تكريم

الرقيب حديد مكرّمًا
إعداد: المعاون جيهان جبور

يحتاج التفوق إلى الجهد والمثابرة والإرادة لكي نصل إلى ما نصبو إليه. بهذه الميزات تسلّح الرقيب نور الدين حديد صاحب الإرادة القوية ليصبح أحد أهم رياضيي ألعاب القوى اللبنانيين. فهذا العدّاء يحمل عددًا من الأرقام القياسية على الصعيد المحلي والخارجي، وقد أضاف إليها خلال الصيف الماضي رقمًا جديدًا.

 

الرقيب حديد هو من عسكريي لواء الحرس الجمهوري ومفصول إلى المركز العالي للرياضة العسكرية ضمن فريق الجيش لألعاب القوى. بدأت رحلته مع ألعاب القوى في العام ٢٠١٣. انضمامه إلى فريق الجيش وانتسابه إلى المنتخب اللبناني ساعده كثيرًا ودفعه إلى الأمام. وهو يتمرّن مرتَين يوميًا ويهتم كثيرًا بغذائه وبطريقة حياته، مؤكدًا أنّه يطمح للوصول إلى أبعد مكان في مجاله.

 

رقم قياسي جديد

إنجازات الرقيب حديد خلال الصيف الماضي، وتحديدًا تحقيقه رقمًا قياسيًا (٢٠.٨٣ ث) في سباق الـ٢٠٠ متر خلال لقاء دولي لألعاب القوى في تركيا وتأهّله إلى أولمبياد طوكيو في اليابان، كانت موضع تكريم. وقد أُقيم لهذه الغاية احتفال في مجمع الرئيس العماد إميل لحود الرياضي العسكري ترأسه قائد المركز العميد الركن الياس حنا ممثلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتحدّث خلاله مشددًا على الأهمية التي توليها قيادة الجيش للرياضة التي تُشكّل «عاملًا من عوامل قوة الوحدة وفاعليتها».

 

مكافأة مالية ومعنوية

بدا الرقيب حديد سعيدًا وفخورًا بين من شاركوا في تكريمه وساهموا في نجاحه. وقد شكر قائد الجيش وقائد المركز العالي للرياضة العسكرية على التسهيلات التي تُقدَّم له للمشاركة في اللقاءات الخارجية، وشكر الاتحاد اللبناني لألعاب القوى الذي دعمه وقدم له مكافأة مالية قدرها ١٤ مليون ليرة، والجامعة الأنطونية التي قدّمت له منحة لمتابعة دراسته في التربية البدنية، ومدربه جورج عساف.

 

مثابرة وإرادة لا تهتز

يؤكد الرقيب نور الدين حديد أنّ الظروف الصعبة التي فرضتها الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا لم تمنعه من متابعة تمارينه، ولم تثنه عن المثابرة الدائمة للوصول إلى الأفضل. ويؤكد أنّ المؤسسة العسكرية توفّر له كل الوقت اللازم وكل التجهيزات الرياضية المتطورة، إضافة إلى متابعة خاصة من اختصاصية تغذية.

ويعرب الرقيب عن سعادته لكونه أول عسكري لبناني يحمل الميدالية البرونزية في بطولة العرب في تونس ويتأهل للألعاب الأولمبية. وقد كانت له أخيرًا مشاركة في بطولة تركيا لألعاب الصالات للعام الحالي، وحقّق خلالها نتائج جيدة في عددٍ من السباقات، من بينها سباق الـ٢٠٠ متر، إذ أحرز المركز الثالث فيه. وهو مصمم بحزمٍ على متابعة مسيرة النجاح والتميّز، وحاليًا يبذل جهوده للمشاركة في بطولة العالم داخل الصالات في صربيا، وبطولة العالم المفتوحة في الولايات المتحدة الأميركية، كما يطمح للمشاركة في أولمبياد ٢٠٢٣ في باريس.

الجائزة التي قُدّمت له والتكريم الذي حظي به، يزيدانه إصرارًا على تحقيق المزيد من النجاحات، وعلى رفع علمَي لبنان والجيش عاليًا في المباريات العربية والدولية. وبالنسبة إليه الإرادة الصلبة قادرة على مواجهة الصعوبات أيًا كان حجمها ونوعها.