قواعد التغذية

الفريز
إعداد: جان دارك أبي ياغي

غني بالفيتامينات والمعادن


فاكهة الربيع المنعشة

 

زراعتها في خيم البلاستيك جعلت تلذذنا بها يمتد على مدار العام. لكن موسمها الطبيعي يأتي في عزّ الربيع.
الفريز ثمرة شهية طعمها مغرٍ وكذلك شكلها. منافعها عظيمة خصوصاً اذا لم تستعمل في زراعتها المواد الكيماوية.
أخذت نبتة الفريز اسم الضابط الفرنسي أنطوان فريزييه، الذي اكتشفها في الولايات المتحدة وأتى بها إلى فرنسا العام 1714.
الفريز بما يحتويه من مكونات غذائية وما يحمل من فوائد صحية في مقابلة مع الدكتورة برناديت منيّر (دكتوراه في التغذية).

* ما هي مكونات الفريز؟
- تعتبر ثمرة الفريز من الفاكهة المنعشة جداً نظراً الى غناها بالماء. وكل 100 غرام من الفريز تحتوي على 40 وحدة حرارية، 1% ألياف، 7% سكر، 0,5% دهنيات و0,7% بروتينات.
أما الفيتامينات الموجودة في الفريز فهي: A - B1 - B2 - B3 - B6 - K، والفيتامين C بنسبة كبيرة (63 ملغ). كما تحتوي هذه الفاكهة  على الأملاح المعدنية الضرورية للجسم وهي البوتاسيوم، الكالسيوم، الماغنيزيوم، الحديد، الزنك والنحاس.


* هل للفريز خصائص صحية؟
- الى جانب كونه منعشاً وقليل الوحدات الحرارية، يقوي الفريز المناعة ضدّ البكتيريا، ويفتح الشهية على الأكل، ويطهر ويزيل السموم من الجسم، وهو مسهل للمعدة ومدر للبول، كما انه يزيل الحمض البولي (Acide Urique).
لذلك ننصح الذين يتمتعون بصحة جيدة بتناول الفريز لتقوية المناعة لديهم، كما ننصح كل من يعاني أمراض القلب والشرايين وضغط الدم، والكبد والروماتيزم... أو إرهاقاً عقلياً أو جسدياً، بتناوله، كذلك الأشخاص الذين يعانون نقصاً في الأملاح المعدنية.


* هل ثمة أشخاص يجب ان يتحفظوا في تناول الفريز؟
- من يعانون الحساسية، أو مرضى الكلى أو عسر الهضم، عليهم استشارة الطبيب قبل تناول الفريز منعاً لأي عوارض جانبية قد يسببها لهم. أما مرضى السكري فيمكنهم تناول الفريز لأنه لا يحتوي على كمية كبيرة من السكر.
تجدر الإشارة الى أنه لا يجب إطعام الأطفال الفريز قبل بلوغهم عامهم الأول نظراً الى ضعف المناعة لديهم في هذا السن.


* ما الذي يجب مراعاته في شراء الفريز وحفظه وأكله؟
- عند شراء الفريز يجب اختيار الحبات الناضجة ذات اللون الأحمر البراق، والقشرة الخارجية النضرة، وهذه تعرف برائحتها الفواحة التي لا تقاوم.
ويمكن حفظ الفريز في سلة الشراء لمدة يومين على الأكثر في البراد، على أن يُخرج منه قبل نصف ساعة من تناوله كي يستعيد رائحته. وقبل تناوله مباشرة، ولكي نحافظ على طعمه وعلى الفيتامينات الموجودة فيه، نغسله تحت ضغط الماء الباردة من دون فركه أو نقعه.


* هل هناك طريقة معينة لزراعة الفريز؟
- من الأفضل زراعة الفريز باستعمال مواد عضوية (أي طبيعية) وليس كيماوية. ولكن هذا قليل ونادر، لأن الطريقة الثانية هي الأسرع لبيعه واستهلاكه قبل حلول الموسم.

 

عيد الفريز

كل ثاني أحد من شهر حزيران، هو عيد الفريز في مقاطعة "Plougastel-Daoulas" الفرنسية، مسقط رأس «مكتشف» هذه الثمرة، "Antoine Frézier". وفي هذه القرية متحف خاص بالفريز، حيث يمكننا مشاهدة مراحل تنظيفه وتطوّر تقنيات زراعته والخطوات المستقبلية لتحسين انتاجه.

 

متى بدأت زراعة الفريز؟ وأين؟

يؤكد العالم النباتي «دي كاندول» بأن تاريخ زراعة الفريز لا يعود الى أكثر من القرن الخامس عشر أو السادس عشر. أما العالم الزراعي «ج.كوريه» فيقول أن زراعته امتدت في القرن الرابع عشر، وكان معتبراً كنبات للزينة وان الملك شارل الخامس أمر بزراعته في حديقة اللوفر. غير أن المستندات التي اطلع عليها العالم «جورج غيبولت» تثبت ان زراعة الفريز كانت موجودة في القرن الرابع عشر وكانوا يزرعونه لثماره. أما في القرن السادس عشر فقد وجدوا اسمه مسجلاً في جداول الأطعمة في المطاعم.

 

للتجميل...

للفريز استعمالات جمالية، فهو خير منشّط لبشرة الوجه، ويمكن استعماله ك«ماسك» ليعطيها لوناً فاتحاً ولمحاربة التجاعيد والنمش.

 

أين الثمرة في حبة الفريز؟

ان الحبيبة الصفراء الناشئة في جانب القسم الأحمر من الفريز هو الثمرة. أما القسم الأحمر فهو - عملياً - جزء معدّل من الساق.

 

اكتشاف ثمرة الفريز (الفراولة)

لعبت الصدفة دوراً كبيراً في تكوين الفريز أو الفراولة كما نعرفها اليوم. فالعام 1714 رسل الضابط الفرنسي أنطوان فريزييه (ومن اسمه اشتقت كلمة فريز) الى سواحل أميركا الجنوبية لدراسة التحصينات العسكرية في تشيلي وبيرو. ومن هناك عاد حاملاً خمس نباتات أحد أنواع من الفريز الشيلية ليزرعها في مقاطعة بريتاني الفرنسية. هذه النباتات لم تحمل ثمراً، ولكنها لقحت أنواعاً أخرى استقدمت من ولاية فيرجينيا الاميركية فكانت هذه بداية الفريز التي نأكلها اليوم.