من القاموس

الرتب العسكرية ودلالاتها في اللغة العربية
إعداد: الأستاذ جوزف نعمة

تحدد الألقاب التنظيمية في الجيش صلاحيات العسكريين ومسؤولياتهم, وبالتالي التراتبية التي تحكم أفراد الجيش وعناصره والتي بموجبها يتم تحرّكه ويتحدد دوره.
ومن الثابت أنّ الرتبة العسكرية، أيًا تكن، تعتبر من الأنظمة التي ابتكرت لتحديد العلاقات المتبادلة بين الرؤساء والمرؤوسين والدور الذي يضطلع به كل منهم، وعمق العلاقة القائمة بين أفراده ومكوناته على اختلافها.
ومن الجدير بالذكر هنا، أن لكل دولة من الدول أنظمتها الخاصة بتحديد الصلاحيات والواجبات المتعلقة بكل رتبة من الرتب العسكرية، كما أن لكل دولة قوانينها الخاصة بتحديد أوقات التدرج والترقية من رتبة إلى أخرى، وشروط منح الرتب وتجريد حاملها منها... وسنعرض في ما يلي معاني رتب العسكريين ابتداءً من رتبة جندي وانتهاءً برتبة عماد، أعلى رتبة في سلّم رتب الضباط في الجيش اللبناني.


• الجندي:
 يقال جنّد الجنود أي جمعها، وتجنّد أي صار جنديًا، كما يقال أيضًا اتخذ جندًا للأمر أي تفرّغ له. وكلمة الجند تجمع على أجناد وجنود كما أن ثمة استعمالاً لكلمة تجنيد والتي تأتي بمعنى جمع الجنود، ومنها ابتكرت وسيلة لجمع الجنود تلجأ إليها الدول في أيام الحروب، وعرفت باسم التجنيد الإجباري.
إشارة الى أنّ الشارة المرفقة هي شارة جندي أول.

 

• العريف:
 تجمع على عرفاء أي العالم بالشيء ومن يعرّف أصحابه، والقيّم بأمر القوم، كما يقال أمر عريف أي معروف.

 

• الرقيب:
تجمع على رقباء، الرقيب هو الحارس، فيقال هو رقيب نفسه أي أنه ينتقد أعماله فلا يدع سبيلاً للناس إلى لومه، وهو برأي البعض الحافظ والمنتظر.
ورقيب الجيش أخيرًا طليعته.

 

• المعاون:
 إنه المساعد الأبرز والمعين لمختلف الفئات ويكون مسؤولاً عن ثلاث حظائر تضم كل واحدة منها أحد عشر عسكريًا يوضعون بإمرته، ويكونون على جهوزية تامة ودائمة لتنفيذ الأوامر والقيام بالمهمات الموكلة إليهم.

 

• المؤهل:
هو القادر المقتدر وصاحب المؤهلات التي تعتبر من الاستعدادات الطبيعية التي تجعل الرجل مؤهلاً لأمر ما، وإليه عادة توكل المهمات الصعبة التي تحتاج خصوصًا إلى عامل الخبرة.

 

• الملازم:
إنه الشخص الذي يلزم الشيء ولا يفارقه. أما سبب التسمية فيعود إلى أنه يلازم فصيله ولا يفارقه، وهو اليوم يشغل منصب آمر الفصيلة أو الرعيل. وفي المصطلح اللغوي للكلمة لزم الشيء، أي ثبت عليه، وفي اصطلاح العلماء ما يمنع انفكاكه عن الشيء. أما الملازم عند أهل البيان فما يستلزم شيئًا آخر والملازم عند أرباب السياسة فوق النفر.

 

• النقيب:
هو شاهد القوم وضمينهم وعريفهم أي كفيلهم ورأسهم، لأنه ينقّب أحوالهم ويعرفها، وهو الذي يتقصّى أحوال قومه، وهو الرئيس الأكبر. وقيل له نقيبًا لأنه يعرف دخيلة أمر القوم ويعلم مناقبهم وهو الطريق إلى معرفة أمورهم. والنقباء هم الذين أشرفوا على بواطن الناس فاستخرجوا خفايا الضمائر.

 

• الرائد:
هو الذي يرتاد المواقع والمواضع الملائمة لنزول العسكر ويضطلع عادة بمهمة التعرف على منطقة إقامتهم وإعداد هذه المنطقة لنزول القوات بها واقامتهم فيها، مع تنظيم إجراءات الحيطة والأمن الاحترازية لحماية القوات. ويقال راد الأرض أي تفقّد ما فيها من المراعي والمياه ليرى ما إذا كان صالحًا النزول فيها . والرائد هو الرسول الذي يرسله القوم لينظر لهم مكانًا ينزلون فيه ومنه قولهم: الرائد لا يكذب أهله أي لا يكذب عليهم في صفة المكان الذي يصفه لهم لأن المصلحة مشتركة بينه وبينهم.

 

• المقدم:
هو الآمر الذي يتقدم الطليعة من الجيش وقد أطلق العرب على المقدم تسمية «آمر الكردوس» الذي يقود ألف مقاتل، وقد عرف قديمًا باسم «مقدم العسكر».

 

• العقيد:
 عقيد القوم زعيمهم الذي يمسك بخيط العقد وهو لقب أطلق على الضابط الذي كان يتولى عدة سرايا مؤطرة في تشكيل كان يعرف باسم «الرتل»، أي الطابور. أما سلطته فقد وضعت على فوجه باسم «السلطة الفوجية».

 

• العميد:
 إنه لغةً السيد المعتمد عليه في الأمور أو المعمود إليه، وعميد القوم سيدهم وسندهم الذي يعمدون إليه في الحوائج. ويقال: إستقام القوم على عمود رأيهم أي على الوجه الذي يعتمدون عليه. ويقال العمود والعمدة، وقد وردت لفظة العمدة كرئيس للبلدية، مثلًا «عمدة باريس».

 

• اللواء:
هو كبير القادة الذي توكل إليه مهمة تسيير الجيش وإدارته في السلم والحرب، وأصله «مير لواء» أي أمير الجيش، وقد استعملت لفظة الأمير في معنى من يتولى إمارة الجيش وهو الذي يقود عشرة آلاف مقاتل.


• العماد:
عماد الجيش أي القائد العام للجيش أوكلت إليه مهمة قيادته. وهذه الرتبة تعطى في لبنان لقائد الجيش فقط. ولفظة عماد من عمد أي عمد إليه أو أوكل إليه، والعماد هو الركن الأساسي المعتمد لكل أمر.

 

أخيرًا، ومهما تنوعت الرتب ودلالاتها، يبقى الجيش طليعة المدافعين عن الوطن وأبنائه، ويستمر هذا الثالوث المقدس: شرف، تضحية وفاء عنوانًا صارخًا وصادقًا للوطنية الصافية ونموذجًا يحتذى في البطولة والشهامة والنبل.