تخريج

الفوج المجوقل: تخريج دورتَين ومهمات إغاثة في عيون السيمان
إعداد: ندين البلعة

احتفل الفوج المجوقل بتخريج دورة المجوقل الحادية عشرة ودورة آمر حضيرة الثانية في ثكنته في غوسطا.
حضر الحفل العميد الركن جورج نادر قائد الفوج ممثلاً العماد قائد الجيش، ضباط من القيادة ومن مختلف الوحدات العسكرية، ذوو الشهيدَين اللذَين سُمِيَت الدورتان تيمّنًا بهما، وعدد كبير من أصدقاء الجيش وأهالي المتخرّجين.


التخريج والقَسم
إلى العلم... ثم وضع إكليل من الزهر على نصب شهداء الفوج على وقع معزوفة الشهداء أدتها ثلّة من موسيقى الجيش، وصرخة «فلنتذكّر شهداءنا» من قائد العرض، ليجيب المتخرّجون وعناصر الفوج ثلاثًا «لن ننساهم أبدًا»...
تقدّم من بعدها طليع دورة المجوقل الملازم الأول خالد العبّاس وأقسم: «أنا مجوقل في كل زمان ومكان، أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً دفاعًا عن علم بلادي وذودًا عن وطني لبنان»... وصرخ المتخرّجون: «والله العظيم». ثم طلب الإذن من العميد الركن نادر بتسمية الدورة «دورة العريف الشهيد داني حنّا»، وبدوره طلب طليع دورة آمر حضيرة تسميتها تيمّنًا بـ«العريف الشهيد محمد أيوب».

 

كلمة القائد
قائد الفوج سلّم الشهادات لمتخرّجي الدورتَين، ثم قدّم درعًا تذكاريّةً لكل من عائلتَي الشهيدَين وألقى كلمة العماد قائد الجيش الآتي نصّها:
«أراكم اليوم تقفون أمام علم البلاد، رافعي الرأس كما عادتكم، معتدّين بذواتكم، فخورين بإنهائكم مرحلةً أساسيةً في التدريب التخصّصي، الذي يخضع له عسكريو الفوج المجوقل في دورة المجوقل الحادية عشرة ودورة آمر حضيرة هي الثانية، وقد رافق فترة التدريب طقس عاصف وممطر ومثلج، فكنتم في معظم الأحيان تلتحفون سقف الخيم التي تمزّقها الرياح، وتفترشون الأرض الرطبة. وفي كل وقت، كانت الصواعق كما البرد القارس حليفكم لعشرة أسابيع خلت. لكنّ رداءة الطقس وقساوة التدريب تسهمان في صقل بنيتكم الجسدية والفكرية، وتنمّيان فيكم قوة الإرادة وصلابة الشكيمة، لنصل إلى إعداد مقاتلين شجعان، لا يهابون الصعاب مهما اشتدّت ولا ينحنون إلاّ لإسم الله العليّ ولروح الشهيد».
وتابع قائلاً: «لقد اخترتم لدورة المجوقل الحادية عشرة، إسم العريف الشهيد داني حنا، وهو ربيب بيت نشأ على الشهادة والإقدام، من منطقة أعطت للجيش والوطن خيرة أبنائها وصفوتهم، واخترتم لدورة آمر حضيرة الثانية، اسم العريف الشهيد محمد أيوب، وهو أيضًا ابن البقاع الرحب، وتربى على الشرف والتضحية في بيتٍ عسكري معطاء، ولا عجب في ذلك، فنحن لأرواح شهدائنا أبدًا مخلصون، ننحني لذكراهم ما دامت أرواحنا تسكن الأجساد».
وقال: «إن قيادتكم لم تقصّر يومًا في تزويدكم أحدث العتاد والسلاح والتكنولوجيا، وهي تتوسّل فيكم نخبة الوحدات المقاتلة، فكونوا رجال الوطن الأشدّاء، وكما كنتم دائمًا جاهزين بالفكر والجسد لتنفيذ أي مهمّة في أي وقت وعلى أي بقعة من أرض الوطن الحبيب، من العديسة حتى وادي خالد ومن جرود عرسال حتى حدودنا الإقليميّة في مياه المتوسط، لا نفرّط بحبّةٍ من ترابه ولا بنقطة من مياهه، لنحمي شعبه الطيب، الذي لم يتوانَ يومًا عن إشعارنا بأنّه الحضن الدافئ للجيش، والقلب المحبّ الذي يتّسع لأبناء الشرف والتضحية والوفاء، فنحن لهذا الشعب الأبي، لا يُستثنى منه شخص واحد، وبكلّ ما أوتينا من عزمٍ وقوة وصلابة، نحميه برموش العين. نحن للشعب بكلّ فئاته، وأطيافه، وتوجّهاته السياسية والدينيّة، فكما قال العماد القائد: نحن في مركز الدائرة بالنسبة إلى الصراع السياسي، لا نوالي هذا ولا نخاصم ذاك، لكن في ما يتعلّق بأمن الوطن، قرارنا لا نلتمسه من أحد، وهو واضح وجازم: ممنوع على أي فريق أو شخص أو مجموعة مهما كان انتماؤها، أن تعبث بالأمن، فمن يعمل للفتنة سنقطع له اليد، لأن أمن المواطنين من مقدّساتنا، وهو مسؤوليتنا الأساسية، كما هي سلامة حدودنا مع العدو الإسرائيلي.
إن شعبكم يشخص إليكم كونكم خشبة خلاصه، في هذا الأتون المضطرب من حولنا، وهو يثق بكم، ويحبّكم، ويشعر أنكم حماة الديار وسياج الوطن، تردّون عنه ما يخطّط له الحاقدون، وقيادتكم تأمل منكم القيام بالواجب الذي أقسمتم عليه أمام علم الأمة، واجبكم حماية الحدود والأرض، والشعب، فكونوا على قدر محبة الشعب لكم، وعلى قدر أمل قيادتكم فيكم، فالشعب يعتزّ بكم، وبكم يفخر الجيش والوطن».

 

بعض التفاصيل
أعقب الكلمة تحية من شقيقة العريف الشهيد محمد أحمد أيوب إلى ضباط ورتباء وأفراد الجيش اللبناني والفوج المجوقل خصوصًا، منوهةً بمحبّتهم للوطن واستعدادهم الدائم لتقديم الأغلى في سبيله، وقالت: «حياة الإنسان هي أغلى ما عنده ولكن الروح ترخص لك يا لبنان...».
وفي ختام الإحتفال قدّمت سرايا الفوج عروضًا قتالية.
مدير دورة المجوقل أوضح أنّ عدد الذين تابعوا الدورة هو 45 عنصرًا تخرّج منهم 43، وقد تمّ التركيز فيها على التقنيات الخاصة بالفوج المجوقل والمهمات التي يقوم بها، وهي امتدّت لفترة عشرة أسابيع واجه خلالها العناصر صعوبات أبرزها الطقس الرديء، لا سيما خلال تنفيذ المهمات القتالية خارج الثكنة بين وطى الجوز وغدراس والصفرا.
يجدر بالإشارة أن الدورة توقّفت لمدة أربعة أيام حيث التحق العناصر بسراياهم من أجل تنفيذ المهمة الأمنية في طرابلس على أثر الإشكال الذي وقع بين باب التبانة وجبل محسن.
أمّا عن دورة آمر حضيرة وهي الثانية على صعيد الفوج، فيوضح مديرها أنها عادةً مخصصة للرقباء الجدد، ولكن يتمّ استثنائيًا اختيار العرفاء المميّزين في الفوج لتأهيلهم لإمرة حضيرة. 42 عسكريًا تابعوا هذه الدورة وتخرّج من بينهم 22 بعد أن أثبتوا كفاءتهم وقدرتهم على الإمرة وتحمّل المسؤولية. مدة الدورة ثمانية أسابيع وقد تضمّنت التمارين الرياضيّة ودروس القتال والتدريبات الخاصة بالفوج وتمارين تنمية الشخصية لقيادة مجموعة.

 

مهمات إغاثة
إلى جانب الدورات والتدريبات، نفذت سرايا الفوج مهمات مختلفة في الفترة الأخيرة كان أبرزها مهمات إغاثة ومعالجة حوادث بسبب كثافة الثلوج، نفذتها سرية الدعم المتمركزة في ثكنة نسور لبنان - عيون السيمان.
آمر السرية أوضح أنّ عناصرها تولوا إنقاذ مواطنين ومساعدة آخرين تعرضوا للخطر بسبب وقوع انهيارات ثلجية غير متوقّعة، أو تكوّن الجليد على الطرقات وسوى ذلك من حوادث الثلج، وقد تمكنوا  من ذلك بفضل العتاد الخاص والآليات المجهّزة بالجنازير والـskidoo والـRatrack، والتدريبات الخاصة التي يتابعونها على الثلج.