نحو مجتمع أفضل

السلوكيات الخطرة عوامل الخطر والحماية واستراتيجيات الدعم
إعداد: ميا روفايل
مسؤولة الرصد والتقييم والمنح في جمعية CDLL

تواجه المجتمعات تحديات متزايدة مع انتشار السلوكيات الخطرة بين الأفراد، لا سيّما في صفوف الشباب والمراهقين، ما يستدعي استجابة متكاملة لحماية الأجيال الناشئة. وبينما تتعدد العوامل التي تؤدي إلى ظهور هذه السلوكيات، تبرز في المقابل عوامل حماية وأساليب دعم تحدّ من أخطارها وتداعياتها.

 

السلوكيات الخطرة هي مجموعة من التصرفات التي قد تُلحق الأذى بصاحبها أو بالمجتمع من حوله، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي. تشمل هذه السلوكيات: تعاطي المخدرات، العنف، القيادة المتهورة، التدخين، إدمان الإنترنت وغيرها. وهي غالبًا ما تنشأ نتيجة تداخل عدة عوامل، بدءًا من البيئة الأسرية والاجتماعية وصولًا إلى تأثير الأقران والمدرسة والمجتمع ككل.

 

عوامل الخطر المؤدية إلى السلوكيات الخطرة

على مستوى الفرد

– نقص المهارات الحياتية وضعف تقدير الذات.

– الفشل الدراسي وعدم الشعور بالإنجاز.

– السلوك العدواني أو المعادي للمجتمع.

– تبنّي مواقف إيجابية تجاه التدخين، والكحول، والمخدرات ومختلف السلوكيات الخطرة.

– التعرّض للعنف أو التحرّش أو التعدّي خلال الطفولة أو المراهقة.

 

على مستوى الأسرة

– الصراعات الأسرية الحادة أو التفكّك الأسري.

– غياب القواعد التربوية الواضحة داخل الأسرة.

– المواقف الإيجابية للأهل تجاه التدخين أو الكحول.

– ضعف المراقبة الأبوية وعدم متابعة الأبناء.

على مستوى الأقران (الأصدقاء)

– الانخراط  في جماعات متورطة في سلوكيات خطرة.

– التأثير السلبي لضغط الأقران.

 

على مستوى المدرسة

– توافر المواد الخطرة والمخدرات داخل المدرسة.

– ضعف في تطبيق الضوابط والإجراءات الوقائية.

– غياب المتخصصين مثل المعالج النفسي والاختصاصي الاجتماعي لدعم الطلاب.

 

على مستوى المجتمع

– نقص الخدمات والبرامج الموجّهة للشباب.

– تفكك الروابط الاجتماعية وضعف شبكات الدعم.

– انتشار مواقف مؤيدة لتعاطي المخدرات والسلوكيات غير الآمنة.

– ­عدم التوصّل إلى القضاء على المخدرات رغم جهود الأجهزة الحكومية المختصّة.

عوامل الحماية من السلوكيات الخطرة

 

على مستوى الفرد

– تعزيز المهارات الاجتماعية والحياتية، مثل إدارة الضغوط والتوتّر من خلال تنظيم الوقت وممارسة الرياضة.

– التزام القيم المجتمعية، التي يمكن تعزيزها عبر المشاركة في العمل التطوعي.

– تنمية الذكاء العاطفي والانضباط الذاتي، حيث يمكن إجراء تمارين التنفّس لضبط الانفعالات، مثلًا: شهيق لمدة 4 ثوانٍ، حبس النفس 7 ثوانٍ، وزفير لمدة 8 ثوانٍ قبل الرد على موقف استفزازي.

 

على مستوى الأسرة

– بناء روابط متينة بين الأهل والأبناء قائمة على الحوار والثقة.

– توفير بيئة تربوية داعمة تستند إلى قواعد واضحة وثابتة.

– مشاركة الوالدين الفعّالة في حياة الأبناء.

 

على مستوى الأقران

– اختيار أصدقاء إيجابيين يشاركون في أنشطة بنّاءة.

– التفاعل مع بيئات اجتماعية تعزّز القيم وتشجّع على السلوك الإيجابي.

 

على مستوى المدرسة

– توفير بيئة مدرسية آمنة وداعمة.

– وضع قواعد واضحة للسلوك وتعزيز مشاركة الطلاب في صياغتها.

– تطبيق رقابة فعّالة للحد من انتشار المواد الخطرة داخل المدرسة.

 

على مستوى المجتمع

– توفير فرص تنموية للشباب وتشجيعهم على المشاركة المجتمعية.

– رفع مستوى التوقعات الإيجابية من الشباب وتعزيز الثقة بقدراتهم.

– دعم المبادرات التي تعزز الوعي حول المخاطر المحتملة.

 

في الختام، تمثل السلوكيات الخطرة تهديدًا حقيقيًا للفرد والمجتمع، إلا أنّه من الممكن مواجهتها والحد من تأثيرها السلبي من خلال تعزيز الوعي وفرض القوانين الصارمة ودعم استراتيجيات الحماية مثل التعبير عن المشاعر، بالإضافة إلى تشجيع المبادرات الإيجابية، وبناء علاقات صحية. ويتطلّب هذا الأمر التعاون بين: الأفراد، الأسر، المدارس، والمجتمع ككلٍ لضمان بيئة داعمة وآمنة تسهم في بناء أجيال قادرة على اتخاذ قرارات صائبة وبناء مستقبل أفضل. لذلك يعمل فريق جمعية CDLL، وهي جمعية تعمل في مجال تنمية المجتمع والوقاية وكذلك علاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية والإدمان، جاهدًا على تنظيم جلسات توعية للطلاب والأهل، والمعلمين حول هذه العوامل الخطرة، تهدف إلى تعليم استراتيجيات الحماية للتقليل من المخاطر.