من هنا وهناك

العقيد توفيق يزبك و«غمام الانتظار»
إعداد: جان دارك أبي ياغي


برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بالعميد جورج قرقفي، وبدعوة من المجلس الثقافي في بلاد جبيل ومجلس الفكر، وقّع العقيد توفيق نعيم يزبك كتابه الجديد «غمام الانتظار» وذلك في احتفال أقيم في قاعة كنيسة السيدة – حصارات- جبيل، بحضور عدد كبير من الفاعليات السياسية والعسكرية والإجتماعية والثقافية وأهالي البلدة.
استهل الحفل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيبية لغانم عاصي، ثم ألقى العميد قرقفي كلمة قيادة الجيش ومما جاء فيها: «ليس غريبًا على جبيل بلاد الحرف الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، أن تكون للكلمة فيها الحصة الوافرة من اهتمامات أبنائها، وإبداعاتهم في الميادين شتى، فتلك الكلمة التي طالما حملوا لواءها على يد نخبة من مفكري لبنان وشعرائه وأدبائه، تتألق اليوم في كتاب «غمام الانتظار» للعقيد يزبك الذي أبى إلا أن يقتفي درب هؤلاء الكبار، ومنهم والده الشاعر الراحل، فكان اعتناقه رسالة الجندية ورسالة شعر في آن واحد، أشبه بلقاء الذات والوطن مع الوطن».
أضاف: «لقد أثبت العقيد يزبك عمق محبته للوطن وإخلاصه له، ليس من خلال مناقبيته العسكرية والجهود التي بذلها طوال خدمته في المؤسسة وحسب، بل أيضًا من خلال مؤلفاته الشعرية العديدة التي عبّر من خلالها وفي معظمها عن مدى عشقه لبنان، بتاريخه وحضاراته وتراثه ببلداته وقراه بجباله وسفوحه وشواطئه وقبل كل شيء بشعبه الأبي المعطاء، الذي صان الوطن على مر العصور، بالعرق والدم والإيمان، ليبقى سيدًا حرًا مستقلا ومنارة للإنسانية جمعاء».
ووجّهت رئيسة مجلس الفكر كلوديا شمعون أبي نادر تحية لراعي الاحتفال العماد قهوجي وتحية الى الجيش اللبناني البطل. وكانت كلمات للشعراء سليم أبي عبدالله، سليمان يوسف، ابراهيم شليطا الحواط، عماد الفغالي، وكلمة المجلس الثقافي ألقاها نمر نمر، شرب بعدها الجميع نخب المناسبة.
لماذا «غمام الإنتظار»؟ لأنّ في شعر صاحبه جرحًا عميقًا يشبه جراح الوطن. وإذا كان «القلب صاير بالوجع مغروس» فلأن الوطن يتوجّع والبلبل يغرّد «بين كومات الحطب». وهل بقي من لبنان الأخضر غير الحطب واليباس بعدما أكلت النار غابات صنوبره وسنديانه، وقضمت الكسارات خواصر جباله، من هنا الحنين إلى الماضي الجميل، ودعوة الغيم إلى البكاء «عالبيت العتيق، بلكي يا أيام الخوالي بترجعي وترجع الذكريات ل ترسم الحب على سطح القمر»، كما جاء في مقدمة الكتاب للعميد الركن إميل منذر.
ومن قلب الذكريات العتيقة يطل وجه الوالد نعيم الذي علّمه كيف يكون وفيًا لأمه ولأمته، فكان الإهداء إلى روحه التي تسكن وجدانه، وكلماته في ذاكرة الشاعر محفورة ترافقه أينما حلّ وارتحل.
إشارة إلى أن الكتاب يتضمن تحية إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، ورسالة شكر من اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج كان أرسلها إلى الشاعر العام 2005 عندما أهداه نسخة من كتابه.