- En
- Fr
- عربي
عمليّة نوعيّة
الجيش يضرب خلف خطوط الإرهابيين فيدمّر لهم مركزًا بمَن فيه
نفّذت وحدة من قوات النخبة في الجيش عملية نوعيّة استباقية خلف خطوط المجموعات الإرهابية في جرود رأس بعلبك. العملية التي وُصفت إعلاميًا بـ«عملية قطع اليد»، نجحت في تحقيق أهدافها، وأكّدت مرة جديدة قدرة الجيش على المبادرة ومهاجمة الأهداف خلف خطوط العدو، عندما يرى حاجة لذلك.
عيوننا يقظة
قائد الجيش العماد قهوجي، أكَّد أنّ ما قام به العسكريون هو رسالة للقاصي والداني بأنَّ الجيش يمتلك الإرادة والقرار في هزيمة هذا العدو، وسنهزمه وسنمنعه من تحقيق أهدافه بتخريب بلدنا وإقامة إماراته ومشاريعه وإشاعة الفوضى والفتنة فيه.
وقال: عيوننا يقظة أكثر من أيّ وقت مضى... قلناها ونكرّرها اليوم... جيشنا قوي أكثر من أيّ وقت مضى، وأثبت أنّه من أكثر الجيوش تماسكًا وجدارة في قتال الإرهابيين، وهو يمتلك زمام المبادرة. وأضاف: لن نسمح للإرهاب بنسف بيتنا الداخلي أو بتهديد وحدة لبنان وأمنه واستقراره.
وإذ أكّد أن الجيش يمتلك المبادرة، وسيضرب الإرهابيين بكل قوّته وبحسب توقيته، أضاف: نحن لن نتركهم يأتون إلينا، بل سنلاحقهم وسنضربهم أينما وُجدوا، هذا هو قرارنا الذي اتّخذناه ولا رجعة عنه.
وجدّد العماد قهوجي التأكيد أن الجيش لن يترك كرة النار الإقليمية تتدحرج إلى لبنان، وسيواجه أيّ محاولة تهدف إلى إحياء مشاريع الفوضى والتفرقة والتقسيم، أو الإطاحة بصيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية.
وغداة العمليّة، تفقّد قائد الجيش العماد جان قهوجي، قيادة الفوج المجوقل، حيث التقى ضباطه وعسكرييه. وقد نوّه بجهوزية الفوج وكفاءة الوحدة التي نفّذت العملية النوعيّة، ضدّ المجموعة الإرهابية والقضاء عليها، مثنيًا على ما تميّز به عناصر هذه الوحدة من شجاعة وبسالة، وقدّم إليهم التعزية باستشهاد رفيقهم الجندي محمد السبسبي، متمنيًا للعسكريين الجرحى الشفاء العاجل.
تفاصيل العمليّة
بدأ التحضير لهذه الإغارة منذ مدّة، بحيث نفّذت عمليات استطلاع دقيقة، شملت المركز ومكانه والهدف من وجوده، والأسلحة المخزّنة فيه وعدد عناصره والمراكز الداعمة له، والطرقات المؤدّية إليه، وردّات الفعل المتوقّعة عند مهاجمته.
بعد ذلك، صدر القرار بمهاجمة الهدف الذي يشكّل، بسبب قربه من مراكز الجيش، مصدر تهديد لها، خصوصًا أنّه يقع على خط نار مباشر معها.
بدأ التخطيط لعملية إغارة صامتة في الفوج المجوقل، فالعمليات النوعيّة التي تستهدف مراكز للعدو داخل أراضيه وبعيدًا من نقاط المساندة، هي من اختصاص القوات الخاصّة.
رُسمت الخطة بكل أبعادها وعُرضت على قائد الجيش ومدير العمليات، وبعد عدة اجتماعات، تمّ تبنّي العملية النوعيّة الخاطفة والمدعومة بمساندة القوات الجويّة وسلاح المدفعية، ومجموعات أخرى من الفوج المجوقل.
في ساعة الصفر (السابعة من مساء 9 آذار 2016)، انطلقت وحدة من قوات النخبة من «وادي رافي» إلى خلف خطوط العدو، عبر مسلك مقرّر في الخطة المرسومة. وبعد اجتياز حوالى الكيلومترين، وصلت الوحدة إلى مسلك مزروع بالعبوات المموّهة والمربوطة إلى أسلاك رفيعة شفّافة تصعب ملاحظتها؛ لكنّ اليقظة والتحسّب لكل الاحتمالات مكّنا العناصر من تفكيك العبوات وبالتالي تمّ تأمين سلامة المرور.
قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي تولّى إعطاء أمر الهجوم، كان يشرف على العملية من غرفة العمليات العسكرية في قيادة الجيش في اليرزة مواكبًا تفاصيلها. كما كان قائد الفوج المجوقل على اتصال مباشر بالوحدة لإعطائها التعليمات.
تقدّموا...
مع صدور الأمر بالهجوم، تقدّم العسكريون الأبطال إلى النقطة المحدّدة، فجرى تطويق الهدف من جميع زواياه، ومن ثمّ فُتحت النار بشكل كثيف، ما أوقع الإرهابيين تحت وطأة الصدمة التي لم يتح لهم الاستفاقة منها؛ فقد اقتحمت القوة المهاجمة موقعهم بسرعة قياسية في ظلّ غطاء مدفعي وصاروخي كثيف، أمّنته القوات المساندة لمنع وصول أي تعزيز أو دعم إلى العدّو.
بالنّصر والسلامة
في غضون ربع ساعة وبعد اشتباك مع الإرهابيين، أدّى إلى تدمير مركزهم وسقوطهم بين قتيل وجريح، كانت الإغارة قد أدّت مهمّتها. سقط في أثناء الاشتباك شهيد للجيش وعدد من الجرحى الذين أصيبوا إصابات طفيفة.
انسحبت المجموعات تباعًا، تحت غطاء جوّي أمّنته مروحيّات الجيش، حيث توجّه العسكريون إلى أقرب منطقة آمنة، هناك كانت الآليات العسكرية جاهزة لنقلهم إلى المراكز العسكرية القريبة.