دراسات وأبحاث

الصين وطريق الحرير الجديد ...
إعداد: د. أحمد علو
عميد متقاعد

حزام واحد وطريق واحد

One Belt One Road...

 

يوم الإثنين 15 شباط 2016، وصل قطار شحن صيني، ولأول مرة، إلى محطة طهران في إيران، وذلك في إطار رحلة تجريبية لإحياء طريق الحرير لسكك الحديد. قطع هذا القطار مسافة بلغت نحو 10400 كلم في مدة 14 يومًا، وكان يحمل 32 حاوية شحن كل منها بحجم 40 قدمًا، انطلق بها من محطة في مقاطعة جيجي يانغ شرق الصين، ومرّ بكازاخستان وتركمانستان، وصولًا إلى إيران التي دخل إليها عبر محطة سرخس (شمال شرق إيران). وهذا الطريق يختصر المدة التي يتطلبها اجتياز الطريق البحري بين شانغهاي في الصين وبندر عباس في إيران، بمعدل ثلاثين يومًا. والأهم في الموضوع، أنّ طهران ليست المحطة الأخيرة في طريق الحرير الجديد، فوفق الخطط الصينية ستصل خطوط هذه السكك الحديد إلى سوريا ولبنان وتركيا على البحر المتوسط، وكذلك إلى أوروبا عبر روسيا.

 

الحلم الصيني عبر القرون
 في أوائل القرن الخامس عشر ميلادي، قاد الأميرال الصيني تشانغ خه أسطوله البحري عبر المحيط الهندي عدة مرات، وصولًا إلى عدن في اليمن، حيث ما يزال النصب التذكاري لهذا البحار موجودًا في يومنا هذا. وفي العام 1411، أقام تشانغ خه قرب مدينة جالي الساحلية في سريلانكا، نصبًا تذكاريًا حجريًا يحمل نقوشًا لآلهة الهندوس (ترجمت إلى الصينية والفارسية والتاميلية)، لكي تبارك جهوده الرامية إلى بناء عالم مسالم يعتمد على التبادل التجاري.
اليوم وبعد ستمائة سنة، يتبنى الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ هدفًا مماثلًا، ويناشد الزعماء السياسيين في مختلف أنحاء أوروبا وآسيا، مساندته لتحقيق هذا الهدف.
في أيلول العام 2013، أعلن الرئيس الصيني في خطاب ألقاه بجامعة دار باييف في كازاخستان، ما أسماه «حزام طريق الحرير الاقتصادي»، كمبادرة جديدة في السياسة الخارجية، تهدف إلى تعزيز أواصر التعاون الدولي والتنمية المشتركة في مختلف أنحاء أوراسيا. وفي إطار هذه السياسة، عرض الرئيس شي خمسة أهداف محددة هي:
- تعزيز التعاون الاقتصادي، تحسين سبل ترابط الطرقات، تشجيع التجارة والاستثمار، تسهيل تحويل العملات وتداولها، ودعم التبادل الحضاري بين الشعوب. وفي الشهر التالي، دعا الرئيس الصيني في خطاب ألقاه أمام البرلمان الإندونيسي إلى إعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لخلق طريق الحرير البحري اللائق بالقرن الحادي والعشرين من أجل، تعزيز الترابط الدولي، والبحث العلمي والبيئي، وتسهيل أنشطة تربية الأسماك وصيدها.
كما أكّد الرئيس شي أن الهدف من مبادرة طريق الحرير الاقتصادي يتلخص في إحياء علاقات الصداقة القديمة في العالم المعاصر الذي تحكمه العولمة.

 

أبعاد محليّة للمشروع
في الواقع، إنّ لدى الرئيس الصيني دوافع وطنية ومحلية أيضًا من وراء إطلاق هذه المبادرة، وهي تتمثل بردم الفجوة التنموية المتنامية بين شرق الصين وغربها. فتركيز النشاط الاقتصادي في المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة في الشرق، كان سببًا في توليد قيود واختناقات تتعلق بإمدادات الطاقة والبيئة، وتعوّق قدرة الصين على تحقيق النمو المستدام الشامل الذي تحتاج إليه لاكتساب مكانة الدولة ذات الدخل المرتفع. وتأمل الحكومة الصينية في أن تعمل مبادرة طريق الحرير على تحويل مناطق غرب الصين وجنوب غربها، إلى منطلقات تحريك للمرحلة القادمة من التنمية في البلاد. وهذا ما بدأت بتنفيذه منذ فترة من خلال إنشاء المدن والمصانع والمطارات والطرق السريعة وسكك الحديد والمتاحف والمعارض والأسواق التجارية الواسعة في غرب البلاد. ففي مقاطعة غانز مثلاً، جرى توسيع مدينة لانزو بإزاحة بعض الجبال المحيطة بها وتحويلها إلى مسطحات وزيادة الأراضي الصالحة للاستثمار فيها، تمهيدًا لجعلها محطة أساسية على طريق الحرير نحو الغرب.

 

بداية التنفيذ
شكّلت الصين لجنة عليا للاشراف على تنفيذ مشروع «طريق الحرير الجديد» Silk Road وهو مشروع تأمل بكين أن يخلق نشاطًا تجاريًا تفوق قيمته 2.5 تريليون دولار خلال عشر سنوات. ويستدل من مستوى الشخصيات التي شكلت منها هذه اللجنة على الأهمية القصوى التي توليها الحكومة الصينية للمشروع الذي أطلقت عليه رسميًا تسمية «حزام واحد، طريق واحد».
ويشمل هذا المشروع تشييد شبكات من الطرق وسكك الحديد وأنابيب النفط والغاز وخطوط الطاقة الكهربائية والانترنت ومختلف البنى التحتية، وذلك وفق الآتي:
- المنشآت البحرية، عبر المحيط الهندي، من باكستان إلى عمان والجزيرة العربية، ثم إلى مصر وإفريقيا.
- المنشآت البرية، عبر دول آسيا الوسطى، إلى روسيا وأوروبا، وعبر إيران إلى بلاد الشام باتجاه البحر المتوسط ومنه إلى أوروبا.
وبذلك يتم تعزيز اتصالات الصين بالقارتين الأوروبية والإفريقية عبر آسيا، حيث ترى الصين أن فوائد هذا الطريق ستشمل نحو 60 دولة وما يزيد عن ثلثي سكان العالم.

 

البعد الأكثر أهميّة والأشدّ تعقيدًا
يبدو أن البعد الدولي للمبادرة يظل الأكثر أهمية والأشد تعقيدًا، وقد أشار الدبلوماسيون الصينيون إلى مجموعة من الآليات والأسس بنيت أو أعيد تفعيلها في السنوات الأخيرة، والتي يمكنها أن تساعد في تفعيل هذا البعد. ويشمل ذلك: منظمة شنغهاي للتعاون، ممر بنغلاديش- الصين-الهند- ميانمار، ممر الصين- باكستان الاقتصادي، شبكة يوكسينا للسكك الحديدية التي مدّتها الصين من تشونغ تشينغ إلى ألمانيا، ومنها إلى موانئ شمال أوروبا، وممرات الطاقة الجديدة والقديمة بين الصين وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى ممر ميانمار الاقتصادي.
ومن المعروف أن الصين أنشأت بنك التنمية الجديد مع البلدان الأعضاء الأخرى في مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا)، والبنك الآسيوي للاستثمار، وهما المؤسستان اللتان ستستفيدان من الفائض المالي الكبير لدى الصين، والذي يمكن استثماره لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ برامج مشروع طريق الحرير.
لكن وعلى الرغم من أنّ الصين قد لا تجد صعوبة كبيرة في تمويل طموحات طريق الحرير، فإنها من المرجح أن تواجه مقاومة سياسية، خصوصًا في ما يتعلق بالطريق البحري. فبينما يعمل موقف بكين المتشدد في بحر جنوب الصين وبحر شرق الصين على إثارة القلق بين جيرانها- بما في ذلك اليابان وفييتنام والفيليبين وسنغافورة- فقد تسببت مبادرة طريق الحرير في إثارة قدر كبير من التخوفات الجيوسياسية الدولية، وبخاصة لدى الولايات المتحدة الأميركية، التي ترى في المبادرة محاولة صينية للسيطرة الاقتصادية والسياسية في آسيا وأوروبا وأفريقيا.
ويرى أحد الباحثين أن الغرب سيطر على العالم من خلال الهيمنة السياسية، ثم تحكّم باقتصاده، أما الصين فإنها تعمل بالطريقة المعكوسة، فهي تحاول أن تسيطر على العالم بأدق تفاصيله الاقتصادية أولاً، لتتحكّم به بعد ذلك سياسيًا.

 

طريق الحرير طرق الحرير...
وفق بعض المراجع، فإن الرجل الذي ينسب إليه فضل إقامة طرق الحرير، هو الجنرال زانغ كيان الذي فتح الطريق الأولى بين الصين والغرب في القرن الثاني قبل الميلاد، عندما أرسله الامبراطور وو دي (119 قبل الميلاد) لزيارة عدد من الشعوب المجاورة للصين. وهكذا شقّ زانغ كيان أولى الطرق الممتدة من الصين حتى آسيا الوسطى. وبعد ذلك امتدت الطرق إلى بلاد فارس وسوريا ووصلت إلى روما في أوروبا، وبدأت الحركة التجارية بين الصين والعالم. وكان الحرير الصيني السلعة الرئيسة المطلوبة بشدّة في هذه التجارة، ومن الحرير الصيني اكتسبت هذه الطرق اسمها وشهرتها.

 

تطوّر الطرق البرية والبحرية
تطوّر السفر عبر طرق الحرير بتطور الطرق نفسها. وكانت القوافل التي تجرّها الأحصنة أو الجمال في القرون الوسطى هي الوسيلة المعتادة لنقل السلع عن طريق البرّ. وأدّت خانات القوافل (مضافات وأنزال كبيرة مصممة لاستقبال التجار المسافرين) دورًا حاسمًا في تسهيل مرور الأشخاص والسلع على هذه الطرق. وكانت هذه الخانات المنتشرة على طرق الحرير من تركيا إلى الصين توفّر فرصة دائمة للتجار لكي يستمتعوا بالطعام وينالوا قسطًا من الراحة ويستعدوا بأمان لمواصلة رحلتهم، ولكي يتبادلوا البضائع ويتاجروا في الأسواق المحليّة، وأيضًا ليلتقوا بغيرهم من التجار المسافرين.
ومع مرور الوقت، تطوّرت الطرق التجارية وتنامت أرباحها لتزداد بذلك الحاجة إلى بناء خانات القوافل، فتسارعت عملية تشييدها في مختلف مناطق آسيا الوسطى بدءًا من القرن العاشر حتى مرحلة متأخرة من القرن التاسع عشر. وأدى ذلك إلى ظهور شبكة من خانات القوافل امتدت من الصين إلى شبه القارة الهندية وإيران والقوقاز وتركيا، وحتى إلى شمال أفريقيا وروسيا وأوروبا الشرقية. وما زال العديد من هذه الخانات قائمًا حتى يومنا هذا.
أما في البحر، فكان التّجار البحارة الذين يمخرون عباب المحيط من الصين وحتى بحر العرب واليمن والبحر الأحمر، يواجهون تحديات متعددة أثناء رحلاتهم الطويلة، مما عزّز السعي إلى تطوير تقنية الملاحة، ولا سيما المعارف المتعلقة ببناء البواخر وسلامة الرحلات البحرية خلال القرون الوسطى، إضافة إلى إنشاء الموانئ على سواحل المسالك التجارية البحرية.

 

طرق الحرير والحوار بين الثقافات
لعلّ الإرث الأكثر ديمومة، والذي تركته طرق الحرير، هو دورها في تلاقي الثقافات والشعوب وتيسير المبادلات بينها. فقد اضطر التجار إلى تعلم لغات البلدان التي سافروا عبرها وإلى الاطلاع على تقاليدها كي ينجحوا في تجاراتهم. وبذلك شكّل التفاعل الثقافي جانبًا حاسمًا من المبادلات التجارية. وقد شهدت هذه الطرق تبادلاً للمعارف العلمية والفنية والأدبية، فضلاً عن تناقل الحرف اليدوية والأدوات التقنية، فتداخلت اللغات والأديان والثقافات وتمازجت. ومن أبرز الإنجازات التقنية التي وصلت عبر طرق الحرير إلى العالم، تقنية صناعة الورق وفن الطباعة والبارود والبوصلة وعلم الفلك والطب العربي والتقويم. كما أن أنظمة الري المنتشرة في آسيا الوسطى كانت تتصف بخصائص مميزة وقد نقلها المسافرون الذين لم يحملوا معارفهم الثقافية فحسب وإنما تشرّبوا معارف المجتمعات التي نزلوا فيها أيضًا.
بعد ذلك أصبح الدين وطلب العلم والمعرفة، من الدوافع الأخرى للسفر على هذه الطرق. فقد اعتاد كهنة الصين البوذيون على السفر إلى الهند للحجّ ولجلب نصوص مقدسة. ويمثل ما دوّنوه من مذكّرات عن رحلاتهم مصدرًا مهمًا للمعلومات، ومنها مذكرات شوان زانغ (629 - 654) والتي تتمتع بقيمة تاريخية كبيرة. وقد قصد الكهنة الأوروبيون في القرون الوسطى الشرقَ في بعثات دبلوماسية ودينية. ولعل المستكشف الإيطالي ماركو بولو هو أوسع الرحالة شهرة، إذ أمضى أكثر من 20 سنة في الترحال (بين 1271 و1292) وأضحى سرده للتجارب التي خاضها شائعًا جدًا في أوروبا بعد وفاته.
أدت طرق الحرير، دورًا أساسيًا في نشر الأديان في المنطقة الأوروبية الآسيوية. وتعدّ البوذية خير مثال على هذه الأديان التي ارتحلت عبر طرق الحرير، إذ عُثر على قطع فنية ومزارات بوذية في مواقع بعيدة عن بعضها مثل باميان في أفغانستان، وجبل وتاي في الصين وبوروبودور في إندونيسيا. وانتشر الدين المسيحي وكذلك الإسلام والهندوسية والزرادشتية والمانوية، بالطريقة ذاتها، فقد تشرّب المسافرون الثقافات التي صادفوها وعادوا بها إلى مواطنهم.

 

دبلوماسية الحرير
تمارس الصين علاقاتها الدولية مع المحيط بمهارة، وتستخدم دبلوماسية الاغراءات والمساعدات الاقتصادية، أو الضغط على دول الجوار بشكل يتناسب مع استراتيجيتها ومصالحها في الإقليم، ومن دون التخلي عن «حقوقها السيادية»، وبخاصة في تايوان أو في بحري الصين الشرقي والجنوبي وبعض الجزر المتنازع عليها مع عدد من الدول المشاطئة لهذين البحرين.
ولذلك أطلقت الصين في علاقاتها الدولية مبادرة تستند إلى ثلاث استراتيجيات وتعرف بدبلوماسية المحيط القريب «Peripheral Diplomacy»، والاستراتيجيات هي:
- حزام طريق الحرير الاقتصادي Silk Road Economic Belt.
- طريق الحرير البحري للقرن 21. (21st Century Maritime Silk .Road - الممر الاقتصادي بنغلادش - الصين - الهند - ميانمار Bangladesh - China - India - Myanmar (BCIM) Economic Corridor.
وتهدف هذه االمبادرة إلى تعزيز التعاون والاتصال الإقليمي والدولي التجاري والمالي، وإلى تنمية العلاقات الثقافية والحضارية بين الشعوب.
هذا في ما خص الصين والشرق الأقصى، أمّا في ما يتعلق بالشرق الأوسط والعالم العربي، فللصين أيضًا «أحلام حريرية».
ويرى الباحث سليمان تشو ليه مدير مركز الدراسات العربية في جامعة الدراسات الدولية في بكين، أنّ العالم العربي يشكّل نقطة تلاقٍ لطرق الحرير البحرية والبرية، ولذلك تعتبره شريكًا طبيعيًا في إنشاء طريق الحرير الجديد. فالتعاون الصيني - العربي سيسهم في جمع قدرات الجانبين، من حيث الموارد والمزايا المالية وإمكانات السوق، وفي تعزيز التدفق الحرّ والمنتظم والتوزيع الأمثل للموارد بينهما.

 

زيارة إلى الشرق الأوسط
في النصف الثاني من شهر كانون الثاني 2016، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة إلى بعض دول الشرق الأوسط ومنها، إيران، والمملكة العربية السعودية ومصر. وقد قال في خطابه في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة: «إن التبادلات بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط تجاوزت حواجز المكان والزمان. ولاستمرارية هذه العلاقات الوطيدة بين الجانبين، تشارك الصين بشكل أكثر إيجابية في شؤون منطقة الشرق الأوسط، وهي تأمل أن يؤدي ذلك إلى جعل أصدقائها القدامى أكثر قربًا منها، وإلى تعزيز الثقة مع أصدقائها الجدد». وبعد اختتام الرئيس شي جين بينغ زيارته التاريخية إلى الشرق الأوسط، انطلقت الصين في بذل المزيد من الجهود الملموسة والحثيثة لدفع تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة، إذ وصل مبعوثها الخاص للشرق الأوسط قونغ شياو شنغ إلى فلسطين في 31 كانون الثاني الماضي ليعرض على المسؤولين الفلسطينيين نتائج زيارة شي للمنطقة، وموقف بلاده من شؤونها ومن القضية الفلسطينية.
وأكّد قونغ أن الصين تدعم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط بثبات وتدعو إلى إيجاد حلول شاملة للقضايا الساخنة فيها، وأنها تؤيد فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في فلسطين على أساس مبدأ حلّ الدولتين. ولفت قونغ إلى أن الصين ترغب في أداء دور أكبر في الشؤون الإقليمية للشرق الأوسط، موضحًا أنها لا تسعى من خلال ذلك إلى تحقيق «مصالح ذاتية» فلدى الطرفين آمال مشتركة بأن يعمّ السلام والاستقرار الشرق الأوسط. وأشار قونغ إلى أن مبادرة «الحزام والطريق» ستساهم في إعادة بناء الاقتصاد وتعزيز الاستقرار الاجتماعي وتحقيق النهضة في مجالات أخرى متعددة في هذه المنطقة. ويرى محللون صينيون أن قيام الصين بهذه السلسلة من الأنشطة الدبلوماسية وسط استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، لا يعكس فقط إهتمام الصين بعلاقاتها مع دول المنطقة، بل يثبت أيضًا أن السياسات الصينية تجاه الشرق الأوسط صامدة أمام اختبارات الزمن وصعوبة الأوضاع المعقدة، كما يبرهن أن الصين أصبحت قوة بنّاءة في الدفع من أجل تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.
كذلك، ذكر وو سي كه المبعوث الصيني الخاص السابق إلى الشرق الأوسط، أن الصين تنتهج سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، وتحترم خيارات دول الشرق الأوسط لطرق التنمية التي تتفق مع ظروفها الخاصة، كما أن الصين تلتزم حلّ القضايا الساخنة عبر الحوار والتفاوض، وصوتها في مجلس الأمن الدولي يأتي دائمًا مناصرًا للسلام. بالإضافة إلى ذلك، تدعو الصين دومًا إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين المستويات المعيشية للشعوب، فضلًا عن تفعيل الحوار السياسي من أجل حلّ المشكلات الأمنية من جذورها.

المراجع:
- www.bbc.com/.../150417_china_silk_road_project.
- ar.unesco.org/silkroad/lmh-n-tryq-lhryr
- www.xinhuanet.com/english/special/silkroad/
- www.forbes.com/sites/.../chinas-triple-wins-the-new-silk-roads/.
- www.forbes.com/.../china-is-moving-mountains-for-the-new-silk-...
- روسيا اليوم – 15 شباط 2016.
- مجلة السياسة الدولية - العدد 201 - يوليو 2015 - المجلد 50 - ص 66.