أمر اليوم

العماد سليمان في «أمر اليوم» بمناسبة عيد المقاومة والتحرير:

بالوحدة الوطنية نحافظ على انجاز التحرير

 

بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في 14 أيار 2006، وجّه قائد الجيش العماد ميشال سليمان إلى العسكريين «أمر اليوم» الآتي نصه.

 

أيها العسكريون
ست سنوات مضت على محطة تاريخية هامة من مسيرة الوطن، تمثلت بتحرير القسم الأكبر من أرضنا المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي، وبدحر العدو الإسرائيلي الذي لا يزال يمعن في ممارسة اعتداءاته وانتهاكاته للأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية.
إن هذا الإنجاز المشرّف الذي تحقق بفضل تضحيات المقاومة، وصمود الجيش والتفاف المواطنين حولهما، قد أعاد للوطن صورته الزاهية وموقعه المميز على الخارطتين الإقليمية والدولية، وعزز ثقة الشعب اللبناني بقدرته على الصمود والانتصار أياً تكن الأخطار والتحديات.

 

أيها العسكريون
ثقوا بأن الحفاظ على إنجاز التحرير ومكتسباته إنما يتمّ من خلال الوحدة الوطنية، التي بدورها لا يمكن أن تتحقق إلاّ من خلال الإرادة الوطنية الجامعة، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والآنية والذاتية. والطريق الأسلم لتثبيت هذه الإرادة، هو الإيمان برسالة لبنان القائمة على الوحدة في التنوع، والالتزام بمبدأ الولاء الوطني، والتمسك بقيم النظام الديمقراطي القائم على العدالة والحرية وحقوق الإنسان، بحيث يشارك جميع أبناء الوطن بالتكافل والتضامن، في تقاسم أعباء بنائه والنهوض به وصنع حاضره ومستقبله.

 

أيها العسكريون
وإذ نكرّم شهداء سقطوا في السنين الماضية، بعد تحديد هوية رفاتهم، دعا القدر كوكبة من القوات الجوية لتنضم إلى قافلة شهداء الجيش والمقاومة، وشهداء الوطن، وفي مقدّمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فالواجب يدعوكم إلى المزيد من الجهوزية العالية لمواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي لمخططاته، والوقوف صفاً واحداً في مقاومة الإرهاب الهادف إلى نشر الفوضى والإخلال باستقرار المجتمع، ومقاومة التعصب الطائفي ومشاريع الفتنة المتربصة شراً بوحدتنا، ومقاومة التدخل السياسي حفاظاً على قوة المؤسسة ومناعتها، ومقاومة الفساد ومنعه من التسلل إلى النفوس لأنه نقيض مبادئنا وقيمنا العسكرية. بذلك تحافظون على ثقة مواطنيكم، وتثبتون أنكم حصن وحدتهم وحماة إرادتهم، وملاذهم الآمن في أوقات الشدائد والملمات.