تحقيق عسكري

الطبابة العسكرية على طريق المكننة
إعداد: العميد انطوان نجيم - روجينا خليل

 

توظيف الموارد المحدودة لتحقيق الرعاية الصحية الجيدة

الطبابة العسكرية مؤتمنة على صحة المجتمع العسكري في أدقّ تفاصيلها. تواكب صحة العسكريين بمختلف رتبهم، ليبقوا أرزاً وسندياناً في وعر حياة لبنان وليقفوا حراساً على حدود استقلاله وسيادته واستقراره وحريته، وهي تبسط جناحيها على أهلهم وعائلاتهم لتشملهم برعايتها الصحية فيهنأ بالهُم ويصبح همهم باتجاه فوهات بنادقهم.
يكبر هذا العبء كثيراً وتتداخل أموره وتتعقّد، فعدد المستفيدين من الطبابة العسكرية يربو على 320 ألفاً يتوزعون على طبابات المناطق المنتشرة في أربعة أرجاء الوطن من أقصاه الى أقصاه.
الطبابة العسكرية وعت هذه المشكلة وأدركت صعوبتها فانبرت لها تذلّلها، من خلال عمل حثيث يشرف عليه رئيسها العميد الركن موريس سليم.

 

نظام المعلوماتية
عمل قسم التأليل في الطبابة العسكرية يتكامل مع سائر الجهود المبذولة لتطوير أداء هذه الطبابة ويضطلع بدور أساسي في استخدام الموارد المتاحة على نحو يؤمن الرعاية الصحية الأفضل.
رئيس قسم التأليل في الطبابة العسكرية العقيد الركن مروان الشكر يطلعنا على مهمات قسمه وما أنجزه من برامج، إضافة الى مشروع مكننة الطبابة العسكرية.
بداية، يشير العقيد الركن الشكر الى أن قسم التأليل في الطبابة العسكرية اعتمد نظام معلوماتية متكامل لضمان استخدام الموارد المحدودة على نحو يؤمن الرعاية الصحية الجيدة.
يعتبر هذا القسم عصب الطبابة العسكرية وناظم إيقاعها، لذا كان في رأس اهتماماته التوصّل الى تأليلها عبر وضع الدراسات والخطط التنفيذية، والتنسيق وظيفياً مع مختلف مراكز التأليل في الطبابة وطبابات المناطق، والعمل على تحقيق حاجتها من الأجهزة والبرامج والأعمال المتعلقة بالتأليل.
وأضاف قائلاً: «تطبيقاً لمهماته، أنجز القسم مجموعة من البرامج أبرزها: برنامج تجديد الأدوية للأمراض المزمنة، برنامج الإستشفاء في المستشفى العسكري المركزي، برنامج لقسم الطوارئ، وبرنامج لاحتساب بدلات أتعاب الأطباء، وبرنامج النظارات والعدسات الطبية وغيرها... وكذلك، تمّ وصل وتحديث شبكة التأليل في الطبابة والتي تغطي جميع منشآتها، بالإضافة الى وصلها لاسلكياً بشبكة تأليل قيادة الجيش. ونعمل جادين اليوم على وصل طبابات المناطق والمستوصفات العسكرية بشبكة الطبابة العسكرية، كما أن القسم اليوم مكبّ على إنجاز مشروع مكننة الطبابة العسكرية.

 

برمجة ضرورية
• ما هي أهمية كل من هذه البرامج؟
يحيلنا العقيد الركن الشكر على ضباط في القسم يتولون شرح التفاصيل.
 

• تجديد الدواء للأمراض المزمنة:
يصف النقيب المهندس جهاد الخوري هذا البرنامج بأنه من أهم البرامج التي تعمل على تسريع عملية تجديد الدواء وتسهيلها، لا سيما أن الأدوية التي يجري تجديدها هي للأمراض المزمنة.
يحفظ البرنامج إسم المريض ورقمه العسكري مع أدوية الأمراض المزمنة التي يتناولها والمحفوظة مع التواريخ والأوقات فيصبح من السهل جداً تسليمه الدواء.
من خلال هذا البرنامج يمكن تحديد أصحاب الحق بالإستفادة من تجديد الدواء ومراقبة الحاجات لتأمينها في الأوقات المناسبة.
 

 إحتساب بدلات أتعاب الأطباء:
يوضح النقيب المهندس الخوري أن هذا البرنامج يحتسب بدلات أتعاب الأطباء الذين يعملون في المستشفى العسكري المركزي، حيث لكل عملية يجريها الطبيب بدل أتعاب يختلف عن البدل الذي يتقاضاه في أي مستشفى آخر. وفي آخر كل شهر يقوم البرنامج تلقائياً باحتساب القيمة الإجمالية المستحقة لكل طبيب. ومن خلال هذا البرنامج يمكن ايضاً إحصاء أنواع العمليات التي تجرى في المستشفى العسكري ونتائجها والأطباء الذين يجرونها. كما يمكن احتساب الوفر الذي تؤمنه خدمة إجراء العمليات في المستشفى العسكري.
 

• الإستشفاء (MODULEX) داخل المستشفى العسكري وخارجه:
بدأ العمل بهذا البرنامج (داخل المستشفى) منذ شهر أيلول 2009 (وخارجه منذ شهر شباط 2010)، وبحسب النقيب مازن الشباب، من خلال هذا البرنامج يمكن إدخال المريض الى المستشفى وإخراجه في مكتب الدخول في قسم الأخذ على العاتق وحفظ تاريخ المريض الطبي (Medical File). وبذلك أصبح إصدار مأذونية المعالجة (الإستراحة، النقاهة) أكثر دقة ومراقبة بحيث يصدر تقرير طبي وتقرير بظروف الحالة المرضية.
يحفظ هذا البرنامج معلومات مفصلة عن المريض، ذلك أن صفحة الإستعلامات تتضمن طريقة بحث سهلة الإستعمال لناحية إيجاد المرضى الذين أدخلوا المستشفى أو هم قيد العلاج إضافة الى متابعة نظامهم الغذائي.
هذا، ويعتمد البرنامج التصنيف الدولي للأمراض (ICD 10) والأعمال الطبية (CTP4) المعتمدة من قبل وزارة الصحة. والأهم أنه يمكن إحصاء نقاط الضعف وتحويلها الى نقاط قوة والتوفير من خلالها. فمثلاً خلال سنة، إذا وُجد أن عدد التحويلات الى المختبرات الخاصة لإجراء «IRM» كبيرة (والمعروف أنها مكلفة)، يفضّل استقدام آلة الـ»IRM» مرة واحدة وتوفير كلفة التحويل الى الخارج لمدة طويلة (وذلك من خلال مراقبة بيانات الأبحاث خارج المؤسسة).
يهدف هذا النظام الى تجنّب أخطاء النظام الورقي، تسهيل العمل الإداري، إنشاء الملفات الطبية الإلكترونية وخزن المعلومات بحيث يمكن استخدامها في أي وقت لتحسين الرعاية الصحية من خلال وضع المعلومات المتعلقة بالمريض (أدوية، عمليات جراحية...) بتصرّف الطبيب. الى ذلك، يتيح هذا البرنامج معرفة نسبة إستعمال الأسرّة في المستشفى العسكري والتدقيق في فاتورة الإستشفاء لناحية السعر المقطوع حسب تعرفة الجيش.

 

• النظارات الطبية:
بدأ العمل بهذا البرنامج من مطلع العام 2007 بهدف مراقبة حسن تطبيق التعليمات التي تتضمّن شروط منح النظارات الطبية. البرنامج يحفظ هذه التعليمات ويمنع عامل الشاشة من مخالفتها تحقيقاً للمساواة بين الجميع.

 

• غرفة الطوارئ:
يعرّفنا الملازم الأول محمد الهبش الى هذا البرنامج الذي يمكن من خلاله الإطلاع على جميع المعلومات الشخصية عن المستفيد وطباعة المعلومات عن الحالة الأولية الخاصة به عند وصوله الى غرفة الطوارئ.
من خلال هذا البرنامج، تمّ وصل قسم الطوارئ مع باقي أقسام الطبابة كمكتب الدخول مثلاً، فلم يعد من داعٍ لتأخير المريض لإجراء معاملات الدخول. فبطاقة دخوله تنظّم في قسم الطوارئ حيث يمكن قراءة جميع المعلومات المتعلقة به.
بفضل برنامج غرفة الطوارئ، يمكن إحصاء عدد المرضى اليومي وفق سبب الدخول إضافة الى معرفة الأشخاص الموجودين في الطوارئ والمدة التي قضاها كل منهم فيها بهدف المراقبة. كما يوفر البرنامج معلومات شاملة عن المريض تتضمّن معلومات شخصية عنه، عدد المرات التي دخل فيها الى قسم الطوارئ مع التفاصيل، معرفة جميع الأدوية التي يستعملها حالياً وجميع حالات دخول المستشفى السابقة والعمليات التي أجراها والأوقات ومدة الإستراحات. وبذلك أصبح بالإمكان الإهتمام أكثر بالمريض بحيث يمضي أقل وقت ممكن في قسم الطوارئ، وإذا كان المريض عاجزاً عن الكلام، يؤمن البرنامج إمكان الإطلاع على كامل ملفه الطبي.
ولتسهيل تبادل المعلومات بين الضباط والأطباء تمّ إطلاق خدمة البريد الإلكتروني الداخلي في الطبابة العسكرية إضافة الى تشغيل صفحة الإبحار الداخلية للجيش للإطلاع على آخر أخبار المؤسسة.

 

مكننة الطبابة العسكرية
نعود الى مشروع مكننة الطبابة ككل، حيث يوضح لنا رئيس قسم التأليل العقيد الركن مروان الشكر أن المشروع يهدف الى تأليل غالبية أعمال هذه الطبابة وتأسيس شبكة تربط المستوصفات العسكرية في المناطق كلها بقسم التأليل فيها، مع إنشاء قواعد معلومات وبرامج مركزية في هذا القسم يمكن الولوج اليها واستخدامها عن بُعد.
وبتوجيه من رئيس الطبابة العسكرية ومتابعة تقنية وإدارية من لجنة تحقيق مشروع مكننة الطبابة، يتولى قسم التأليل حالياً إضافة الى مهماته، ملاحقة تنفيذ هذا المشروع عن طريق مواكبة الشركة المدنية الملتزمة تنفيذه، والتنسيق المباشر مع أجهزة الطبابة العسكرية المختصة وأقسامها.
وتتضمّن هيكلية هذا المشروع العامة مخططاً عاماً وآخر تنفيذياً. وبموجب المخطط العام، تمّ تصنيف الأعمال التقنية الإدارية والطبية التي تقوم بها الطبابة العسكرية عند إطلاق المشروع وفق قسمين رئيسين هما: قسم الإدارة وقسم التكنولوجيا الطبية.
في القسم الأول أعمال وبرامج مرتبطة بالأمور الآتية: ملف المستفيدين وملف الدواء والمواد المخبرية والمعدات الطبية والمخازن، والإستشفاء والمعاينات والمراكز الطبية العسكرية خارج المستشفى العسكري وأخيراً التوثيق والأرشفة.
أما قسم التكنولوجيا الطبية فتدخل فيه الأعمال والبرامج المرتبطة بالآلات الطبية كلها، من آلات مختبر الدم الى آلات التصوير الشعاعي الى آلات التصوير الصوتي وغيرها.
بوشر بتنفيذ هذا المشروع نهاية العام 2005 بتمويل من مجلس العمل اللبناني - الإماراتي، وتضمّنت آلية التنفيذ خمسة أجزاء رئيسة هي كالآتي:
الجزء الأول، تمّ الإنتهاء من تنفيذه أواخر العام 2009 وتضمّن: ملف المستفيدين من الطبابة العسكرية والبطاقة الممغنطة التي تمّ تنفيذها في مديرية الأفراد وملف الصيدليات/ الدواء وملف جهاز التموين الطبي وتحقيق التجهيزات اللازمة وقسم من شبكات التأليل الخاصة بهذا الجزء.
 

• التموين الطبي:
يضمّ التموين الطبي الأدوية، المعدات الطبية والمخازن والمواد المخبرية. من خلال هذا البرنامج، يمكن إدارة المحاسبة وإدخال عروض الأسعار وتلزيم الشركة المناسبة ومن ثم إعداد الفواتير.
كذلك، يمكن إدارة مخزن الأدوية والمعدات الطبية في ما يتعلق بحركة الأصناف وتسليم الدواء والمعدات الطبية الى القطع المستفيدة وتوزيع هذه الأدوية الى الصيدليات المجانية، بحيث يتم تسلّم قسائم التوزيع عبر البرنامج وإعادة (أو استبدال) الدواء من والى الوكيل. هذا، ويمكن ايضاً إحصاء المعدات وإدارتها والتدقيق في حركة الأصناف.
بذلك، يتمّ توفير الدواء والمعدات الطبية من خلال معرفة الحاجة المرتقبة وضبط المصروف، وملاحقة تاريخ صلاحية العتاد.
 

• الصيدليات المجانية والصيدليات الفروع:
بدأ العمل ببرنامج الصيدليات المجانية منذ شهر أيلول 2009 وبفضله يجري اليوم ضبط عمليات تسليم الأدوية العادية وتلك الخاصة بالأمراض المزمنة.
أما برنامج الصيدليات الفروع فقد بدأ العمل به منذ شهر تشرين الثاني 2009 وهو ايضاً يعمل على ضبط تسليم الأدوية مع تأليل عمليات محاسبة الأموال، كون هذه الصيدليات غير مجانية.
بغية استثمار هذه المعلومات وضمانة تشغيلها 24 ساعة من دون انقطاع، تمّ تحديث شبكة التأليل التي أصبحت تغطي كامل المباني والعيادات في الطبابة العسكرية وتضمّ حوالى 250 جهاز كمبيوتر. والعمل جارٍ لاستكمال وصل مستوصفات المناطق بالطبابة العسكرية (700 مستخدم مرتقب). كما أن الطبابة العسكرية أصبحت مرتبطة لاسلكياً مع مبنى وزارة الدفاع.
أما الجزء الثاني، فبوشر العمل به منتصف العام 2009 ويرتقب انتهاء تنفيذه قبل نهاية العام 2010 وهو يتضمن الآتي: ملف عيادات المعاينات الخارجية في كل من الطبابة العسكرية المركزية وطبابات المناطق والمستوصفات العسكرية بالإضافة الى طبابة الأسنان المركزية وبنك الدم، وزيادة إمكانات شبكة الربط اللاسلكي الخاصة بالجيش وتوسيع مدى انتشارها لمصلحة المستوصفات والطبابة العسكرية، وصل قسم من المستوصفات والصيدليات العسكرية في المناطق بالطبابة العسكرية المركزية؛ تمّ لغاية الآن وصل 19 مستوصفاً سلكياً بالطبابة العسكرية باستخدام تقنية ISDN والعمل جارٍ لتطوير نوعية هذا الإتصال سلكياً ولاسلكياً مع معظم هذه المستوصفات. وأخيراً تمّ تحقيق التجهيزات اللازمة لتشغيل البرامج الخاصة بالملفات المذكورة (حوالى 30 حاسوباً مع متمماتها).
 

• المواعيد:
من خلال هذا البرنامج، ستنظّم أعمال كل العيادات والأطباء لناحية إعطاء المواعيد واستقبال المستفيدين سواء كان ذلك من دون موعد سابق (Walkin) أو بموعد محدد مسبقاً (Appointment)، فالمستفيدون الوافدون من دون موعد سابق يجري ترتيبهم وفق توقيت حضورهم والطبيب المعاين والعيادة، وبذلك يمكن معرفة المريض التالي ووقت انتهاء معاينة كل مريض. كما ويمكن في اليوم التالي معرفة المستفيدين الذين سُجّلوا ولم تتمّ معاينتهم لأي سبب كان.
أما المواعيد المحددة مسبقاً، فتُنظّم وفق روزنامة يومية أو أسبوعية أو شهرية تتيح تجنّب الخطأ في إعطاء مواعيد متضاربة في ما بينها أو مع أوقات حضور الطبيب.
الى ذلك، يمكن معرفة مواعيد المستفيد الأخرى إضافة الى سهولة تعديل توقيتها بفضل هذا البرنامج.

 

المعاينات:
هذا البرنامج هو من أهم البرامج التي يتضمّنها مشروع مكننة الطبابة العسكرية والمستفيد الأول منه هو المريض. فمن خلال برنامج المعاينات يصبح بإمكان الطبيب الإطلاع على كامل الملف الطبي للمريض ومعرفة التفاصيل المطلوبة حول المعاينات التي خضع لها والأدوية المعطاة له ونتائج الفحوصات المخبرية وأمور أخرى وجميعها منظمة وفق التسلسل الزمني.
يعاين الطبيب المريض ويشخّص مرضه أو ما يعانيه مع ذكر العوارض للبرنامج الذي يساعده في وصف الدواء المناسب أو أي بديل له بحسب توافره في الصيدلية العسكرية، وترسل الوصفة تلقائياً عبر شبكة التأليل الى الصيدلية المختصة، كذلك الأمر بالنسبة الى مختبرات الدم والتصوير بالأشعة.
ويتضمّن الجزء الثالث ملف المعاينات والإستشفاء خارجج الطبابة العسكرية للمستفيدين من هذه الطبابة، ومتابعة وصل ما تبقى من المستوصفات والصيدليات العسكرية في المناطق بالطبابة العسكرية المركزية وتحسين نوعية الإتصالات بين المراكز العسكرية كلها وتطويرها.
الجزء الرابع، يتضمّن ملف استشفاء داخل المستشفى العسكري المركزي أو المستشفيات العسكرية في المناطق. اما الجزء الخامس والأخير، فيتضمّن قسم التكنولوجيا الطبية.
لا شك أن ما تحقّق حتى الآن في إطار مشروع مكننة الطبابة العسكرية فعّل أداءها، لكن استكمال المشروع بأجزائه المتبقية يحتاج الى تمويل، خصوصاً أن كلفة ما أنجز كانت كبيرة.
وقسم التأليل في الطبابة الذي أنجز عملاً يتعدى طاقته، يأمل في زيادة العديد المتخصص وزيادة القدرات للحصول على النتائج المرجوة في أسرع وقت.

 

دورات تدريبية
أجريت دورات تدريبية للعسكريين والموظفين المدنيين في صيدليات الطبابة العسكرية وفي جميع الصيدليات والمستوصفات العسكرية في المناطق، وتمّ إخضاع ضباط ورتباء وموظفين مدنيين (يتجاوز عددهم المئة) لدورات على الكومبيوتر لرفع مستواهم حتى يتمكنوا من تشغيل البرامج. وقد بدأت في الفترة الأخيرة دورات تدريبية حول برامج المواعيد والمعاينات للطبابة العسكرية ولاحقاً ستشمل المناطق.