طب وصحة

الطب العائلي
إعداد: ريما سليم ضوميط

ما هو وماذا نعرف عنه؟

 

الطبيب العائلي هو مجموعة أطباء في طبيب واحد، يتابع المريض من الألف الى الياء، فيختصر الوقت والجهد، ويحدّ من التكاليف الباهظة لفحوصات طبية قد لا يحتاجها المريض.
المزيد عن الطب العائلي في حوار مع الدكتورة غريس أبي رزق المتخصّصة في هذا المجال.

 

تعريف
• «طبيب العائلة» تعبير قديم لطالما أطلق على الأطباء المتخصّصين في الطب العام، فما الذي تغيّر اليوم؟

- الفرق ما بين الطب العام والطب العائلي شاسع جداً. فطبيب العائلة، بعد تخصّصه لمدة سبع سنوات في الطب العام، يتابع أربع سنوات تخصّص في فروع مختلفة من الطب من بينها طب الشيخوخة، والأطفال، والطوارئ، والأمراض النسائية، والجراحات الصغرى.
من هنا بات اختصاص الطب العام غير كافٍ لإعطاء شهادة ممارسة في الدول المتقدمة، وإن كنا في لبنان ما زلنا نعتمد هذه الصيغة التي لم تعد متناغمة مع ضرورات التطور الطبي.


• ما هو تعريف الطب العائلي؟
- طبيب العائلة هو الطبيب الذي يؤمّن العناية الصحية الشاملة لجميع أفراد العائلة، ذكوراً وإناثاً، بدءاً من سن الطفولة وحتى الشيخوخة. وهو يسمى ايضاً طبيب الصحة الأولية وذلك أنه يتولى علاج حوالى تسعين في المئة من الأمراض العضوية والسلوكية والإجتماعية.
يتابع طبيب العائلة الطفل في لقاحاته ومختلف الأمراض التي يتعرّض لها، ويواصل دوره في مرحلة المراهقة. كما يعاين المرأة الحامل، ويمكن أن يتولى عملية الولادة ايضاً. كذلك، يتابع المسنّ، وتندرج في إطار عمله معظم الأمراض من ربو، وكوليسترول وسكري، وأمراض القلب، إلخ... ولكن هناك حدود طبعاً يقف عندها الطبيب العائلي، فيرسل المريض عند الحاجة الى الطبيب المتخصّص في مجال معين. أما مهمته فلا تقف عند هذا الحد، بل إنه ينسّق مع الطبيب المتخصّص، ويشرح له التاريخ الصحي لمريضه، ما يجنّبه التكاليف الباهظة لفحوصات طبية قد لا يحتاجها، ويتابعه حتى نهاية العلاج.

 

العلاقة بين الطرفين
• ما الذي يميّز علاقة المريض بطبيب العائلة؟

- يرتكز الطب العائلي على ثلاثة عوامل هي: المعرفة، والمهارة، وطريقة ممارسة المهنة، فيشترك بذلك مع باقي الاختصاصات في عاملي المعرفة والمهارة، ويتميّز بعامل ممارسة المهنة انطلاقاً من العلاقة الفريدة التي تجمعه بمريضه. فطبيب العائلة، ومن خلال متابعة جميع أفراد العائلة، وإلمامه بخصوصية مرضاه ومحيطهم العام ومختلف مشاكلهم وحتى عاداتهم وقيمهم، قادر على معرفة مختلف الأسباب التي تؤثر على وضعهم الصحي والنفسي والسلوكي، وهذا ما يعطي العلاقة الخصوصية غير الموجودة مع باقي الأطباء. لذلك يشدّد الإختصاصيون في الطب العائلي على أهمية الوقت الذي يعطى للمريض في جلسة العلاج، والذي يسمح له بمشاركة طبيبه جميع مشاكله العضوية والنفسية لإيجاد الحلول المناسبة لها.


• هل بات الطب العائلي مألوفاً في لبنان؟
- عرف لبنان إختصاص الطب العائلي مع تخريج أول دفعة من الجامعة الأميركية في أواخر السبعينيات وتلتها الجامعة اليسوعية بعد عدة سنوات.
حالياً، الطبيب العائلي موجود في مختلف المستشفيات في لبنان، من بينها المستشفى العسكري المركزي، وقد بات وجوده ضرورياً ليخفف عن المريض الأعباء غير الضرورية، المعنوية منها والمادية، وذلك عبر متابعته باستمرار وتوجيهه في الطريق الصحيح للعلاج.