احتفالات

الـ«يونيفيل» احتفلت بالذكرى الـ 40 لتأسيسها
إعداد: إعداد: تريز منصور

بيري: دعم الجيش دعم لاستقرار لبنان  

 

أحيت قوات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان الذكرى الأربعين لتأسيسها باحتفال، في مقرّها العام في الناقورة، حضره وزير الدفاع الإيرلندي بول كيو، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عزّ الدين، قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن خليل الجميّل ممثلًا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وقائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الجنرال مايكل بيري، وعدد من سفراء الدول المشاركة في القوة الدولية وفاعليات ديبلوماسية وعسكرية وأمنية وروحية وبلدية.

 

الاحتفال
بعد استعراض الجنرال بيري ثلّة من الوحدات المشاركة في قوات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان، جرى عرض تاريخي لأبرز المحطات في تاريخ هذه القوات بدءًا من تأسيس الـ«يونيفل» العام 1978 وصولًا إلى 19 آذار 2018. ثمّ وضع الجنرال بيري إكليلًا من الزهر على النصب الذي يخلّد ذكرى 312 جنديًا من حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، الذين سقطوا خلال خدمتهم في جنوب لبنان، كما وضع العميد الركن الجميّل إكليلين من الزهر باسم وزير الدفاع وقائد الجيش على النصب عينه. تلا ذلك دقيقة صمت، ثم رفع علم الـ«يونيفيل» والعلم اللبناني، وأعلام الدول المشاركة في البعثة. وتقديرًا لانجازاتهم، تمّ تقليد الضباط العاملين في المقر العام للـ«يونيفل»، وكذلك الذين انتهت فترة خدمتهم، أوسمة الأمم المتحدة لخدمة السلام.

 

الجنرال بيري
ولفت الجنرال بيري كلمته الى أن الاحتفال بذكرى تأسيس الـ«يونيفيل» دليل على التزام المجتمع الدولي والأمم المتحدة حيال الدولة اللبنانية وشعبها بعد 40 عامًا من عمليات حفظ السلام، لكنّه أيضًا تذكير بأن الحروب التي من الممكن أن تبدأ في أي لحظة، تتطلّب بعد اندلاعها أجيالًا للتوصّل الى حلٍّ دائم.
وأضاف: تنطلق رؤية الـ«يونيفل» من مبدأ الحفاظ على السلام الدائم في جنوب لبنان، علمًا أن دورها في العام 2018 يختلف كثيرًا عن دور البعثة التي بدأت منذ 40 عامًا، لناحية الحفاظ على السلام وحماية المدنيين وتعزيز قدرات الجيش اللبناني والعمل على وقف دائم لإطلاق النار. وأكدّ في هذا السياق أن جنوب لبنان يتمتع منذ العام 2006 بالهدوء النسبي، وقال: العامان الماضيان كانا الأفضل في منطقة عملياتنا إذ تعمل الـ«يونيفيل» يوميًا وعلى مدار السنة مع جميع الأطراف من أجل الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق وفي منطقة عملياتها. وقد سهّل هذا الهدوء نمو المجتمعات المدنية فشهدنا عودة الأنشطة إلى طبيعتها في منطقة العمليات، وتوافرت البيئة المؤاتية للتنمية الزراعية والاقتصادية والاستثمارية في الجنوب. وهذا ما يحدونا إلى الأمل بمستقبل ملؤه السلام، فتنمو المجتمعات وتزدهر وتصبح منيعة ضدّ فكرة العودة إلى الصراع.
وتابع الجنرال بيري قائلًا: ذكريات ماضي لبنان الأليم ما زالت في ذاكرة الجنوبيين، وبالتالي فإنّ المسؤولية المشتركة تحتّم علينا التعلّم من ماضينا، وبذل الجهود للبقاء على طريق السلام. سنعمل استباقيًا، ومن دون كلل، لمنع العودة إلى الصراع، وإلى دوامة خسارة الأرواح، وإلى الأيام المظلمة التي عشناها في الماضي. ولن نوفّر جهدًا لحماية المدنيين في منطقة العمليات، بغضّ النظر عن مصدر التهديد، ومن دون المسّ بدور الحكومة اللبنانية، المسؤولة الأولى والأخيرة عن حماية مواطنيها.
ونوّه بقدرة الجيش اللبناني على التطوّر والنموّ، مشيرًا الى أنّ المؤســسة العسكرية قد حازت الثقة والاحترام، وهي قادرة على حماية مواطنيها، وأنّ الـ«يونيفيل» ستواصل العمل من أجل هذا التطور، لأن دعم الجيش اللبناني هو دعم لاستقرار لبنان ولإحراز تقدّم نحو حلّ الصراع.
وأكّد الجنرال بيري أنّ جنود القوات الدولية كانوا ضيوفًا على مدى 40 عامًا في خدمة سكان جنوب لبنان، ولا أحد منهم يرغب في البقاء إلى ما لا نهاية، معتبرًا أنّ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 المعترف به من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والحكومة اللبنانية، هو الطريق الوحيد للسلام الدائم، ومن واجب الجميع العمل على تنفيذه، لتحقيق السلام الدائم للأجيال الحالية والمستقبلية في الجنوب.
وأخيرًا توجّه بالشكر إلى رجال حفظ السلام على جهودهم المستمرّة من أجل تنفيذ المهمات المطلوبة منهم، مثنيًا على التضحيات الجسام التي يقدمونها وعائلاتهم، داعيًا إياهم إلى الاستمرار في نهج التعاون والاحترام الذي اعتمدوه حيال المجتمعات التي يعيشون فيها.
كما وجّه تحيّة إكبار وتقدير لأرواح الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل السلام، واعدًا بألّا تذهب تضحياتهم سدى.

 

العميد الجميّل
ثم ألقى العميد الركن الجميّل كلمة أعرب فيها عن فخره لمشاركة الـ«يونيفيل» في احتفال الذكرى الأربعين لتأسيسها في جنوب لبنان، وقال: تميّزت قوات الـ«يونيفيل» بالكفاءة والمناقبية والانضباط والحرص على معاملة المواطنين الجنوبيين بكل وعي وتجرّد ومسؤولية، ومساعدتهم على إزالة الآثار التي خلّفتها الحروب المتعاقبة، من خلال المساهمة الفاعلة في العديد من المشاريع الانمائية، ما وطّد أواصر الثقة والطمأنينة في النفوس.
وتابع: إنّ مهمتكم الحساسة في جنوب لبنان مثال ناصع في القيم الحضارية والإنسانية التي تجمع بين لبنان والدول المنضوية تحت لواء قوات الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب. والجيش يثني على هذه المسيرة المشتركة ويؤكد التزامه الثابت قرارات الأمم المتحدة، ولا سيّما القرار 1701 بكامل مندرجاته، مع استعداده الدائم لجبه العدو الإسرائيلي وأطماعه في أرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية.
وأضاف: باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، أتقدّم بتحية ثناء وتقدير وسلام إلى شركاء الجيش في السلام، ضباط قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وجنودها، بقيادة الجنرال مايكل بيري، لجهودهم الدؤوبة، وأدائهم المميّز، وتعاونهم المسّتمر مع الجيش في سبيل توطيد مسيرة الأمن والاستقرار في الجنوب.
وأكّد العميد الركن الجميّل أنه من حقّنا جميعًا، أن نفخر بما وفّرناه لأهلنا في الجنوب من طمأنينة غالية أعقبت سنوات طوال من الحروب والخوف والقلق، معبّرًا عن أمله في أن تكون هذه المناسبة حافزًا لتجديد الانطلاقة بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق واعد.

 

تحيّة إلى الرفاق
أبرز اللحظات العاطفية في الحفل كانت تلك التي وجّهها إلى الرفاق الشهداء جون أوماهوني، وهو أحد قدامى جنود السلام الإيرلنديين، وقد فقد اثنين من زملائه أثناء هجوم على موكبهم في منطقة الطيري في 18 نيسان 1980، وأصيب خلال الهجوم بعدة رصاصات.

 

معرض في صور
في إطار النشاطات التي أقيمت احتفالًا بالذكرى، افتتح الجنرال بيري والعميد الجميّل معرضًا للصور الفوتوغرافية في صور، مهدى إلى «جميع أولئك الملتزمين تعزيز ثقافة السلام في جنوب لبنان»، وفق ما قال بيري، الذي أضاف، أنّ هذا المعرض يحاكي تفاصيل رحلة عايشها رجال الـ«يونيفيل» مع الجنوبيين لمدّة أربعة عقود، في سعي لإيجاد مستقبل أفضل، لجنوب لبنان.
تَسترجع صوَر المعرض الماضي الأليم الذي عاشه سكان الجنوب، وكذلك سعيهم إلى مستقبل واعد، إضافة إلى صور للمهمات الخطرة التي يقوم بها عناصر الـ«يونيفيل» في مجال نزع الألغام. كما تضمّن المعرض بعض الرسومات لتلامذة من خمسة وعشرين مدرسة في المنطقة، تعكس مفهومهم للسلام.