هو وهي

العلاقات الزوجيّة بعد عمر طويل
إعداد: ريما سليم ضوميط

لا يموت الحب لكنّ غبار الإهمال يخفي وهجه
إليكم ما يعيد له البريق!

 


يخطىء الزوجان عندما يعتقدان أن زواجهما هو من المسلّمات، وأن علاقة الحب التي تجمع بينهما سوف تستمر إلى الأبد من دون بذل أي جهد لإبقاء الشعلة متأجّجة. وقد يتناسيا في زحمة الأشغال ومتطلّبات الحياة، أهميّة الرومانسية في حياتهما، ليستفيقا بعد سنوات طويلة من العيش معًا على فتور في المشاعر وركود في العلاقة الزوجيّة: فهل مات الحب؟

 

لا تستسلموا للمشاعر الفاترة
تؤكّد الإختصاصيّة في علم النفس، السيدة إنغريد القزّي أن الحب كأي علاقة إنسانيّة، بحاجة إلى الرعاية والإهتمام لكي ينمو وينضج. وتدعو الأزواج إلى عدم الإستسلام للمشاعر الفاترة مؤكّدة أن الحب لا يموت بمرور الزمن، وإنما هو يقبع تحت طبقة من غبار الإهمال، وما على الشريكين سوى نفض الغبار لكي يستعيد حبّهما بريقه.
وتقدّم السيدة القزّي في هذا الإطار بعض النصائح التي تعيد الرومانسية إلى حياة الزوجين، وتساعدهما في إعادة إحياء شغف اللقاء الأول في حياتهما اليوميّة بعد مرور سنوات طوال على زواجهما.
- حاولا أن تسرقا الوقت لإحياء شعلة الرومانسية بينكما، فهذا الأمر لا يغني علاقتكما وحسب، وإنما يعود عليكما بالفوائد الصحيّة أيضًا.
- إتفقا على يوم محدّد في كلّ أسبوع للخروج سويًّا في «موعد غرامي» تستمتعان خلاله برفقة بعضكما البعض بعيدًا عن هموم الحياة اليوميّة وضغوطاتها. لا تسمحا لأي عامل خارجي (عمل، أصدقاء، مواعيد طارئة...) بإفساد موعدكما.
ثابرا على التزام هذا الموعد بشكل دائم، وكيّفا جدول أعمالكما كي يتناسب معه، وليس العكس.

 

لمسات...
- أدخلا بعض اللمسات العاطفيّة في روتين حياتكما. تعانقا مساءً قبل الخلود إلى النوم، وكذلك في الصباح قبل مغادرة الفراش. فهذه الأمور الصغيرة تقوّي التواصل العاطفي. ولا ضير من الإسترسال في الاهتمام، كأن يقوم أحد الزوجين «بجلسة تدليك» للآخر في ختام يوم من العمل المضني، فهذا المجهود الإضافي البسيط ينقل رسائل إيجابية للشريك، ويزيل تعب النهار ورواسبه السلبيّة.
- فليعمل كلّ منكما على أن يكون جذّابًا في نظر الشريك. كوني مغرية، تخلّي عن البيجاما القطنيّة الفضفاضة، واستعيدي ملابس النوم الجريئة التي اعتدت ارتداءها في شهر العسل. إضحكي بدلال على النكات التي يرويها، والمسي يديه بنعومة. وأنت أيها الرجل، حافظ على بعض عناصر الرومانسية البسيطة كالزهور، الشوكولا الفاخر، الموسيقى الهادئة، التي تسعد المرأة من وقت الى آخر.

 

أحلام  الطفولة
- إسعيا إلى إعادة التواصل بينكما. فالإنسان في تغيّر مستمر، وكذلك هي رغباته وآماله وأحلامه. إجلسا معًا وتحدّثا عن أحلامكما المتغيّرة، فهذا يساعد كل منكما على فهم تصرّفات الآخر ودوافعه بشكل أفضل.
- فلينصت كل منكما، بين الحين والآخر، إلى صوت الطفل في داخله. إتبعا هذا الصوت بلا تردّد أو خجل! أنفضا الغبار عن الدراجات القديمة، وقوما بنزهة رياضيّة بعيدًا عن الشوارع المزدحمة. وإذا كنتما من محبّي الشاطىء، ستجدان متعة كبيرة في السير معًا على الرمل، والاستمتاع بهدير البحر وهوائه العليل. لمزيد من المغامرة، يمكنكما أن تقصدا المنتزه واللعب بالأراجيح، ولا بأس إن كنتما أضحوكة الآخرين لبعض الوقت!
  في جميع الأحوال، إحرصا على التصرّف بعفويّة، وكونا على سجيّتكما. اكتشفا هوايات يمكنكما القيام بها معًا، ولا تتردّدا في الشروع بها. أطلقا مشاعر الفرح والدهشة المكبوتة داخلكما، ولا تسمحا للعمر بأن يقف حاجزًا في طريق المرح واللهو، فالإنسان الذي لا يعيش الفرح لا يمكنه أن ينقله إلى الآخر.

 

شغف الأيام الخوالي
- أعيدا إلى علاقتكما الزوجيّة الحميمة شغف «الأيام الخوالي». فمن المعروف أن العلاقة الجنسيّة بين الزوجين تعاني ركودًا بعد سنوات طويلة من الزواج بسبب وقوعها في الروتين المملّ.
- أكسرا الروتين! تلذّذا بعشاء منزلي على ضوء الشموع، وخصّصا لهذه المناسبة العطر المثير والملابس الأنيقة، فأنتما تحتفلان بحبّكما، ومن الضروري أن تظهرا بحلّة الإحتفال كي تشعرا بسحر المناسبة.
- كخيار آخر، يمكنكما الاستمتاع معًا بمشاهدة فيلم رومانسي، في جلسة منزليّة هادئة. ومهما كان خياركما، المهم أن يشعر كل منكما بدفء الآخر وحنانه. تأمّلا مليًّا في عيني بعضكما البعض، وتبادلا كلمات الحب والغزل. لا تتردّدا في إطلاق العنان لمشاعركما كي تقودكما في لقاءاتكما الخاصة!
- استعيدا بين الحين والآخر متعة أيام الخطوبة. أشبكا الأيدي، وتمشّيا تحت ضوء القمر، أو تأمّلا الغروب معًا.  أرسلا إلى بعضكما رسائل حبّ قصيرة على الهاتف، وليفاجىء كل منكما شريكه بهديّة غير متوقّعة ومن دون أيّ مناسبة. وتذكّرا أن لبعض الهدايا ربح مشترك، كمثل بطاقات الدعوة لحضور حفل ما، أو بطاقات الإستمتاع بجلسة تدليك مشتركة، أو حتى بطاقات السفر لشخصين إذا سمحت الظروف.

 

مغامرات وذكريات
- لا تنسيا التعبير عن حبّكما شفهيًّا بشكل دائم، حتى ولو كان ذلك أمرًا بديهيًا بنظركما. لأن هذه العبارت تجدّد الحب، تحفّز العلاقة وتضفي مزيدًا من الرومانسية عليها.
- لا تمضيا أيام العطل في المنزل بل أعدّا مسبقًا مشروعًا للخروج. اختبرا بين الحين والآخر، متعة المغامرة معًا من خلال نشاط لم تختبراه مسبقًا، كأن تستأجرا درّاجة دفع رباعي (ATV) للقيام في نزهة في الجبال، أو أن تستأجرا مركبًا للهرب معًا في رحلة بين الأمواج. فالإنخراط في أنشطة جديدة يساعدكما على رؤية بعضكما البعض بمنظار جديد، واكتشاف قدرات جديدة لكل منكما والإعجاب بها.
- إعملا معًا على نبش ذكريات الماضي الجميل، فقد لا تكون علاقتكما بحاجة إلى  تذكير بسيط لتستعيد شرارتها. قوما بفتح الألبومات وتأمّلا في تلك الصور القديمة التي تحمل ذكريات وقوعكما في الحب. تذكّرا معًا الصفات التي جذبتكما إلى بعضكما البعض. ثم فكّرا مليًّا في لحظات المرح التي عشتماها معًا بعفويّة، واكتشفا معًا ما تفتقر إليه علاقتكما اليوم.

 

القطار ما زال في المحطّة
- فكّرا جدّيًا في السفر معًا لبضعة أيام في رحلة استجمام إذا كانت ظروفكما تسمح بذلك. وإذا تعذّر السفر، حاولا  حجز عطلة نهاية أسبوع رومانسيّة في مكان جميل، فأنتما بحاجة إلى قضاء بعض الوقت معًا بعيدًا عن جميع المؤثّرات الخارجيّة.
- حاولا عدم نسيان المناسبات الخاصة كعيد زواجكما وذكرى مولد كل منكما، وعيد الحب، إلخ... احتفلا بطريقة مميّزة. فالإحتفال لا يتيح لكما قضاء وقت ممتع فحسب، بل ينقل إلى الشريك أيضًا رسالة حبّ وتقدير.
- لا تفكّرا للحظة واحدة أن القطار قد فاتكما. فالحب لا يعترف بالعمر ولا بالوقت. انطلقا اليوم لا غدًا. احتفلا بحبّكما، واسعيا إلى تأكيده بجميع الطرق والوسائل. أعيدا الرونق إلى علاقتكما الزوجيّة، ولا تفوّتا مناسبة للبوح بالمشاعر الإيجابيّة.

 

في الختام...
في الختام، نتمنّى لكم دوام الحب والسعادة، وسلسلة رتب ورواتب جديدة تسهم في تغطية نفقات إشعال الغرام... وإلّا فليكيّف كلّ منّا وسائل تعبيره عن حبّه بما توافر وتيسّر. مشوار على «درب العين» قد يفي بالمطلوب أحيانًا، و«صحن تبّولة» أيضًا...