ثقافة وفنون

الشلمصطي

مسرحية جديدة تجمع كسرواني جمهور منير كسرواني يلاقيه هذا الموسم في مسرح شاتو تريانو ­ الزلقا، حيث يؤدي دور "الشلمصطي"، في مسرحية جديدة قوامها المواقف الجميلة والكلام الظريف والقفشات الطريفة. تجـمع المسرحية أسماء ذات حضور واسع في الحياة المسرحية. فالنص كتبه فارس يواكيم الذي اقتبس معظم مسرحيات شوشو، وكتب مسرحيات لصباح وشوشو الإبن وسواهما. ونقولا دانييل مخرج قدير له تجربـة مسرحـية وفنـية كبيرة، إضافـة الى منير كسرواني وما له من رصـيد ومن جمهور. يشـارك في التمثيل كل من، خالد السيد، وفرانك مدران، وزيـنة فـرج الله، وتونـيا عكر وشربل الشـعار وحسـن محـي الدين. تتـخـلل المسرحية أغـان لأحـمد قعبور، والديـكور لحسـن صـادق، أما الملـصق فمـن تصـميم سعـد حاجـو. "الشلمصطي" تعبير تركي الأصل، وفي تعابيرنا اليومية له مرادفات من نوع "المحتال"، "المقطّع... الموصّل" وفي المسرحية تنحو شخصية "الشلمصطي" بوضوح الى الطمع والرغبة بالحصول على كل شيء دفعة واحدة، والعجز عن اتخاذ أي موقف. تدور أحداث المسرحية في فترة تعود الى مطلع الإنتداب الفرنسي على لبنان، وهي تتناول قصة فارس المعمرجي (منير كسرواني) الذي يرسل الى السخرة ويسجن في سفر برلك بسبب اطلاقه النار على مؤخرة عسكري تركي. وفي غيـابه تبقى زوجـته الحسـناء (زينـة فرج الله) وحيدة، ويحاول اثـنان أقوياء الـتقرب منها: ضابط فرنسي (فرانك موران) والريـس توفـيق (خالد السيد)، القبضاي البـيروتي. تـظل المرأة وفية لزوجـها البسيط الذي ما إن يعـود، حتى يلاقيه الريّـس توفـيق محاولاً إقناعه بأنها تخونه وأنه يجب أن يطلقها. ينجح الريّس توفيق في زرع الشـكوك في رأس المعـمرجي ويوحي له باختـبارهـا من خلال التنكر بزي رـجل غريب. وتتوالى المواقـف انطلاقـاً من هذه النقـطة: الرجل البسيط يحـب زوجته ويصعب عليه أن يصدق أنها تخونـه، يتردد كثـيراً قبل أن يقرر اخـتبارهـا، وحين يفعل تتوالى سلسلة مواقفه المترددة أو بالأصـح "لا مواقفه". فهو يتأرجح بين الرغبة في زوجته وفي الحفـاظ عليها وبين عدم الإستعداد لبذل أي مجهـود لذلـك. وهـو في الوقت عينه طامـع بعباءة أعطـاه إياها الريّس ليتنكر، وخائف من مواجهة الضابط الطامع بزوجته. لكن خلف الخوف والتردد يبدو المعمرجي البسيط "شلمصطياً" متفوقاً في احتياله، وفي تلاعبه بمن يظنون أنهم يتلاعبون به، ويقوده الإحتيال المقترن بالطمع الى حد إدعاء الموت في مشاهد بالغة الطرافة، لعل ذروتها في ندبه لنفسه. فـي إطارها العفوي وغيـر البعيـد عن الأجـواء التي يشيعـها حضور منـير كسرواني علـى المسرح، تذهـب مسرحيـة "الشلمصطي" الى إعطاء تلمـيحات ورسـائل ذات اتجاهات عدة، ربمـا أبـرزها إنه ليس "بالشـطارة" والإحتيال والهـروب مـن المواقـف، يستطـيع الإنسان الحـفاظ على بيته وشرفه ووطنه.