ورشة عمل

العمل الإحصائي في المنطقة العربية بين الواقع والمرتجى
إعداد: تريز منصور

نظّم مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني، في مقرّه في الريحانية، ورشة عمل تحت عنوان: العمل الإحصائي في المنطقة العربية. افتتحت الورشة في حضور القاضي رولان شرتوني ممثلًا وزير العدل القاضي سليم جريصاتي، العميد الركن شربل أبو خليل ممثلًا وزير الدفاع يعقوب رياض الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، مدير المركز العميد الركن فادي أبي فرّاج، وعدد كبير من المتخصّصين من عدة دول عربية (فلسطين، الجزائر، القاهرة، الأردن، سلطنة عمان، سوريا والعراق) إضافة إلى الضباط والإعلاميين.

 

الجلسة الافتتاحية
قدّمت المتحدثين في جلسة الافتتاح الإعلامية تانيا اسطفان. ثم كانت الكلمة لمدير المركز العميد الركن أبي فراج الذي قال، منذ بداية الخلق استخدم الإنسان طرائق ووسائل متعدّدة للتعرّف إلى العالم ولفهم مجريات الظواهر وآليات صوغ القوانين والنظريات وتحليلها، وربطها بالمنطق وبنتائج البيانات... واعتبر أن البيئة العربية بحاجة إلى تغيّرات جذرية لتطوير البحوث العلمية بغية إحداث نهضة تلبّي حاجات مجتمعاتها وتؤمّن تنّميتها على جميع الأصعدة...
كما تحدّثت مديرة الإحصاء المركزي الدكتورة مرال توتاليان، فاعتبرت أن ورشة العمل هذه هي فرصة كبيرة للتلاقي، تُسهم في تبادل الخبرات في مجال علم الإحصاء الذي نشأ مع نشوء الحضارات الأولى وأهميته ما زالت تزداد مع تقدّم العلوم والتقنيات والمناهج الموضوعية المعتمدة لاتخاذ القرارات ورسم السياسات ووضع الخطط التنموية والارشادية...
وأكدت توتاليان ضرورة المعرفة الصحيحة والشفافة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وتوفير البيانات الدقيقة لمتخذي القرارات، لإعداد الاستراتيجية الوطنية والسياسات الهادفة والفاعلة لتحقيق الرفاهية لأفراد المجتمع. كما أشارت إلى أن إدارة الإحصاء هي بصدد إعداد دراسات ميدانية حول البطالة والعمالة في لبنان، عَلى صعيد المحافظات والأقضية.
ثم تحدّث الأمين العام لاتحاد الإحصائيين العرب الدكتور غازي ابراهيم رحّو، فاعتبر أنّ تطور المجتمعات هو نتيجة استخدام أرقام البيانات الدقيقة والصحيحة، لرسم السياسات العلمية وصنع القرار.
ودعا إلى ضرورة توحيد البيانات ضمن سحابة واحدة I cloud، على أن يتمّ استخدام المعايير القياسية المتفق عليها بين هيئات الاستثمار العربية.
مدير عام المركز الاحصائي لدول الخليج العربية الدكتور صابر بن سعيد الحربي تحدّث عن مجموعة من النجاحات التي حققها علم الاحصاء في العالم العربي وساهمت بلا ريب في التنمية على المستوى الوطني في الدول العربية. فالتعدادات السكانية على سبيل المثال ساهمت في التخطيط لبرامج التعليم والصحة، هذا فضلًا عن وضع سياسات سكانية ملائمة في عدة دول...
كما تطرّق الدكتور الحربي إلى التحدّيات التي تواجه واقع الاحصاء العربي لمواكبة متطلبات العصر وأبرزها: نقص التمويل المخصّص للعمل الاحصائي، نقص في الكوادر البشرية، ضعف البنية التحتية المتعلقة بالتكنولوجيا، غياب التشريعات والأنظمة والقوانين الحديثة، نقص في قواعد البيانات التفاعلية، ضعف التواصل بين منتجي البيانات الإحصائية ومستخدميها وضعف القدرة على الاستجابة إلى الطلب المتزايد على البيانات.

 

جلسات العمل
تناولت جلسات العمل ثلاثة محاور وقد بحث المشاركون في المحور الأول «أهمية دور العمل الإحصائي في المجتمع والاقتصاد»، وركّزوا في المحور الثاني على «واقع العمل الإحصائي في المنطقة العربية في ظلّ ما يسمى بالبيانات الضخمة Big Data».
وفي المحور الثالث بحثوا في «كيفية الارتقاء بالعمل الإحصائي في المنطقة في ظلّ حاجات الاقتصاد الرقمي وتطوّر تكنولوجيا المعلوماتية والمعلومات».

 

التوصيات
في نهاية الورشة توصّل المشاركون إلى صياغة توصيات أخذت بعين الاعتبار خصوصية كل بلد وجاءت وفق الآتي:
1- تطوير القدرات الإحصائية والمؤسساتية بما يتوافق مع الممارسات الفضلى المعتمدة دوليًا ومع تطوّر العلوم الإحصائية.
2- تعزيز التعاون بين المراكز الإحصائية في الوطن العربي، وذلك عن طريق تبادل البيانات والخبرات.
3- الاستفادة من السحابات Cloudsالدولية للبيانات والمعلومات من خلال البيانات المفتوحة مع الحفاظ على سريّة البيانات الفردية والخصوصية.
4- تعزيز الوعي والثقافة الإحصائية في المنطقة العربية من خلال إقامة مساحات حوارية بين مستخدمي البيانات في القطاعين الحكومي والخاص.
5- الارتقاء بالعمل الإحصائي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطوير البنى التحتية لمعالجة البيانات.
6- توحيد مفاهيم ومصطلحات وتشريعات السجلات الإدارية في الدول العربية وارفاقها بآليات التطبيق الملزمة، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل بلد.
7- توفير التشريعات اللازمة لتنظيم العمل الإحصائي وتعزيز حوكمة القطاع وتحسين الولوج الى البيانات ونشرها بما يتوافق مع معايير الشفافية.
8- تحديث مناهج التعليم من خلال إدخال المواد الإحصائية إليها لكي تتماشى مع التطور التكنولوجي ومقتضيات الـ Big Data.
9- إيجاد مراكز استقطاب إحصائية HUBS للاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المضمار.

 

«إجراءات التحقيق القضائي» في ورشة عمل

ضمن إطار الهبة المقدّمة من الاتحاد الأوروبي لمصلحة الجيش اللبناني، أقيمت في كلّيّة فؤاد شهاب للقيادة والأركان ورشة عمل حول «إجراءات التحقيق القضائي»، بإشراف كلّ من الجنرال PELLEGRINI المكلّف من الاتحاد، والعقيد الركن جهاد مرعي من الكلية.
شارك في هذه الورشة التي استمرّت خمسة أيام، ضباط من الشرطة العسكرية ومن شرطة المناطق، وآخرون من مديرية المخابرات. وقد عرض المحاضر الفرنسي الرائد برنار راباكي في المحاضرات التي ألقاها دراسةً قانونية، تطرّق بعدها إلى موضوع إدارة الشؤون القضائية، فمواضيع البحث والمضبوطات والتوقيف الاحتياطي، ثمّ شرح تسلسل الإجراءات القضائية في التحقيق القضائي، وناقش مع الحاضرين عدّة مسائل أخرى وأعطاهم أمثلة عمليّة.