ألعاب ولاعبون

الرقيب الأول حسين عواضة
إعداد: ندين البلعة

بطل الماراتون... يدمن ألعاب القوى

 

تُنظّم جمعية «بيروت ماراتون» سنويًا سباقها الدولي الذي يجمع آلاف اللبنانيين والأجانب من العسكريين والمدنيين. وللمؤسسة العسكرية رصيد مهم وثابت في مثل هذه السباقات، حيث يشارك سنويًا عدد لا بأس به من عسكريّيها، وقد بلغ عددهم هذا العام حوالى 1500 عسكري ونحو 200 من أولادهم وأهاليهم.
برز في هذا الماراتون اسم لامع في الجيش، هو الرقيب الأول حسين عواضة، الذي بات له أكثر من «قرص» في ألعاب القوى والرياضة الفردية. هو ليس فقط شغوفًا بألعاب القوى، بل إنه مدمن عليها. أمنيته أن يجد الخَلَف المناسب له لكي يدرّبه على أسسها وقوانينها، فيحقّق الأحلام التي لطالما رغب بتحقيقها.

 

العام 1992 تطوّع لمصلحة لواء المشاة التاسع وبدأ مسيرته الرياضية في الجيش، أولاً في منتخب كرة القدم، ومن ثم في منتخب ألعاب القوى بعد أن حقّق رقمًا قياسيًا في سباق الجامعة الأميركية في بيروت (1500م)، وأصبح مشاركًا في سباق الضاحية، الذي حجز صدارة مراكزه.
شارك عواضة في الكثير من البطولات واستطاع تحطيم عدّة أرقام قياسية: العام 1997 حطّم الرقم القياسي لسباق 3000م بـ8 دقائق و52 ثانية (كان التوقيت السابق للبطولة 9 دقائق). والعام نفسه حقق أفضل رقم في الجيش في بطولة لبنان (سباق 1500م) بتوقيت 3 دقائق و56 ثانية، وعلى هذا الأساس تمّ اختياره حينها للمشاركة في الدورة العربية التي أقيمت بمناسبة افتتاح المدينة الرياضية في بيروت وشارك فيها أبطال من العالم.
راح عواضة يطوّر نفسه بالتدريب والمثابرة لتحقيق الأفضل، فصنّف بالمرتبة الثانية على صعيد المنتخب في نصف ماراتون ايطاليا (21 كلم)، والـ11 في العالم في نصف ماراتون البرتغال (العام 2000). والعام التالي شارك في بطولة العالم العسكرية بالسلاح الكامل (8 كلم)، فصنّف الأول في فريق الجيش والسادس عالميًا. خلال العامين 2003 و2004 كان له إنجاز في بطولة العرب حيث شارك في سباقَي الـ10 كلم والـ5 كلم وصنّف الثاني في سباق الـ5 كلم.
اعتبارًا من العام 2004 بات عواضة يولي الأهمية القصوى لسباقات الماراتون ونصف الماراتون، وفي أول ماراتون دولي في بيروت احتلّ المركز الثالث على صعيد منتخب الجيش والـ15 بين كل العدّائين. بعد عامَين عزّز مركزه في هذا السباق فاحتلّ المركز الأول على صعيد المنتخب وما زال، أمّا على صعيد التصنيف الإجمالي فراوح ترتيبه بين المركزين الرابع والسادس. والعام 2008 حقق رقم لبنان في بطولتَي العالم في نصف ماراتون اليونان وماراتون المانيا، عندها اهتمّت جمعية بيروت ماراتون بإرساله في دورة تدريبية لمدّة 20 يومًا إلى أثيوبيا، فازدادت قناعته بأنه ما من شيء مستحيل عليه. يقول: «في مثل هذه البلدان يحظى الرياضي بالظروف الطبيعية والإجتماعية والتدريبيّة الملائمة لاستعداده للبطولات، فيمارس التدريبات المستمرة لتحقيق فارق لا يتخطّى الثواني، أمّا أنا فقد استطعت تحسين توقيتي خلال 20 يومًا بفارق ثماني دقائق!!».
العام 2011 حطّم عواضة رقم الساعة في لبنان (سباق400 م) فرفعه إلى 17 كلم/ساعة بعد أن كان 19كلم/ساعة، وهو اليوم يحتلّ المركز الأول في بطولة لبنان بسباقَي 5 و10 كلم. مسيرته الرياضية الحافلة بالتحديات والإنجازات تشكّل حافزًا له، ودافعًا لاكتشاف قدراته وصقلها وتطويرها.
ألعاب القوى بالنسبة إلى عواضة علم يرتكز على قوانين ومؤهلات ودراسات، واللاعب في الدول الأجنبية يكلّف مئات آلاف الدولارات ليستطيع تحقيق النتائج المهمة. هو يدرك جيّدًا متطلّبات هذه اللعبة من تمرين دائم ولياقة بدنية وراحة جسدية وفكرية وتغذية خاصة... وقد استطاع التوفيق بين حياته العائلية ومهمّاته العسكرية واهتماماته الرياضية، بالصبر والقوة الجسدية والفكرية، «فإن تغلّبت الأرجل على الفكر، فعندها تكون المصيبة» برأيه.
يشجّع أولاده الثلاثة على ممارسة الرياضة ولكن الإجمالية وليس الفردية، ويشكر في الختام قيادة الجيش على تشجيعها الدائم للرياضة والرياضيين، بما في ذلك المركز العالي للرياضة العسكرية الذي يؤمّن الظروف الملائمة التي تتيح لرياضيّيه تحقيق أفضل الإنجازات.