في ثكناتنا

نظّمت القوات البحرية بمناسبة عيدها، يومًا مفتوحًا في قاعدة جونية البحرية، استقبلت خلاله عائلات العسكريين الذين استشهدوا خلال حرب تموز 2006 وما بعدها، إلى جانب عسكريي القوات البحرية في الخدمة الفعلية.
شارك في هذا اليوم قائد منطقة جبل لبنان العميد الركن يوسف جرمانوس ممثلاً العماد قائد الجيش، قائد القوات البحرية العميد البحري نزيه بارودي وضباطها، بالإضافة إلى عدد من قادة المناطق العسكرية والوحدات الكبرى والأفواج المستقلة.

الإستقبال
جنّدت القوات البحرية لإنجاح هذا اليوم المميّز، عسكرييها وضباطها كافة، الذين استقبلوا العائلات عند وصولها بالترحيب، وبعد تمركز الجميع في أماكنهم، أعلنت ثلة من موسيقى الجيش وصول ممثل قائد الجيش.
النشيد الوطني، معزوفة الشهداء، ثم وضع العميد الركن جرمانوس إكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في القاعدة، وتوجّه إلى الحضور بكلمة باسم قائد الجيش، استهلّها بالقول:
«يسرّنا أن نستقبلكم في إحدى قواعد القوات البحرية بمناسبة عيدها. أرحّب بكم في هذا اليوم الذي سيكون حافلاً وستتعرّفون خلاله إلى إمكانات القوات البحرية ومهماتها ومشاغلها إضافة الى نزهة بحرية...».
وأضاف قائلاً: «يحق لنا أن نبتهج بهذا اليوم ولطالما كنا ولا نزال درع لبنان الحصين وسيفه بوجه الأعداء على امتداد شاطئه. كم كانت المعاناة كبيرة ولكن بإرادتنا وإلى جانب قواتنا البرية والجوية وبسواعد جنودنا القوية تمكنت قواتنا البحرية من تخطي العقبات والصعوبات بالرغم من إمكاناتنا المحدودة».
واختتم متوجهًا إلى عائلات العسكريين بالقول: «نحن عائلتكم وتبقون أحبّاءنا، كما أن نجاحنا لم يكن ليتحقق لولا دعمكم وتوفيركم الأجواء المريحة لنا وإبعادكم هموم المنزل عن كاهلنا، في المقابل نقدّر تضحيتكم ومعاناتكم في غياب رب البيت، ولكن كلنا نعرف أن نداء الواجب للذود عن الوطن هو بحدّ ذاته قمة الشرف والتضحية والوفاء».

وللبحر رجاله
بعد ذلك انتقل الجميع إلى قاعة محاضرات القاعدة حيث رحّب رئيس قسم التوجيه في القوات البحرية بالحضور عارضًا ايجازًا عن القوات البحرية، تضمّن لمحةً تاريخيّةً حول تاريخ إنشائها العام 1950، تمركزها في الحوض الأول من مرفأ بيروت وأهمّ المحطّات في مسيرتها:
1954- رفع العلم اللبناني للمرة الأولى على مركب حربي.
1972- انتقال القوات البحرية إلى جونية.
1973- إنشاء مدرسة سلاح الدفاع البحري وتأهيل عناصر البحرية تقنيًا.
1991- إعادة إنشاء قاعدة بيروت البحرية وتمركز قيادة القوات البحرية فيها.
1992- إنشاء مراكز بحرية في مرافئ طرابلس وصيدا وصور.
1997- إنشاء مراكز مراقبة رادارية جديدة على طول الشاطئ اللبناني.
2008- إنشاء شبكة رادارية على طول الشاطئ اللبناني وزيادة عدد المحطات الرادارية لتغطّي المسطّح المائي الإقليمي.
كما تضمن العرض لمحة عن تجهيزات القوات البحرية من مراكب وخافرات وزوارق اعتراض وسواها... إلى شبكة مراقبة رادارية على طول الشاطئ.
وقد تعرّف الحضور إلى إنجازات القوات البحرية منذ إنشائها وحتى اليوم، بالإضافة إلى مهمّاتها التي تتلخّص بالآتي: حماية خطوط المواصلات البحرية اللبنانية، تطبيق القانون وفرض سلطة الدولة في البحر، تنظيم حركة الملاحة التجارية وضبطها من خلال غرفة العمليات البحرية المشتركة، حماية الواجهة البحرية والمساهمة في تطبيق القرارات الدولية البحرية المتعلقة بلبنان بالتنسيق مع اليونيفيل، مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب وتجارة المخدرات وتبييض الأموال في البحر، المشاركة في العمليات العسكرية المشتركة، مساعدة الوزارات والوكالات البحرية في مهماتها في البحر (مكافحة حرائق، تلوث، عمليات بحث وإنقاذ في البحر ومساعدة الصيادين)، وحماية الثروات والمصالح الوطنية على الشاطئ.
واختتم الإيجاز بعرض فيلم وثائقي عن القوات البحرية.
على متن «صور» و«دامور»
على متن مركبَي الإنزال «صور» و«دامور» استمتع المشاركون في هذا اليوم المفتوح بإبحار تعريفي في محيط القاعدة. العسكريون وزّعوا سترات نجاة وتولوا إلباسها للأولاد تحسّبًا لأي طارئ وحرصًا على سلامتهم.
تخلّل الرحلة جزء مشوق أدهش الأولاد وأهاليهم على حدّ سواء، حيث ظهرت فجأةً في محيط المركبَين مراكب أخرى صغيرة ومتوسّطة أبحرت خصيصًا لمرافقة الجيش وأبنائه في رحلتهم هذه. أكثر من ثلاثين مركبًا وزورقًا بينها زوارق للدفاع المدني، توزّعت في المحيط وأطلقت أبواقها تحيةً. بالإضافة إلى طوافة تابعة للقوات الجوية في الجيش، قامت بعدّة جولات فوق بقعة الإبحار فلوّح لها الأولاد وأخذوا يصرخون تعبيرًا عن فرحهم.

جولة وغداء
بعد مرور ساعتَين تقريبًا، رسَت المراكب في قاعدة جونية من جديد, وانتقل المشاركون لتناول الغداء قبل متابعة جولتهم على المراكب والزوارق ومشاغل القاعدة للتعرّف إلى مهمّاتها ونشاطاتها وأنواعها وخصائصها بمرافقة ضباط من البحرية.
وقد عبّر العميد البحري بارودي عن فرحة القوات البحرية في هذا اليوم, وبدوره شكر ممثل العماد قائد الجيش القوات البحرية، وأثنى على جهودها.