دراسات وأبحاث

العراق
إعداد: د. أحمد علو
عميد متقاعد

بلاد التاريخ والنخيل والطاقة

حضارة في مهب «داعش» ومصالح الدول

 

هو ما كان يعرف قديمًا ببلاد ما بين النهرين، أو بلاد الرافدين. موطن الحضارات التي أشرقت شمسها على الإنسانية. موطن السومريين والبابليين... أرض الشرائع الأولى والجنائن المعلقة والعجائب والأساطير...
العراق بلد الحضارات والفنون، هو أيضًا  أرض الثروات، والثورات، والمصالح التي جعلت الدماء تفيض أنهارًا أين منها الأساطير...


الموقع والأرض والسكان
يشغل العراق القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي، حيث يطل على الخليج العربي من جهته الشمالية بين إيران والكويت. تحدّه شمالًا تركيا، وشرقًا إيران، وغربًا سوريا، وتلامس حدوده في الغرب والجنوب الغربي، الأردن والمملكة العربية السعودية، وفي الجنوب الكويت.
بعد تقسيم الأراضي العربية التي كانت خاضعة للسلطنة العثمانية في معاهدة سيفر، وفرض الانتداب البريطاني على العراق، قامت عصبة الأمم بترسيم حدود العراق (1920) كما هي حاليًا. ويبلغ طول هذه الحدود 3809 كلم: 367 كلم مع تركيا، 1599 كلم مع إيران، 254 كلم مع الكويت، 811 كلم مع السعودية، 179 كلم مع الأردن، 599 كلم مع سوريا. أما حدوده البحرية على الخليج فتبلغ 58 كلم فقط.
العراق بلد شبه صحراوي، ويعدّ جزءًا من الصحراء العربية وبادية الشام اللتان تتداخلان في ما بينهما. يمرّ فيه نهران أساسيان، هما دجلة والفرات اللذان تحيط بهما سهول خصبة، وهما يلتقيان في البصرة، حيث يكوّنان مسطحًا مائيًا يعرف بشطّ العرب، ويصب في الخليج العربي. وتطلّ على هذين النهرين معظم مدن العراق الرئيسية مثل نينوى وبيجي وبغداد والرمادي والعمارة والناصرية والبصرة.
أما مسطح الأراضي العراقية فيتفاوت ارتفاعه ما بين الصفر على الخليج العربي و3611 م في جبل شيخا دار أو الخيمة السوداء، في المناطق الكردية (على الحدود العراقية – الإيرانية) شمال البلاد.
تبلغ مساحة العراق الإجمالية (مع المياه الإقليمية) وفق إحصاءات الحكومة العراقية في العام 2009 نحو 435.052 كم2، 38.7% منها هي صحارى. ويشتهر العراق بأشجار النخيل التي يبلغ عددها نحو 21 مليون شجرة.
أما عدد السكان فقدّر في تموز 2016 بنحو 38.146.025، وفق كتاب حقائق العالم. ويتألف الشعب العراقي من: العرب (75 - 80%)، الأكراد (15%)، التركمان والأشوريين وغيرهم (5%). ويعتبر الشعب العراقي اليوم من أكثر الشعوب نزوحًا عن أرضه وأكثرها طلبًا للجوء إلى دول أخرى بسبب النزاعات وسيطرة «داعش» على بعض المناطق وارتكابه المجازر الوحشية في حق السكان، خصوصًا المسيحيين منهم، والذين تناقص عددهم إلى النصف تقريبًا.
يدين 99% من الشعب العراقي بالإسلام، منهم نحو 60 - 65% من المذهب الشيعي الجعفري، ونحو 32 - 37% من المذاهب السنية المختلفة، وهناك أقليات من المسيحيين، واليهود والأزيديين، والبوذيين والهندوس وغيرهم.
يتكلّم الشعب العراقي اللغة العربية بنسبة كبيرة وشبه مطلقة، وهي اللغة الرسمية في البلاد، وقد أصبحت اللغة الكردية لغة رسمية ثانية وبخاصة في إقليم كردستان بعد إعلان الحكم الذاتي في هذا الإقليم. وهناك أقليات تتكلم بلهجات محلية مثل التركمانيــــة والأشوريــــة الكلدانيــــة (الآرامية الجديدة).

 

الثروة النفطية
العراق عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبيك OPEC وقد بلغ انتاجه في العام 2014 نحو 3.368 مليون برميل يوميًا، وفق تقديرات «كتاب حقائق العالم». واحتل بذلك المركز السابع في العالم من حيث الإنتاج الذي كان يصدّر منه في ذلك العام نحو 2.4 مليون برميل يوميًا (المركز السادس في العالم في كمية التصدير).
كما بلغ احتياطي النفط العراقي المؤكد وفق الكتاب ذاته، نحو 144.2 مليار برميل (تقديرات مطلع العام 2015)، مما يجعله خامس أكبر احتياط نفطي معروف في العالم.
ويتوقع البعض أن يفوق الاحتياطي في العراق نظيره في دول الخليج، بعد متابعة أعمال البحث والتنقيب في الأراضي العراقية التي لم تعرف بعد مسحًا جيولوجيًّا كاملًا، وذلك بسبب الحروب المتتالية منذ ثمانينيات القرن العشرين، ما حال دون استخدام التقنيات الحديثة في التنقيب.
يتركّز الجزء الأعظم من الاحتياطي النفطي العراقي في الجنوب، أي في محافظة البصرة حيث يوجد 15 حقلًا، منها عشرة حقول منتجة وخمسة ما زالت تنتظر التطوير والإنتاج. وتحتوي هذه الحقول احتياطًا نفطيًا يقدّر بأكثر من 65 مليار برميل، أي ما نسبته 45% تقريبًا من إجمالي الاحتياطي النفطي العراقي. ويقدّر الاحتياطي النفطي لمحافظات البصرة وميسان وذي قار مجتمعة بـثمانين مليار برميل (60% تقريبًا من مجموع الاحتياطي العراقي). أما بالنسبة إلى وسط البلاد وشمالها، فيقدّر الاحتياطي النفطي الموجود في كركوك بنحو 13 مليار برميل (10% من إجمالي الاحتياطي العراقي).
كذلك يمتلك العراق احتياطًا من الغاز الطبيعي قدّره «كتاب حقائق العالم» بنحو 3.158 تريليون م3 للعام 2014، وبذلك يحتل العراق المركز 12 على مستوى العالم في احتياطي الغاز.

 

لاقتصاد العراقي
بلغ الناتج المحلي الإجمالي في العام 2015 نحو 544.1 مليار دولار. وقد توزّع الدخل على القطاعات الرئيسة للإنتاج كما يأتي:
- الزراعة: 5.3% من الدخل القومي، ويعمل فيها نحو 21.6% من القوة العاملة. ويعتمد هذا القطاع على إنتاج القمح والشعير والأرز والتمور والخضار وتربية الماشية والدواجن.
- الصناعة: تشكل 48.8% من الدخل، ويعمل فيها نحو 18.6% من القوة العاملة. وتعتمد على إنتاج المواد البترولية والكيميائية وتصنيعها، وصناعة النسيج، والجلود ومواد البناء، والمواد الغذائية التحويلية والأسمدة، وكذلك الصناعات المعدنية التجميعية.
- الخدمات: تؤمن 45.9% من الدخل، ويعمل في هذا القطاع نحو 59.8% من القوة العاملة العراقية. وقد بلغ حجم هذه القوة في العام 2010 نحو 9 ملايين فرد. وبلغت نسبة البطالة في العام 2012 نحو 16%، كما اعتبر 25% من السكان تحت خط الفقر في العام 2008.

 

العراق في التاريخ الحديث
في القرن السادس عشر، سيطرت الإمبراطورية العثمانية على العراق، الذي كانت أراضيه وفي معظم فترة حكمها (1533 – 1918) مسرحًا لصراع بين الإمبراطوريات المتنافسة والتحالفات القبلية.
وقد كان العراق اعتبارًا من العام 1508 تحت سيطرة الصفويين من بلاد فارس الذين فقدوه تدريجًا بين 1514 و1533، ولكنهم عادوا إليه بين 1623 و1638.
بحلول القرن السابع عشر، كانت النزاعات المتكررة مع الصفويين قد استنزفت قوة الدولة العثمانية وأضعفت سيطرتها على ولاياتها. وخلال الفترة الممتدة بين 1747 و1831، حكم العراق ضباط مماليك من أصل شركسي نجحوا في الحصول على حكم ذاتي من الباب العالي العثماني، وقد قمعوا الثورات القبلية، وحدّوا من سلطة الإنكشارية واستعادوا النظام، وقدّموا برنامجًا لتحديث الاقتصاد والنظام العسكري.
في العام 1831، نجح العثمانيون في الإطاحة بنظام الحكم المملوكي وفرضوا سيطرتهم المباشرة على العراق والتي استمرت حتى الحرب العالمية الأولى التي وقفوا خلالها إلى جانب ألمانيا ودول المحور.
وبعد إعلان الحرب، نزلت قوات الحملة البريطانية في رأس الخليج العربي، ودخلت البصرة، ثم بغداد، لكن الموصل بقيت تحت سيطرة العثمانيين حتى توقيع اتفاقية «مودروس» لنزع السلاح (30 تشرين الأول 1918)، والتي وضعت نهاية للحرب.
 

العراق بعد انتهاء الحرب الأولى
بعد انتهاء الحرب، منحت عصبة الأمم ولايات سوريا ولبنان لفرنسا وولايات بلاد الرافدين (وهي بغداد والبصرة والموصل) وفلسطين (قسمت في ما بعد إلى منطقتين: فلسطين وشرق الأردن)، للمملكة المتحدة. وفي 11 تشرين الثاني 1920، أصبح العراق تحت الانتداب البريطاني.
قام الأمير فيصل الأول إبن الشريف حسين الذي قاد الثورة العربية في العام 1916، بتأسيس حكومة عربية في دمشق ونصّب نفسه ملكًا على سوريا. في هذه الأثناء التقت مجموعة من العراقيين بفيصل لتنصيب الأمير عبد الله (الأخ الأكبر لفيصل) ملكًا على العراق. وتحت تأثير ثورة دير الزور (1919 و1920) والشعور الوطني في العراق، بدأت الثورة المعروفة بثورة العشرين في الرميثة في الفرات الأوسط، وقد نالت تلك الثورة تأييدًا وطنيًا في مناطق العشائر في الفرات الأوسط وشمال العراق. وفي صيف 1920 انتشرت هذه الثورة في معظم أنحاء البلاد ما عدا المدن الكبيرة، مثل الموصل وبغداد والبصرة، حيث كانت تتمركز القطعات العسكرية البريطانية.
في تموز العام 1920 نشب خلاف بين فيصل والسلطات الفرنسية حول حكم سوريا، أدى إلى معركة ميسلون، ومن ثم نفي فيصل من سوريا. أخمد البريطانيون الثورة العراقية بالقوة، وعلى الرغم من ذلك تمت المصالحة وتسوية الخلافات بين الطرفين، علمًا أن الوطنيين ظلوا يطالبون بالاستقلال.
في العام 1921 عرضت بريطانيا على فيصل عرش العراق وتشكيل حكومة عربية تعمل تحت وصاية الانتداب البريطاني، ولكن فيصل اقترح استبدال الانتداب بمعاهدة تحالف، قبلت بها الحكومة البريطانية، ووعد ونستون تشرتشل، الذي كان وقتئذٍ وزير المستعمرات، بتنفيذها.
في 11 تموز من العام 1921 اصدرت هذه الحكومة قرارًا أعلنت فيه فيصل ملكًا على العراق، على أن تكون حكومته دستورية ديموقراطية ممثلة لكل أبناء الشعب. وقد أقرّ الاستفتاء هذا الإعلان، وتوّج فيصل رسميًا ملكًا على العراق في 23 آب 1921.
 

تأسيس دولة العراق
تأسس العراق من ولايات بغداد والبصرة والموصل العثمانية السابقة. وفي العام 1926، تم التصويت في مناطق ولاية الموصل الشمالية، على البقاء ضمن العراق، التي كان الأتراك لا يكفّون عن المطالبة بها منذ العام 1918، وحتى عقد معاهدة لوزان حين اعترفت تركيا رسميًا بأنّ ولاية الموصل جزء من العراق، وكفّت عن المطالبة بها.
عقدت معاهدات متوالية بين العراق والمملكة المتحدة وأقرت احداها (1930) «تأسيس تحالف قوي بين الطرفين يقضي بالتشاور التام والصريح بينهما في جميع الأمور التي تخص السياسة الخارجية، والتي قد تؤثر على مصالحهما المشتركة». لذا منحت المملكة المتحدة مواقع لقواعد عسكرية جوية لقواتها قرب البصرة وفي الحبانية قرب الفرات، على أن لا تشكّل «بأي حال من الأحوال قوة احتلال، وأي خرق للحقوق السيادية للعراق».
منحت بريطانيا الاستقلال للعراق في العام 1932، بناء على إلحاح الملك فيصل، على الرغم من الإبقاء على القواعد العسكرية البريطانية وحقوق العبور لقواتها.
بعد وفاة الملك فيصل الأول في العام 1933، حكم الملك غازي، حتى وفاته في العام 1939. تولّى الحكم بعد غازي ابنه القاصر فيصل الثاني، وكان وليّ العهد عبد الإله وصيًا عليه.
في 1 نيسان 1941، قام رشيد عالي الكيلاني بانقلاب على حكومة ولي العهد عبد الإله، فقامت المملكة المتحدة بغزو العراق واستعادت الملكية خوفًا من أن تقوم حكومة الكيلاني بوقف إمدادات النفط إلى الدول الغربية بسبب صلاته بإلمانيا النازية. بدأت الحرب في 2 أيار وانتهت بالتوقيع على الهدنة في 31 أيار، ثم أعيدت حكومة النظام الملكي الهاشمي السابقة، وبقي الاحتلال العسكري البريطاني حتى 26 تشرين الأول من العام 1947.
وفي الخمسيـنيات من القرن الماضي أصبح العراق جزءًا من حلف بغداد الذي أقامته الولايات المتحدة على الحدود الجنوبية بوجه الاتحاد السوفياتي السابق.
استمر الحكم الملكـي الهاشمي حتى العام 1958، عندمـا أطاح به انقلاب قام به الجيش العراقي، والمعـروف باسـم «ثورة 14 تموز» على يدي العمـيد عبـد الكريم قاسم الذي أعلن انسحاب العراق من حلف بغـداد، وأقام علاقات ودية مع الاتحاد السوفياتي.
واستمرت حكومة قاسم حتى انقلاب شباط 1963، الذي قام به العقيد عبد السلام عارف. مات عبد السلام عارف في العام 1966 وتولّى الرئاسة بعده شقيقه عبد الرحمن عارف، الذي أطاح به الفريق احمد حسن البكر بانقلاب عسكري في 17 تموز من العام 1968، وذلك بالتحالف مع حزب البعث العربي الاشتراكي.
في العام 1979، تولّى صدام حسين السلطة وأصبح رئيسًا للعراق بعد الإطاحة بصديقه المقرب وزعيم حزبه أحمد حسن البكر (حزب البعث)، وبعد قتل منافسيه أو اعتقالهم.
تغيّر الوضع السياسي في العراق بشكل كبير، وبخاصة بعد نجاح الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخميني، والتي أدت إلى قيام دولة ثيوقراطية مسلمة شيعية، الأمر الذي اعتبرته الحكومة العراقية تغييرًا خطيرًا، فالعراق لديه أيضًا غالبية شيعية، وتحكمه حكومة صدام حسين التي كانت تعدّ من بين أنظمة الدول العربية العلمانية، ولكنها كانت تضطهد المكون الشيعي «الأكبر بين مكونات المجتمع العراقي غير العلماني».

 

حرب الخليج الأولى
بعد نجاح الثورة الإيرانية، انقسم الشارع الشيعي العراقي ما بين مؤيد للحكم ومعارض له. وفي العام 1980، ادعى صدام حسين أن القوات الإيرانية تحاول الاطاحة بحكومته، فعمد إلى شن الحرب على إيران في نهاية ذلك العام.
استمرت الحرب سجالًا بين الطرفين حتى انتهت في العام 1988، وقد قتل خلالها ما بين نصف مليون و1.5 مليون شخص من الجانبين، اللذين خسرا مقدرات هائلة من الموارد.

 

حرب الخليج الثانية
استمرت من 17 كانون الثاني إلى 28 شباط 1991، وهي حرب شنتها قوات التحالف الدولية المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق بعد احتلاله الكويت، وقد سميت هذه الحرب أيضًا عملية «عاصفة الصحراء» أو «حرب تحرير الكويت».

 

... والثالثة
في 20 آذار 2003، هاجمت الولايات المتحدة العراق بدعم من قوات التحالف الدولية، وكان السبب المعلن فشل العراق في التخلي عن برنامجه لتطوير الأسلحة النووية والكيميائية، ما يمثّل انتهاكًا لقرار الأمم المتحدة الرقم 687. وقد بررت الولايات المتحدة حربها على العراق بأنه كان يمتلك أو يطور أسلحة الدمار الشامل، وبالرغبة في التخلص من ديكتاتور ظالم في السلطة وإرساء دعائم الديمقراطية.
أنشأت سلطة التحالف المؤقتة إدارة لحكم العراق برئاسة الحاكم المدني الأميركي بول بريمر. نقلت السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة في حزيران 2004 ليكون غازي عجيل الياور أول رئيس للعراق بعد الاحتلال، ونصّب إياد علاوي رئيسًا للوزراء، ثم انتخبت حكومة دائمة في تشرين الأول 2005.
في المقابل، بدأ تنظيم القاعدة بترسيخ أقدامه في البلاد، مستفيدًا من النزعة الوطنية في مقاومة الاحتلال.
وخلال العامين 2006 و2007، تمّ إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وكبار معاونيه، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
حدثت خلال هذه الفترة أعمال عنف طائفية أدت إلى عمليات تطهير عرقي ومذهبي متبادل سني - شيعي، كما وقع العديد من الهجمات على الأقليات العرقية مثل الأزيديين والمندائيين والآشوريين المسيحيين وغيرهم، ما دفــع إلى زيـادة عديــد القـوات الأميركية للتعامل مع ارتفاع درجــة العنف وتحسين الوضع الأمني في أوائل 2007.
في 29 حزيران 2009، انسحبت القوات الأميركية رسميًا من شوارع بغداد، وفق اتفاق أمني وقّعه الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش مع العراق والمعروف باسم اتفاقية وضع القوات.
وتضمّن الاتفاق، من بين أمور أخرى، انسحاب القـوات الأميركية من المدن العراقية بحلول 30 حزيران 2009، وبمغادرة البلاد نهائيًا في 31 كانون الأول 2011.

 

التقسيمات الإدارية
يتكون العراق من 18 محافظة، من ضمنها إقليم واحد هو إقليم كردستان - العراق والذي يشمل محافظات أربيل، دهوك، السليمانية، ولهذا الاقليم حكومته الخاصة وكذلك قواته الرسمية الخاصة (البشمركة).
تتفاوت المحافظات العراقية من حيث المساحة والموارد والسكان، مع العلم أن الاحتلال الأميركي للعراق وما نتج عنه من تداعيات، أدى إلى إحداث عمليات فرز عرقي ومذهبي بين السكان، ونزوح وهجرة عدد كبير من سكانه إلى الخارج.

 

النظام السياسي
عرّف الدستور الحالي العراق على أنه دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري، نيابي، برلماني، ديمقراطي وأنّ الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر أساسي للتشريع.
أقر الدستور الجديد في نهاية العام 2005 بغالبية 78?، لكن نسب التأييد كانت متفاوتة بين المناطق في البلاد. فهو حظي بتأييد ساحق بين الشيعة والأكراد، ولكن غالبية العرب السنة، رفضته. وأجريت في البلاد انتخابات برلمانية وفق أحكام الدستور لانتخاب حكومة جديدة، فصوتت الغالبية الساحقة من المجموعات العرقية والدينية الأساسية الثلاث في العراق على أسس عرقية ومذهبية.

 

العراق وتحديات الحاضر
يعاني العراق اليوم كغيره من دول المنطقة لعنة الثروة والموارد (الطاقة)، ونار الصراعات الداخلية بين مكوناته السياسية والاجتماعية حول السلطة وتوزيع الموارد وطريقة ادارة الحكم، بالإضافة إلى تفشّي الفساد والفوضى. كما يعاني نار النزاعات والصراعات الاقليمية والدولية وتجاذباتها وأطماعها الاستراتيجية وتدخلاتها فوق ساحته، ما أدى إلى جعله مسرحًا للعبة الأمم، وساحة للإرهاب الدولي المتمثل في تنظيم القاعدة وافرازاته المحلية والإقليمية، وآخرها ما يعرف بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) التي أعلنت منتصف العام 2014، وهي تسعى إلى تقويض الدولة العراقية ودول المنطقة لبناء دولة الخلافة الإسلامية المزعومة، وذلك بأساليب دموية ارهابية وهمجية لا تمت إلى الإسلام والدين والحضارة بصلة. وتخوض الحكومة العراقية منذ مطلع العام 2015 وحتى اليوم (نهاية 2016) حربًا ضروسًا وناجحة لتطهير البلاد من سيطرة داعش وحلفائها، والقضاء على هذه الظاهرة الغريبة التي باتت تهدد دول المنطقة والعالم.
إنّ التحديات أمام العراق اليوم كبيرة وكثيرة، وبخاصة في لحظة تاريخية كونية ومخاضٍ دولي يشي بتشكّل عالم جديد، تتأرجح ملامحه ومعالمه ما بين عالم القطب الواحد ونظام عالمي متعدد الأقطاب. ولكنّ الإرادة الوطنية للشعب العراقي الواحد ومدى استجابتها للتغلب على هذه التحديات والمخاطر ستحدد مستقبل العراق ومصيره، وكذلك الأمر بالنسبة إلى عددٍ من دول المنطقة، وربما لأجيال قادمة...


المراجع:
- https://en.wikipedia.org/wiki/Iraq
- https://www.cia.gov/library/publications/Iraq.html
- www.theodora.com/
- en.wikipedia.org/wiki/Iraq
- ar.wikipedia.org/wiki/العراق