متقاعد يتذكر

الرقيب المتقاعد سعد البويز:
إعداد: باسكال معوض

أحببت كل لحظة من حياتي العسكرية

قضى الرقيب المتقاعد سعد البويز 29 عاماً في مؤسسة الجيش. انتسابه إليها كان ساعة خير في حياته، كما يقول. أما خروجه منها فكان بداية جديدة مع تطوّع اثنين من أولاده في صفوفها.
يقول الرقيب المتقاعد سعد البويز: تشرين الأول 1954 كان تاريخ تحوّل في حياتي، حيث قررت الإنخراط في المؤسسة العسكرية وقد كانت "ساعة خير". تقدمـت بطـلب الإنخراط وتم قبولي ثم تعييني في فوج النقل في منطقة الطيـونة، حيث خضـعت لدورة سـوق لمدة 3 أشهر، وفي نهـاية الدورة صنّـفت الأول بين ثمانين عسكرياً مشاركاً، فتسلمت شاحنة عسكرية وتوجهت بها الى الحدود اللبنانية ¬ الفلسطينية. كانت وظيفتي توزيع الطعام للعسكريين مرتين كل أسبوع. الطعام الذي كان يوزع آنذاك، كان يقتصر على المـواد الأساسية من معـلبات وحبوب ولحوم... فالعـسكريون كانـوا يعـدّون وجـبات الطـعام فـي أماكـن تمـركزهم. بعد فـترة تم نقلي الى بيـروت حـيث أصبحت سائـق بـاص أنـقل أولاد العـسكريين من بيـوتهم الى مدارسـهـم وبالعـكس. فـفي تلـك الأيام كـانـت الباصـات العسكريـة تتـولى نـقل أولاد العسكريين الى المدارس. بعـد نحو سبعة أعوام شكلت الى القصر الجمهوري حيث عملت سائقاً لرئيس الجمهورية مدة 15 سنة، فرافقت الرؤساء شارل حلو وسليمان فرنجية وأمين الجميل. في بدايـة العام 1985 تم تسريحي من الجـيش بعد خـدمة دامـت 29 عامـاً نلت خلالها خمسة أوسمة. وأما أكبر وسام فخر حزته، فهو انخراط اثنين من أولادي في المؤسسة العسكرية، ليكملوا الرسالة في خدمة الوطن والجيش. ويختم الرقيب البويز بالقول: أحببت كل لحظة من حياتي العسكرية، بما فيها أيام الخطر الصعبة. لقد كانت حياة غنية بالتجارب، أحلى ما فيها، روابط الإلفة التي تجمعنا كرفاق سلاح، ومشاعر الفخر والإعتزاز في ظل المؤسسة التي نخدمها...

 

تصوير: المجند جورج عيد