تربية وطفولة

العادات الحسنة تُكتَسب بالتكرار المشوّق!
إعداد: ريما سليم ضومط

معظم الأمهات يرغبن في ان يكتسب اولادهن عادات مفيدة، لكن هذه العادت لا تتكون بين ليلة وضحاها، وإنما تكتسب بفعل الممارسة والتكرار بداءً من سنوات الطفولة المبكرة.

 

الاستفادة من اللحظة المناسبة

يشير الخبراء في التربية الى كيفية الاستفادة من اللحظات المناسبة في حياتنا اليومية لتعليم الاطفال كيفية تكوين العادات السليمة.

 

ومن بين العادات التي يشددون على اكتسابها نذكر ما يأتي:

• الرياضة: ينصح الخبراء الاهل ان يباشروا تعليم اولادهم النشاطات الرياضية في سن مبكرة. وهم يؤكدون انه الى جانب الفوائد الصحية للرياضة، فهي ايضاً مهدئ ممتاز للصغار اذ تساعدهم في الحفاظ على مزاج جيد. ويشير هؤلاء الى أن ثلاثين دقيقة من النشاط الجسدي يومياً هي المفتاح لخلق عادة ممارسة الرياضة، وينصحون الاهل في الوقت نفسه عدم الضغط على اولادهم لممارسة التمارين الرياضية، وإنما ادخالها ضمن برنامجهم اليومي بأسلوب ممتع وشيّق.

في هذا الاطار يقول احد الخبراء «إجعلوا من الاوقات المخصصة للرياضة لحظات مرح وتسلية ولعب. إرقصوا مع اطفالكم على نغمات الموسيقى وقوموا معاً بحركات التمدّد والتمطّط ورياضة المعدة. شجعوهم على استخدام الدراجة، وعلى الركض في المنتزه والتقاط اوراق الاشجار المتناثرة على الارض. شاركوهم في مختلف الالعاب، فذلك يجعل من الامر أكثر إمتاعاً، كما يعود على الطرفين بفوائد صحية».

 

• النشاطات الهادئة والهادفة: كالقراءة والرسم والتلوين والموسيقى، فهي تبعد الاحساس بالضجر، وتحد من التذمر والقلق عند الاولاد.

 

• الحفاظ على السلامة العامة: شجعوا اطفالكم على استخدام حزام الامان في السيارة، والخوذة في اثناء قيادة الدراجة.

لتحقيق هذا الهدف، كونوا اولاً المثل الصالح، ثم شجعوهم عن طريق تحميلهم المسؤولية كأن تطلبوا منهم تفقّد جميع الموجودين داخل السيارة والتأكد من أنهم يستخدمون حزام الامان.

 

• صحة الأسنان: صحيح ان طفلك قد اعتاد تنظيف اسنانه بنفسه، ولكنه على الأرجح لا يمنح هذه العملية الوقت الكافي. فهي قد لا تستغرق من وقته أكثر من ثلاثين ثانية، بينما المفروض ان يستمر التنظيف لمدة دقيقتين على الاقل.

لمساعدته في العناية بأسنانه، أسمعي طفلك اغنيته المفضلة وشجعيه على مواصلة عملية التنظيف طوال فترة الأغنية. من جهة اخرى، تأكدي من انه يضع الكمية الصحيحة من معجون الاسنان على الفرشاة (يجب ألا تزيد عن حبة الحمص الصغيرة).

 

• تكوين عادات غذائية صحيحة: شجعي طفلك على تناول الفاكهة والخضار، وذلك بالإكثار منها في اطباق جميع افراد العــائلــة المجتمـعيـــن حـــول المائـدة.

دعيه ايضاً يرافقك في اثناء التسوّق واسمحي له بانتقاء ما يشتهيه من فاكهة وخضار لأن ذلك يشجعه على تناولها.

اطلبي من طفلتك مساعدتك في تحضير عصير الفاكهة لجميع افراد العائلة، واستمتعوا بتناولها معاً.

 

• نظافة اليدين: غسل اليدين باستمرار يقلل من امكان إلتقاط الجراثيم. التقنية الأفضل هي فرك اليدين بالصابون والمياه الساخنة لمدة عشرين ثانية، ومن ثم غسل اليدين بالمياه.

لتشجيع طفلك على هذه الخطوة، يمكن استخدام الصابون الخاص بالاطفال المعطّر برائحة الفاكهة. يمكنك ايضاً خلق روح المنافسة بين الاولاد كأن تسأليهم بأسلوب مشجّع «من سيسبق الآخرين في غسل يديه؟».

 

• قبول المظهر الخارجي: تشير دراسة لجامعة هارفرد ان حوالى نصف الفتيات وثلث الصبيان في عمر يراوح ما بين 8 و10 سنوات غير راضين عن مظهرهم الخارجي. فالفتيات يرغبن بجسم نحيل، والفتيان يريدون عضلات قوية وجسماً أكثر إمتلاءً.

ساعدي طفلك في تكوين نظرة ايجابية عن مظهره الخارجي، لأن النظرة السلبية قد تؤثر على نظام غذائه. شجعيه بعدم انتقاد مظهرك الخاص او مظهر الآخرين، وفي المقابل تحدثي عن نفسك بإيجابية كأن تؤكدي كم تشعرين بليونة جسدية منذ باشرت تمارين المشي.

يمكنك ايضاً أن تركّزي على مصدر الطاقة في جسم الطفل بدلاً من شكله الخارجي، كأن تبدي اعجابك بالمرونـة والخفّـة اللذين ابداهما طفلك في اثناء قيادته الدراجة او خلال الركض في الحديقة.

اخيراً، يذكّر الخبراء الاهل دائماً أنهم هم المثال الأعلى لأطفالهم، ويؤكدون لهم «إذا كنتم ترغبون في ان يكتسب صغاركم عادات حسنة ومفيدة، يجب ان تكونوا القدوة الصالحة لهم».