تحية لها

السيدة أمل كردي بين دمعة وأخرى... حكاية شهيد

ربّت أولادها على حب الوطن والجيش، وحين كانوا صغارًا كانت تجلس وإياهم أمام شاشة التلفزيون يشاهدون معًا عرض الاستقلال واحتفال تخريج الضباط في الأول من آب. لم تكن لتفوّت على أولادها فرصة رؤية العسكر خلال هاتين المناسبتين، فبرأيها هي تزرع في قلوبهم الروح الوطنية بهذه الطريقة. السيدة أمل كردي والدة العريف الشهيد علي حسن مصطفى تحكي حكاية ابنها الذي كبُر، فتطوّع، واستشهد...

 

«كان لي ثلاثة أولاد، علي الذي استشهد وشقيقتاه التوأم، ربّيت أولادي على حبّ الوطن والجيش، والابتعاد عن الأحزاب، علي كان متحمّسًا منذ صغره للتطوّع في صفوف المؤسـسة العسكرية، تطوّع في فوج التدخل الأول على الرغم من أنّه وحيد في العائلة. في 23 آيار 2018 وفي أثناء خدمته حصل إشكال في ساحة النور(طرابلس) بين دورية للجيش وعناصر من مكتب أحد نواب المنطقة. استشهد ابني».

 

بين دمعة وأخرى
بين دمعة تُمسح وأخرى تسيل، تتابع والدة الشهيد حكايتها: «تعيش والدة العسكري معظم أيامها وسط الخوف والقلق على ابنها، وهذه كانت حالتي خصوصًا أنّه كان شديد الحماسة، وكان يردّد باستمرار « سأكون شهيدًا للوطن».

وتضيف: «لم أتوقّع استشهاده بهذه الطريقة، نتيجة إشكال، لقد شارك في معركة الجيش ضدّ الإرهاب في منطقة عرسال. لو استشهد يومها لكانت شهادته دفاعًا عن الوطن وكيانه.


البزة ما زالت في بيتنا
مع استشهاده توقّفت الحياة بالنسبة إلينا. والدتي توفيت بسبب حزنها. وأنا لغاية اليوم، لم أتقبل ما حصل، وما زلت أحسبه موجودًا في المنزل يشاركنا كل تفاصيل حياتنا. ما يعزّيني قليلًا هو أنّ ابنتي ريان ترتدي بزة الجيش، وهي تطوّعت في فوج التدخل الأول أيضًأ».  
وختمت: «ينتاب أم العسكري الشعور بالقلق والخوف على ابنها منذ تطوّعه ويستمر هذا الشعور حتى بعد الاستشهاد، ويمتزج بالألم القاتل. لا اعتراض على حكم الله، ولكن كنت أتمنى أن تكون شهادته شهادة الأبطال في معركة الشرف. الرب يحمي الجيش ويمنح أمهات الشهداء الصبر والقوة للنضال والاستمرارية في وادي الدموع».