وقفة وفاء

الفنان بطرس فرحات قدّم أحد أعماله تحية لكل جندي أقل واجباتنا أن نظهر افتخار اللبنانيين بجيشهم
إعداد: ليال صقر

 

في لفتة معهودة، من قبل فنّاني لبنان، في محاولة لتقدير جهود المؤسسة العسكرية، كان الفنان بطرس فرحات واحداً من الذين أحبوا أن يذكروا المؤسسة العسكرية العريقة بشيء من الامتنان والتقدير.


تزيّن أعمال بطرس فرحات ومنحوتاته العديد من ساحات الكنائس والبلدات اللبنانية. ومن أبرز أعماله، ثلاثة تماثيل أمام كنيسة سيدة النجاة - جاج، تمثال قلب يسوع في بلدة حردين الشمالية، تمثال القديس شربل في جاج، حيث أعلن المكان مزاراً عاماً.
ووصلت أعماله الى فنزويلا حيث يشهد مذبح كنيسة مار شربل لفنّه.
قدّم الفنان بطرس فرحات للمؤسسة العسكرية واحداً من أجمل أعماله الفنية، وأهدى هذا العمل الى كل جندي على أرض الوطن. والتمثال الذي يزين مدخل ثكنة مغاوير البحر في عمشيت، كان الفنان قد بدأ تنفيذه في فترة المعارك التي دارت في نهر البارد.
فكرة المنحوتة الأساسية تدور حول حمل الجيش رايات الشرف والتضحية والوفاء متجسّدة بشجرة الأرز وأكاليل الغار وسنابل القمح.
حاول الفنان من خلال أعمدة ظاهرة في المنحوتة تجسيد فكرة أن الجيش يشكّل العمود الفقري للوطن وأنه بالتالي رمز صلابة الوطن وقوته. وقد تعمّد الفنان إبقاء الأعمدة من دون حدود، وذلك ليبرهن أنه لا حدود لشرف المؤسسة العسكرية ووفائها وتضحياتها. وأما قاعدة الشجرة فمثّلت الشعب الذي يحضن الجيش ويلتفّ حوله ويتكاتف معه في المحن والأفراح.
طول المنحوتة خمسة أمتار وهي من صخر التستا، وقد قدّم السيد ريمون قبريانوس الصخرة مجاناً للفنان بطرس فرحات عندما علم أن العمل سيقدّم للجيش اللبناني، وذلك عربون امتنان منه وتقدير لهذه المؤسسة.
استغرق العمل على المنحوتة ثلاثة أشهر، ويعتبر الفنان أن أقلّ واجب تجاه مؤسسة أثبتت منذ تأسيسها أنها أهلٌ لاحترام شعبها واعتزازه هو أعمال تعكس افتخار اللبنانيين بجيشهم والأمل الذي يعلّقه هؤلاء عليها.

 

تصوير:
فادي بيطار  
وصور من أرشيف الفنان بطرس فرحات