أخبار ونشاطات

السفير السويسري حاضر في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان حول «التجربة الدفاعية السويسرية»
إعداد: ندين البلعة

 حاضر السفير جاك بيتلود، رئيس الدائرة السياسية في وزارة الخارجية السويسرية، في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، حول «التجربة الدفاعية السويسرية: سبعة قرون في محيط متحول». حضر المحاضرة ضباط ممثلون عن القطع العسكرية كافة وضباط دورة الأركان.
ألقى المحاضر الضوء على تاريخ سويسرا وخصوصاً البنية العسكرية السويسرية عبر التاريخ، واستهل محاضرته بالاشارة إلى أن «سويسرا لم تكن دائماً عبر التاريخ هذا البلد النظيف، المحايد والمسالم، فقد كانت قوة عسكرية تسلّطية عدوانية، ومزّقتها سلسلة حروب أهلية وطائفية...»، مؤكداً أن «سويسرا تألفت من شعوب اعتمدت الأنموذج الكونفدرالي وتمت الهيمنة عليها. وحاولت دائماً وأبداً إثبات هويتها بين جيران ليسوا دائماً وديين».
ورأى المحاضر في هذا الإطار أن «للبنان أن يفخر بأنه كان منذ القدم منطلقاً للعولمة في التجارة والثقافة». وأضاف: «لقد تمكنت سويسرا من البقاء في مواجهة تطورات التاريخ من خلال تطبيق سياسة الحياد، وذلك بعد قرون من العذاب والحروب الأهلية».
هكذا يختصر السفير جاك بيتلود تاريخ سويسرا، معتبراً أن «الفيدرالية لم تكن وليدة عبقرية خاصة بالسويسريين، وإنما نتيجة أخطاء ومآسٍ سادت التاريخ العسكري السويسري الذي امتدّ ابتداءً من حقبة يوليوس قيصر، مروراً بالحكم الروماني والامبراطورية الجرمانية إلى حكم عائلة هابسبورغ، التي أعادت إلى شعوب الجبال حقوقهم في كانتونات صغيرة تضمّ آلاف السكان. هؤلاء رفضوا السلطة المركزية وبدأوا بالمقاومة».
بعد ذلك قدّم المحاضر عدداً من الأمثلة عن انتصارات عبر التاريخ السويسري التي ساعدت فيها «طبيعة السياسة الأمنية والدفاعية في حروب عديدة»، لافتاً إلى أن «سويسرا عُرفت بسياسة تجنيد الشعب، إذ كان على كل مواطن أن يخضع لتدريب عسكري منتظم، ما أتاح لها فرض سلطة عسكرية والتفوق».
وأكد المحاضر أن هذه «الطاقة العسكرية أوصلت إلى الفدرالية المعترف بها من الأسرة الدولية». ولفت إلى أن «الدفاع (بين سنة 1989 - 2008) هو موضع تساؤل لدى السويسريين، ولذلك تمّ تزويد الجيش السويسري أحدث المعدات والأسلحة».
وختم السفير بيتلود محاضرته مقدّماً سلسلة دروس تاريخية مستقاة من الموضوع:
1- إذا أردت العيش بسلام امتلك القوة.
2- الدفاع هو مهمة الجميع.
3- الدول المتعددة الثقافات هي بحاجة الى الخدمة العسكرية الإلزامية.
4- إنشاء جيش قوي يحتاج إلى عدة قرون.