عبارة

السلاح بين القديم والجديد
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

كم من مرّة تصدّى جنودنا بصدورهم للأعداء، فواجهوهم من دون أن يتلهّوا بإقامة المقارنات بين ما يتوافر من أسلحة ومعدات بتصرّفهم، وما يمتلك هؤلاء منها. الجميع يعلم أنّ العدو الإسرائيلي يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، كما أنّ في حوزة الإرهاب، وهو العدو الآخر، المزيد من الأسلحة والمعدات والوسائل التي تسهّل أعماله العدوانية المتنقّلة، واقترافاته الإجرامية التي تستهدف الأماكن والمرافق، سعيًا الى الأهداف التي تصبّ أولًا وأخيرًا في خانة التخريب العشوائي والمنظّم على السواء، وهذا أقصى المُنى للمخطّطين والمنفّذين.
وكان الرأي أنه بموازاة تلك المواجهة بالصدور، وبالمقارنة مع حجم المهمّات المطلوبة التنفيذ، واحترامًا للآمال المعقودة على المؤسسة العسكرية لجهة الدّفاع عن الوطن، وحماية المؤسسات، ووقوفًا الى جانب المواطنين، لا بدّ من تأمين السلاح المتطور من هنا وهناك في العالم وفق القواعد والأصول، خصوصًا وأنّ جزءًا من إنجازات الجيش يتخطى إطار المصلحة الذاتية ليطاول مصالح ذلك العالم نفسه، فالإرهاب الذي نتصدّى له يشغل الحكومات والمجتمعات في كلّ مكان، وهو في ذهاب وإياب وتنقلات سرّية عبر حدودها، موزعًا الأخطار في كل اتجاه.
واليوم، وقد بدأت وتيرة ورود السلاح إلينا بالتصاعد، فإنّ شعورنا بالرضا لا بدّ أن يتصاعد هو الآخر، ومردود تضحياتنا لا بدّ أن يزداد ويتواصل، ونسبة ضحايانا لا بدّ أن تتناقص وتتقلّص. لا أحد يمكنه أن ينكر أهمية ذلك في دعم الروح المعنوية التي تزداد قوة وصلابة عند توافر الوسائل وظهور البحبوحة في الإمكانات، لكن ذلك كلّه لن يلغي من أذهاننا أنّ الانسان يأتي قبل الآلة تأثيرًا وترتيبًا وتصنيفًا، وأنّ في قوّة الحق سلاحًا لا تصنعه المصانع. ومن ناحية أخرى لن يلغي السلاح الجديد من حساباتنا ما عندنا من سلاح قديم الذي يجب أن نحافظ عليه، ونستمرّ في صيانته والاستفادة منه إلى الحدود القصوى، فكلّ سلاح لاحق سوف يمضي عليه الوقت ويصبح سابقًا. وحدها سواعد جنودنا، في أفواجها المتلاحقة، هي الثابتة والمتجدّدة في آن، وهي التي نطمئنّ اليها على مرّ الزمان.