة للأبقار والماعز بالخروج إلى الغابة فترسل الماشية إلى مناطق الرعي الخاصة بها، ويترافق ذلك مع إصدار الكثير من الضوضاء لإبعاد الحيوانات المفترسة والبريّة والأرواح الشريرة العالقة في ارجاء الحقول، بهدف تنقية الطبيعة وإبعاد الضرر عن الثروة الحيوانية.

 

طلاب وأغانٍ
الإنشاد التقليدي لترانيم الربيع التي يتعلمها الجميع في المدرسة جزء رئيس من احتفال عيد القدّيسة والبورغ. ولكن في التجمّعات التقليديّة وفي المدن الجامعية فإن الكورس هو الذي يتولى الإنشاد. وتاريخيًا كان الطلاب بقبّعات تخرّجهم البيضاء يحتفلون بهذا العيد بشكل مميز، حيث يجمعون أنديتهم وينشدون في جوقة أغاني تتحدّث عن تلاشي الشتاء والمسرّات القادمة بحلول الربيع والصيف. وفي مدينة أوبسالا يحتفل الطلاب المتّقدين حماسةً بالربيع مطلقين مئات من القوارب اليدوية الصنع نحو مصبّ النّهر.

 

نار لإبعاد الأرواح الشريرة
ثمة عادة أخرى ترافق الإحتفال بقدوم الربيع، فمساء يوم 30 نيسان من كل عام، تجمع الأوراق والفروع وأغصان الأشجار والشجيرات وأشجار عيد الميلاد القديمة بعد أن يرتب الكثير من الناس حدائقهم في هذا الوقت من العام، فيشعلون نيرانًا كبيرة ويجتمعون حولها. هذا التقليد كان يمارس بهدف إبعاد الأرواح الشريرة لا سيما الشياطين والسحرة وفق الأساطير القديمة، فهذه الليلة هي الفرصة الأخيرة للساحرات وحلفائهن لإثارة المشاكل.
في الصباح يتناول الناس الإفطار الذي تطوّر ليصبح شمبانيا وفريز، ثم ينطلق السويديون التوّاقون للشمس في يوم نزهة تقليدية مع سلة من المواد الغذائية وبطانية، حتى لو كان الطقس صقيعًا... فقد بدأ الربيع!