طب وصحة

القرحة
إعداد: رويدا السمرا

أعراضها تشنجات وحرقة والبعض معرض أكثر للاصابة بها

جرح يلتئم خلال أيام

كانت القرحة في السابق من دون علاج، وأصبحت اليوم تشفى خلال أيام قليلة فقط. لكن المشكلة تبقى في القرحة التي يسبّبها تناول الأدوية لفترة زمنية طويلة، والتي تكثر مضاعفاتها مع الوقت.

 

ما هي القرحة؟

القرحة هي «جرح» في المعدة فتسمّى القرحة المعديّة، أو «جرح» في العَفَج (الجزء الأول من المعي الدقيق) وتسمى القرحة المعويّة. ويتميّز هذان النوعان من القرحة بإصابة جدار المعدة أو المعي بثقب إذا جاز التعبير. ويكبر الثقب مع حدوث التهابات تكون مؤلمة في بعض الأحيان.

 

الأعراض

في الحالات العادية والتي تشكّل نسبة ثلاثين بالمئة، يشعر المصاب بالقرحة بما يشبه ألم التشنّج أو الحرقة في منطقة البطن، وينتشر أحياناً تحت الضلوع الصدرية أو باتجاه الظهر. ويرتبط هذا الألم ارتباطاً وثيقاً بتناول الطعام، فهو يظهر عادة بعد الأكل بساعة أو أربع ساعات ويستمر غالباً حتى وجبة الطعام التالية. وهكذا فإن معاناة المريض تصبح يومية (بعد كل وجبة طعام)، وتمتدّ لفترة زمنية محدّدة. وتدوم أزمة القرحة هذه من أسبوعين الى ثلاثة، تختفي بعدها تماماً لمدة أسابيع أو حتى شهور. ويمكن أن تعاود الأزمة بشكل دوري (في الربيع والخريف)، أو نتيجة لظروف معيّنة، كالإرهاق النفسي أو تناول الأدوية. والجدير بالذكر أن خمسين بالمئة من حالات القرحة، يصعب تشخيصها لعدم وضوح الأعراض: فالألم قد لا يكون نموذجياً، أو انه لا يظهر بفترات دوريّة. وهناك بعض الحالات التي تتطوّر فيها القرحة بدون أي عارض يُذكر، فلا يتم الكشف عنها إلاّ عند حدوث مضاعفات أكثر خطورة.

 

أسباب القرحة

إن السبب الأول لحدوث القرحة وتطوُّرها هو دائماً وجود خللٍ في التوازن بين الإفراز الحمضي المهيّج لغشاء المعدة، وبين تراجع المقاومة في الجدار المخاطي.
أما السبب الثاني فهو، في معظم الحالات، وجود نوع من البكتيريا إسمه (H Pylori). والواقع أن هذه البكتيريا هي السبب في تسعين بالمئة من حالات قرحة المعي، وسبعين بالمئة من القرحات المعديّة. وهي تهاجم الجدار المخاطي لكلٍّ من المعي والمعدة، فتسبب التهاباً مزمناً يؤدّي الى التقرّح. وهناك أسباب أخرى غير البكتيريا للإصابة بالقرحة: مثلاً، تناول الأسبيرين لفترة زمنية طويلة أو مضادات الالتهاب غير الستيروليّة، والإفراط في التدخين وتناول الكحول. كما أن للإرهاق النفسي تأثيره على تشكّل القرحة. فعوامل الضغط (الانفعال، الانزعاج والغضب)، تؤدّي إلى احمرارٍ واضح في الغشاء المخاطي للمعدة، وبالتالي الى إمكان حدوث خدوش مختلفة تكون نازفة في بعض الأحيان.

هل هناك أشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالقرحة؟

هناك استعداد وراثي لقرحة المعي، يزيد من نسبة الإصابة بعد عمر الستين. فالأغشية المخاطية «تشيخ» وغالباً ما تصبح موضعاً لالتهابات مزمنة. ويزداد خطر الإصابة بالقرحة، مع تناول الأدوية المضادة للالتهاب ومنها الأسبيرين.

 

المضاعفات

تأتي المضاعفات نتيجة الإصابة بجروح قرحيّة تتطوّر بصمت، وهي تظهر على شكل:
 

* نزف قرحيّ:
يشاهد المصاب بالقرحة، بقعاً من الدم في القيء أو في البراز الذي يصبح «أسود» اللون. كما يمكن أن يُترجم النزف، بفقر دم يسبّبه النقص في الحديد.
 

* ثقب والتهاب في الصفاق (غشاء البطن):
وهو يتميّز بألم في البطن، ويستدعي دائماً تدخّلاً طبيّاً طارئاً، يمكن أن ينتهي بعمليّة جراحية تمنع امتداد الالتهاب.
 

* تضيّق باب المعدة:
وهي حالة نادرة لأنه عادة ما يتمّ الكشف عن القرحة قبل الوصول إلى هذه المرحلة. أما أعراض تضيّق باب المعدة، فهي نوبات تشنجيّة من التقيّؤ.

 

* التحضير للإصابة بالسرطان:
هناك خطر للإصابة بسرطان المعدة، ولكن بنسبة ضئيلة لا تتعدّى الإثنين الى الثلاثة بالمئة.
 

* الفحوصات الضروريّة:
تنظُّر الباطن (مىُِكَُّلَم'ٌ) هو الفحص الذي يسمح بتحديد طبيعة الجروح القرحيّة وعددها وقياسها. ويجري هذا الفحص بواسطة أنبوب بصريّ يدخل إلى تجويف المعدة فيكشف ما بداخلها. ويُصار أيضاً إلى أخذ عدد من الخزعات (قطعٌ من النسيج)، يتم فحصها، لاستبعاد خطر وجود مرض سرطاني أو وجود باكتيريا (ىٌُْ؟ذ ب).

 

طرق العلاج

في حال الكشف عن وجود بكتيريا (ىٌُْ؟ذ ب)، هــنـــاك عــلاج يمــتدّ لفترة سبعة أيام، ويتألف مــن مضــــاد حــيــويّ مــزدوج المــفــعــول للقضاء علـــى البكتيريا، بالإضـــافـة إلى دواء آخر، يخــفّــف من تـــأثير الإفرازات الحمضيّة. ويســـتمر تناول هذا الدواء (وهو علـــى شكل حبوب) لفترة تتراوح بين الأربعة والخمسة أسابيع، لإنهاء عملية ترميم «الثقوب» القرحيّة. ثم يأتي دور الفحص بالتنظر البـــاطني مجدّداً، بعــد ســتــة أســــابــيــع مــن انـــتـــهاء مـدّة العـــلاج، لــلــتــأكّد مــن عـــدم وجـــود أي خطر لمعاودة القرحة.

 

كيف نتجنّب معاودة المرض؟

أصـــبـــحت الـــيــــوم نســــبة معاودة القرحة، ضــئـــيـــلة جداً (ســـتــة بالمئــة فـــقـــط). لـــكــــن يــبــقى من المهم جداً التقيّد التام بنصائح الطبيب، والابتعاد عن التدخين والكحول. كذلك يجب عدم تــنـــاول الأسبيرين أو الحبوب المـضـــــادة للالـــتــهاب، إلاّ بعد اســــتـــشارة طبيّة ولمدّة محدّدة فقط.

متى تصبح الجراحة ضروريّة؟

لا بد من اللجوء الى العملية الجراحية، عــنـدمــا تـعـجــز الأدوية عن مــعــالجــة القرحة، أو عندما تكون هناك إصابة سرطانية، أو أيضاً في حالات طارئة، مــثــل النزف أو الثقب القرحي.

 

ما هي النباتات المفيدة
في حال الإصابة بالقرحة

ثمة نباتات وأعشاب مفيدة لا سيما في مجال الوقاية من القرحة المعديّة، أو أيضاً كعلاج مكمّل للعلاج التقليدي. وهناك خمسة أنواع من النباتات ذات المفعول المساعد:

 

* الموز غير الناضج:
يساعد في شفاء القرحة المعديّة، أو القرحة المعويّة البسيطة.
 

* الزنجبيل:
نبتة تنشّط عمليّة الهضم وتحمي غشاء الجهاز الهضمي.
 

* البابونج:
يعمل كمضاد للالتهاب على القسم الأعلى من جهاز الهضم.

 

* عرق السوس:
معروف بتأثيره الملطّف للعصارة المعدية، ومفعوله المباشر ضد بعض الجراثيم، ومنها بكتيريا (ىٌُْ؟ذ ب).

 

* الترنجان أو بقلة الضب (مََّّىٌجٍ):
تنتمي الى الأعشاب ذات المفعول المهدّئ. وهي تحارب الإرهاق فتفيد لحالات القرحة الناتجة عن التوتّر النفسي.