من الجعبة الثقافية

الصالونات الأدبية في لبنان
إعداد: الدكتور جورج هارون

صالون فيلكس فارس

فيلكس فارس (1882-1939)، اسم ملأ دنيا الأدب والفكر. هو الكاتب والخطيب، الشاعر والناثر، القاضي ورجل القانون، رجل المنابر والمناضل في سبيل الانسان في مطلقه والإنسان العربي بالأخص.
ابن بلدة صليما في المتن، من والد تولى أمانة سر المتصرف رستم باشا على جبل لبنان ومن أم فرنسية. تلقى علومه الابتدائية في مدرسة بعبدات، ومارس التعليم وعالج شؤون الأدب في الصحافة ومن بينها مجلة «انيس الجليس» و«مجلة سركيس» في الديار المصرية، لينشئ من ثم صحيفة لسان الاتحاد، ويدرس في المكتب السلطاني في حلب، وينتقل عقب ذلك إلى تولّي أمانة الحركة العربية لجعفر باشا العسكري.
في العام 1921، أوفده الجنرال غورو مع جان دبش إلى الولايات المتحدة الأميركية بمهمة خاصة لدى المغتربين اللبنانيين والسوريين، حيث قامت صلاته الوثيقة مع كبار أدباء المهجر وفي مقدمتهم جبران خليل جبران، حتى إذا ما عاد إلى ربوع الوطن انصرف إلى المحاماة ليعود ثانية إلى وادي النيل في العام 1931، حيث تولى رئاسة قلم الترجمة في مدينة الاسكندرية.

 

مؤلفاته

بعض مؤلفات فيلكس فارس أحرزت شهرة بعيدة شغفنا بها طلاباً في الثانويات، وفي مقدمتها:
- «اعترافات فتى العصر» عرّبها عن الفرد دي موسيه (الاسكندرية - 1938).
- «رسالة المنبر إلى الشرق العربي» (الاسكندرية 1936).
- «هكذا تكلم زرادشت» الكتاب المعرّب عن الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (الاسكندرية 1938 - بيروت 1948).

 

صالون فيلكس فارس

تروي لنا الأديبة اميلي فارس ابراهيم الكثير الكثير عن صالون عمها الأديب فيلكس فارس، وهو الصالون الذي تذوقت في ردهاته الأدب للمرة الأولى في حياتها، وتعرفت على أدباء وشعراء تلك الفترة، تحضر ندواتهم وتشهد جلساتهم وسهراتهم الفكرية والثقافية في بلدة المريجات، إذ كانت هذه الحلقات بمثابة منتدى أدبي في الثلاثينيات بل بدءاً من العشرينيات في القرن الماضي. وكانت هذه المطارحات الأدبية تعقد في منزل عمها فيلكس أو في منزل والديها فيليب ابن حبيب فارس المحامي الكبير ووالدتها روز حدشيتي.
ولا تزال اميلي فارس ابراهيم تتذكر رواد صالون عمها وتنغنى بمناقبهم ومستوياتهم ومنزلتهم الأدبية.

 

من رواد الصالون

هذا الصالون الأدبي الذي طار صيته وتمنى العديد من الأدباء ورجال الثقافة حضوره كان من رواده:

 

 أمين الريحاني:
أديب الحريات في لبنان والعالم العربي في عصره، والناقد الجريء والداعي إلى تحرير الأدب من التقليد، وابن بلدة الفريكة في قضاء المتن والرحالة في الشرق والغرب والكاتب بالانكليزية والعربية.

 

 أمين نخلة:
هذا الشاعر كان بدوره، بحسب اميلي فارس ابراهيم يتلو في صالون فيلكس فارس الشعر العربي المنقى المصفى في دقة من التعبير تأخذ بإعجاب الحاضرين. هو ربيب بيئة تألقت بالشعر ونجل رشيد بك نخلة أحد أكبر شعراء الزجل في عصره.

 

 شبلي الملاط:
تذكر الأديبة اميلي فارس ابراهيم أنها رأت الشاعر شبلي الملاط في صالون عمّها الأديب الكبير فيلكس فارس، بقامته الفارغة ومنكبيه العريضين، وكان يصدر أحكامه في القصائد المتلوة من الشعراء، كما يعرض انطباعاته عن مهرجانات الشعر العربية التي مثل فيها لبنان.

 

 الياس أبو شبكة:
كان الشاعر الياس أبو شبكة يتلو قصائده على الحاضرين، ثم لا يلبث أن يدلي بآرائه حول الأدب الفرنسي والأدب في بلاد العرب، وهو المنصب بكليته على أدب فرنسا الحديث والمعاصر علاوة على شعراء عصره في المنطقة العربية. وقد نشر في صحف تلك الفترة من تاريخ لبنان الأبحاث القيمة والمقالات الشيقة عن لامرتين وموليير وسواهم من مشاهير الشعراء والأدباء الفرنسيين.


المراجع

- يوسف أسعد داغر - مصادر الدراسة الأدبية.
- حـديث ومـقابلات مع الأديـبة اميلي فارس ابراهيم عن صالون عمها الأديب فيلكس فارس.