على الطريق الصعب

الظروف اختبار لمعدن الإنسان

الدخول إلى الكلّية الحربية حلم يدغدغ مخيلة الكثير من الشباب، ومَن يستطيع منهم تحقيق هذا الحلم يكون قد تقدم خطوة مهمة على الطريق الطويل والصعب. طريق يتطلب اجتيازه الكثير من الإصرار والجهد، كما يتطلب متابعة حثيثة من المدربين وقيادة الجيش، التي تواكب خطوات التلامذة الضباط عن قرب.
من هذا المنطلق كانت زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى الكلّية الحربية غداة التحاق الدورة الجديدة. من باتوا اليوم تلامذة ضباط يأتون من الجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى، تطوعوا بصفة جنود أو رتباء، ثم أتيحت لهم فرصة دخول الكلّية الحربية، ليتخرجوا بعد 3 سنوات ضباطًا يتولون الإمرة ويتحملون المسؤولية تجاه مرؤوسيهم وجيشهم ووطنهم.
هي زيارة يقوم بها القائد عادة كلما التحقت بالكلّية الحربية دورة جديدة، لكن الزيارة هذه السنة كما في السنة الماضية تميزت عن سواها بأمرين، فالمتطوعون يأتون من «جلدة العسكر» وهم يعرفون ما ينتظرهم وفق ما قال العماد عون، ومن جهة ثانية، ثمة بينهم عدد غير قليل من الإناث.
قائد الجيش تناول النقطة الأولى قائلًا: «ما في لزوم خبركن عن الحياة العسكرية»، لقد خبرتموها. «أفهم من ذلك أنّكم تدركون تمامًا ما ينتظركم، لكنّكم مصمّمون على سلوك الطريق الصعب. الطريق طبعًا صعب في الحالات العادية فكم بالحري وسط الأوضاع التي يعيشها لبنان؟ قائد الجيش أكّد أنّ الظروف الصعبة تختبر معدن الإنسان، وتميّز بين الناجح وسواه، بين القائد ومن ليس أهلًا للقيادة. وإذ دعاهم إلى التفكير منذ الآن بما ينتظرهم بعد 3 سنوات، أكّد لهم أنّ مسؤولياتهم ستكبر، وهي مسؤوليات تجاه أنفسهم وعسكرييهم والمناطق التي سيخدمون فيها».
وفي تعليقه على وجود عدد من الإناث في الدورة، اعتبر قائد الجيش أنّ التجربة في الدورة السابقة كانت ناجحة جدًا. وأشار إلى أنّ المفاجأة كانت في القوات الجوية حيث حقّقت اثنتان من الإناث نجاحًا في التعامل مع طائرات Fixed Wings. وتمنى أن يرى فتيات أكثر في القوات الجوية والقوات البحرية وسواها من القطع، فلا شيء يمنع ذلك وفق رأيه. أما القول بعدم قدرة الفتيات على النجاح في السلك العسكري فهو نتاج «عقلية يجب أن نخلص منها» كما قال. وتوجّه إلى الإناث قائلًا: «إنتو فتحتو الطريق لغيركن».
وأكد العماد عون للتلامذة الضباط، أنّهم سيتغلبون على الصعوبات، خصوصًا أنّهم يتمتعون بمستوى تعليمي عالٍ، مشدّدًا على أنّهم وصلوا إلى الكلّية الحربية بكفاءاتهم وجهودهم وموضحًا: «ماحدا إلو جميلة عليكم».
وأردف قائلًا: «أتمنى أن تجتازوا السنوات الثلاثة بنجاح وسلامة».
وفي كلمة أخيرة توجّه إليهم بالتهنئة قائلًا: «أهنئكم من كل قلبي، وأهنئ بكم أهلكم والمؤسسة العسكرية». كما دعاهم ودعا العسكريين جميعًا إلى تلقّي اللَّقاح ضد فيروس كورونا «لأنّه السبيل الوحيد لخلاص أهلنا وجيشنا ووطننا».