ملحق خاص: خليك مستعد لعدوك المستجد

العوافي يا وطن
إعداد: إلهام نصر تابت

مغاوير لبنان
العوافي يا لبنان، العوافي لأبنائك وبناتك المناضلين من مواقعهم كمسؤولين رسميين لمواجهة هذه المرحلة الرهيبة، وجعلها تمرّ بأقل ما يمكن من خسائر فيما تنوء دول كبرى تحت وطأة الكارثة.
العوافي لمن يصلون الليل بالنهار عاملين بكل ما أوتوا من قدرة وعلم ومسؤولية لمعالجة الأوضاع واجتراح الحلول، في بلدنا الرازح تحت ثقل تراكمات أنهكته، امتصّت مقدراته، سلبت موارده، فبات عاجزًا عاريًا في مواجهة الرياح العاتية.
العوافي للوزارات والإدارات والأجهزة التي آمنت أنّه لا يمكن إلا أن نواجه، فخاضت المعركة بالقليل القليل من الموارد، وبالكثير الكثير من العزم والجهد والدراسة والدقة.
العوافي يا لبنان، العوافي لأبنائك وبناتك الذين يقفون في الصف الأول للمواجهة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، ومن بعده في مستشفيات أخرى. العوافي لجميع المقيمين في قلب الخطر مشكلين طليعة المغاوير المندفعين لإنقاذ إخوتهم من وباء فتّاك اجتاح العالم وعجزت الأنظمة الصحية في الدول المتقدمة، الغنية، المجهّزة، عن كبح جماحه.
العوافي يا لبنان، العوافي لأبنائك وبناتك في الجيش وفي الأجهزة الأمنية الذين دعاهم الواجب لمواجهة عدو مستجد لم تتضمنه لائحة الأعداء الذين قارعوهم في السابق، فانبروا يلبّون النداء، موظفين قدراتهم وطاقاتهم ووعيهم في المواجهة.
العوافي يا لبنان، العوافي لأبنائك وبناتك المتطوعين لنقل المرضى، لطلاب الطب الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة ومع ذلك «شمّروا» عن زنودهم وانبروا لتقديم المساعدة، ولطلاب الهندسة والصناعيين الذين باشروا العمل لإنتاج مستلزمات طبية وأدوية نفتقر إليها محوّلين الأزمة إلى فرصة، وللذين لبّوا نداء الحاجة فتبرّعوا من أموالهم وبعضها فلس امرأة، أو «قجة» طفل، ليساعدوا في توفير مستلزمات الصمود في المرحلة القاسية.
العوافي يا لبنان، العوافي لأبنائك وبناتك الذين يتابعون العمل لتوفير الغذاء والمستلزمات الأساسية وهم ليسوا بمنأى عن الخطر. والعوافي للإعلاميين والإعلاميات الذين يخوضون بمسؤولية معركة التوعية وقد ثبت أنّ الوقاية هي العلاج. والعوافي أيضًا لمن لم يتأخروا في التجاوب مع الإجراءات والتدابير الاحترازية فلزموا منازلهم، ولمن تطوّعوا بإيصال المواد الغذائية والأدوية وسواها من حاجيات أساسية إلى منازل كثيرة.
نعيش مرحلة رهيبة بفعل هجمة وباء يهدّد باقتحام كل بيت إذا لم يلتزم كل منا دوره. كلنا مسؤول، كلنا جنود في هذه المعركة، ولا خيار لنا سوى المواجهة بكل ما نملك، وأهم أسلحتنا في هذه المعركة، الوعي والمسؤولية، وهي معركة لن تنتهي قريبًا، فالتوقعات العلمية تشير إلى أنّها مفتوحة.
لكن في النهاية ستنتهي هذه الأزمة، وسوف يسجّل التاريخ لأبناء لبنان وبناته معًا، أنّهم كانوا عنوان النخوة والتحدي في وجه عدو لم تعرف البشرية له مثيلًا.
بوركت كل الجهود التي تضافرت وتكاملت لتصنع شبكة أمان تحدّ من الخسائر، فحوّلت لبنان إلى فوج مغاوير.
العوافي يا لبنان، العوافي يا وطن.