قواعد التغذية

الريجيم الغني بالبروتينات
إعداد: جان دارك ابي ياغي

مضاره أكثر من منافعه واتباعه من دون الرجوع الى اختصاصي ممنوع

 

الريجيم الغني بالبروتينات والقليل النشويات، يعتمده الممثلون العالميون لخسارة الوزن الزائد قبل البدء في لعب أدوارهم السينمائية. وإذا كان هذا النوع من الريجيم ينفع الممثلين، فهل ينصح به اختصاصيو التغذية للناس العاديين؟
ما هو هذا الريجيم؟ ما هي إيجابياته؟ وما هي سلبياته؟ أسئلة أجاب عنها اختصاصي التغذية نسيم خراط في هذه المقابلة.


- ما هو الريجيم الغني بالبروتينات؟
- إن هذا النوع من الريجيم معروف بقلّة النشويات وكثرة البروتينات، وقد عرفه الناس في العام 1970 عندما قامت حملة ضد السكر المكرر. ومع الوقت، أثبتت الدراسات الصلة بين الأكل الغني بالدهون وأمراض القلب والسرطان، فبدأ الأطباء ينصحون بتناول طعام غني بالنشويات وقليل البروتينات والدهون، وكانت النتيجة اختفاء الريجيم الغني بالبروتينات.
اليوم، عاد هذا النوع من الريجيم الى الساحة الغذائية بالرغم من أنه غير محبّذ طبياً.

 

- ما هي حجة الذين يدعمون هذا النوع من الريجيم؟
- إن الأشخاص الذين يدعمون هذا النوع من الريجيم يدّعون بأن تناول النشويات يسبب السمنة التي بدورها تؤدي الى تجميع الدهون. هذا الكلام غير صحيح لأن لا أحد يسمن من تناول الطعام الغني بالنشويات مثل: البطاطا، الأرز، المعكرونة، الخبز... إلا إذا تم تناولها بكمية كبيرة جداً.
أما إذا تناولنا الكثير من السكاكر مثل: الكاتو البسكويت، الشوكولا وغيرها من الحلويات، فسنصل الى زيادة في الوزن. أين الحل؟ يرى البعض أن الحل في تناول نظام غذائي غني بالبروتيين وتجنب السكاكر، لكن الحل الصحيح يكمن في تناول نظام غذائي متوازن يحمي من أي مخاطر صحية ممكن أن تصيب الإنسان.

 

- ماذا يتضمن الريجيم الغني بالبروتينات؟
- لقد تضاربت الآراء حول هذا الموضوع ولكنها كلها تنصح بتناول كمية كبيرة من البروتيين من دون أي تحفظ، وذلك من خلال: اللحمة الحمراء، السمك، البيض، الصدفيات، لحم الدجاج والجبنة. في المقابل يمنع تناول: المعكرونة، الخبز، البطاطا، الفواكه وأنواع من الخضار، بالإضافة الى المأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر المكرر.

 

- ما هي إيجابيات هذا النوع من الريجيم؟
- إتباع هذا النوع من الريجيم قد يثبّت معدل السكر في الدم، كما يساعد على تخفيف الوزن بشكل سريع.

 

- وسلبياته؟
- الريجيم الغني بالبروتيين يشجع الفرد على تناول كمية كبيرة من المأكولات المشبعة بالدهون والغنية بالكوليسترول مما يؤدي الى احتمال الإصابة بأمراض القلب. وبما أن هذا الريجيم لا يحتوي على الكمية الكافية من النشويات، في هذه الحالة يبدأ الجسم بحرق مادة تسمى الحامض الدهني (Fatty Acids)، والنتيجة تعب في الكليتين بسبب الإجهاد الذي يصيبهما خلال تصريف كمية كبيرة من البروتيين. هذا بالإضافة الى فرز مادة تسمى "Ketonesس في الدم، وهي تسبب الصداع والتعب والتقيؤ والتجفاف والدوخة والإمساك الى رائحة نفس كريهة.
إضافة الى ذلك، النظام الغذائي الغني بالبروتينات لا يؤمن بعض الفيتامينات الأساسية والمعادن والألياف وغيرها من العناصر الغذائية، في حين أن النظام الغذائي الغني بالنشويات والذي يحتوي على الفاكهة والخضار ومشتقات الحليب غير المشبعة بالدهون والقمح، يؤدي الى تخفيض ضغط الدم. وبالتالي، فإن الحد من هذه الأطعمة يمكن أن يؤدي الى رفع ضغط الدم وذلك عبر التخفيف من امتصاص الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنيزيوم، والإكثار من امتصاص الصوديوم.

 

- هل يعني ذلك أن هذا النوع من الريجيم خطر؟
- إن النظام الغذائي الغني بالبروتينات والخالي من النشويات يشكّل خطراً على الصحة، ويجب بالتالي تجنبه، والأنظمة الغذائية الغنية بالبروتينات تظل محظورة على الذين يعانون من مشاكل صحية (لا سيما ذوي الكلى الضعيفة)، حتى وإن كانت هذه الأنظمة في الصيغ الأكثر اعتدالاً.
والجدير ذكره أن دليل النظام الغذائي الموضوع من قبل المنظمة العالمية للأبحاث حول مرض السرطان يناقض تقريباً جميع التوصيات المتعلقة بالأنظمة الغذائية الغنية بالبروتينات، ما عدا تلك التي تحتوي على السكر المكرر. كما أن معظم خبراء التغذية لا يشجعون على تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات، وينصحون بنظام غذائي متوازن غني بالخضار والفاكهة وقليل اللحوم.

 

-هل من نصيحة أخيرة؟
- الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتينات يمكن أن تؤدي الى مشاكل جمة، ويجب بالتالي تجنبها، وفي حال رغب أحدهم اتباعها، فيجب أن يتم ذلك بناء على استشارة الاختصاصي ولفترة محددة من الوقت.