متقاعد يتذكر

العريف المتقاعد عطية العبود
إعداد: باسكال معوض بو مارون
تصوير: المجند الياس مرعب

في الجيش كنت أسعد رجل في العالم حوار

 

الاحترام وتنفيذ القانون وثبات المبادئ، هذا ما علّمه إياه الجيش اللبناني، الذي خدمه 35 سنة؛ دخله شاباً وغادره تاركاً قلبه معه. العريف المتقاعد عطية العبود من البترون يتحدث عن سنوات في مؤسسة لا زالت تملك حيزاً كبيراً من حياته وقلبه...

 

تاريخ ولادته المدوّن هو في العام 1924 الا أنه يعتبر أن الحقيقي كان في العام 1939 يوم انخرط في صفوف المؤسسة العسكرية، والتي كانت آنذاك لا تزال منضوية تحت لواء الجيش الفرنسي.
يتذكر العريف المتقاعد عطية العبود، مشاركته في استعراض عسكري في «قلب البلد» (ساحة البرج)، وذلك بمناسبة زيارة قام بها الجنرال شارل ديغول الى المنطقة.
كما يتذكر مشاركته في معركة المالكية وأحداث أخرى كثيرة. وهو يروي قصة رفع العلم اللبناني في فالوغا، محتفظاً لها في وجدانه بحيّز واسع. يقول:
في أحد الأيام وكنا في دورة تدريبية في منطقة فالوغا مع الفرنسيين حين قام المقدم جميل لحود بجمع فصيلة من الجنود اللبنانيين وصعد الى عين الصحة حيث تم رفع العلم اللبناني الجديد على أحد المباني... راح الجنود يصفقون، وعندما حاول أحد الفرنسيين نزع العلم، منعهم قائلاً: «نحنا لبنانيي وبس، ولبنان مقدس لجميع الطوايف، وبهمنا يتحرر الشعب اللبناني». ورفرف العلم وظل مرفوعاً وسط احتفال الناس الذين تجمعوا بعد أن ذاع الخبر في كل مكان.

ويتابع متذكراً:
كنت عنصراً في الفوج الأول، وتم نقلنا الى منطقتي اللبونة ورميش فعملنا ليل نهار كحرس للحدود، وبقينا في تلك المنطقة نحو سنة ونصف السنة، قمنا بأثنائها بشق الطريق من اللبونة الى الناقورة والتي لا تزال تستخدم كطريق رئيسية للمنطقة.
وخدم العبود في المدرسة الحربية وفي نادي الضباط في طرابلس، وأحيل الى التقاعد عام 1982 برتبة عريف.

وختم كلامه قائلاً:
كنت أنام على فرشة ووسادة من البلاّن وكنت أسعد رجل في العالم... وتلك الأيام الجميلة في الجيش لا تعوّض أبداً.