تكريم

العماد قهوجي في احتفال تكريم الضباط المتقاعدين الجيش يخوض حربًا شاملة على الإرهاب وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم
إعداد: ريما سليم ضوميط

أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «الجيش يخوض حربًا شاملة على الإرهاب، ولن تتوقف أجهزتنا عند انتقادات أو حملات أو صواريخ أو عبوات، بل هي ستواصل عملها الذي باشرته يوم بدأ الإرهاب يضرب عائلاتنا وبيوتنا وقرانا ومدننا».
جاء حديث القائد خلال حفل تكريم للضباط المتقاعدين، أقيم في اليرزة لمناسبة الذكرى الثامنة والستين لتأسيس الجيش، وحضره إلى جانب القائد، رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان وعدد من كبار ضباط القيادة، إلى حشد من الضباط المتقاعدين.

 

كلمة قائد الجيش
«رفاق السلاح
أيها الحضور الكريم

نلتقي سنويًا نحن وإيّاكم، أنتم رفاق السلاح الذين خدمتم وتخدمون الوطن أينما كنتم. وقد كُتب علينا اليوم أن نجتمع ونحن نعيش أزمات مصيرية، تهدّد وحدة لبنان ومستقبله. لقد تمكّنا في ما مضى من تجاوز التحدّيات، على الرغم من فداحة الخسائر التي لحقت بنا، وذهبت بخيرة شبابنا من ضباط وعسكريّين، ممّن شهدتم أنتم على تدرّجهم في الحياة العسكرية وإخلاصهم للجيش والوطن.
لكنّنا اليوم نواجه أكبر التّحديات التي واجهتها أيضًا أهمّ الدول العربية والغربية في عِقر دارها، وهو الإرهاب الذي يضرب أينما تُتاح له الفرصة.

 

أيها الرفاق
لقد واجه الجيش أكثر من مرّة خطر التنظيمات الأصولية، من الضنية إلى نهر البارد وجرود عرسال وعبرا، وألقى القبض على كثير من الخلايا التي كانت تخطّط لتحويل البلد ساحة حرب، إسوةً بما يحصل في الدول المجاورة. وقوّتنا أننا لم نكن وحدنا، بل كانت إلى جانبنا جميع فئات المجتمع اللبناني وطوائفه من دون تمييز، مسيحيّين وسُنة وشيعة ودروزًا. وباستثناء بعض أصوات النشاز التي تريد منا أن نكون لطرف من دون آخر، وَقف جميع قادة التيارات السياسية والمراجع الروحية، على الرغم من اختلافاتهم السياسية، إلى جانب الجيش في معركته لتجنيب لبنان خطر هذه التنظيمات.

 

الحرب على الإرهاب
اليوم أعلن من هنا، أن الجيش يخوض حربًا شاملة على الإرهاب، ولن تتوقف أجهزتنا عند انتقادات أو حملات أو صواريخ أو عبوات، بل هي ستواصل عملها الذي باشرته يوم بدأ الإرهاب يضرب عائلاتنا وبيوتنا وقرانا ومدننا.
ونقول بوضوح أكثر:
• أولًا: إن حربنا على الإرهاب، لا علاقة لها بأي خلاف سياسي أو حرب إعلامية يعيشها لبنان في هذه الفترة، ولا صلة لها بالإشاعات التي تُطلق من هنا أو هناك، بهدف زعزعة الإستقرار. وأؤكّد هنا أن القيادات السياسية المعنيّة التي نتواصل معها، تطّلع على عملنا الأمني والاستخباراتي، الذي كشف حتى الآن كثيرًا من الشبكات الإرهابية، ما جنّب البلد خضّاتٍ أمنية كبيرة.
• ثانيًا: إن الحرب على الإرهاب هي حرب دولية واقليمية وعربية، ونحن نتعاون مع أجهزة الإستخبارات الصديقة لملاحقة هذه الشبكات، وننسق معها على أعلى المستويات في صورة دورية من أجل سلامة اللبنانيين والرعايا الغربيين والعرب في لبنان.
• ثالثًا: توضيحًا للحقائق، إن الجيش يُلاحق منذ أشهر، خلية إرهابية تعمل على تفخيخ سيارات وإرسالها إلى مناطق سكنية، كانت سيارة الرويس إحداها. إلاّ أن الخطورة بحسب معلوماتنا الاستخباراتية، تؤكّد أن هذه الخلية لا تعدّ لاستهداف منطقة معينة أو طائفة معينة، بل هي تحضّر لبثّ الفتنة المذهبية عبر استهداف مناطق متنوّعة الاتجاهات الطائفية والسياسية. من هنا تبدو أهمية تضافر جهود الجميع، لمواجهة هذا الخطر، سياسيًا وقضائيًا وأمنيًا وإعلاميًا.


خطورة الوضع
لقد تحفّظنا كثيرًا عن الكلام حول هذا العمل الاستخباراتي كما هي عادة الجيش، ولا نريد التهويل على المواطنين، لكن آن الأوان اليوم لنضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم، ولنقول بوضوح ومسؤولية: إن الوضع خطر ويستلزم جهودًا استثنائية من جميع القيادات السياسية لمساندة الجيش في مهمّاته. وفي غمرة هذه المصاعب، لن ننسى بالتأكيد الخطر الدائم الذي يمثّله العدو الإسرائيلي على أرضنا وشعبنا ووحدتنا الوطنية، وهذا ما استدعى ويستدعي باستمرار بقاء وحداتنا العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، دفاعًا عن لبنان وحفاظًا على سيادته واستقلاله».

 

ثقة بدور المؤسسة
تخــلــلت الحفل كلمة لرابطــة قدمــاء القوى المسلحة اللبنانية ألقاهــا رئيس الأركان السابق اللواء الركن المتقاعــد شوقــي المصري، أشــاد فيها بــدور المؤسسة العسكــرية الإنقــاذي في ظل الخلافات السياسية المستحكمة، والظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، مــؤكّــدًا أن الرابطة تواكــب عن كثب مهمّات الجيش ولديها كامل الثقة بحكمة قيادتــه وإجراءاتها في التصدي للفتنة ومعالجة مختلف الأحداث الأمنية.