نفذ الأمر

القوات البحرية
إعداد: العقيد أنطوان نجيم - ريما سليم ضومط - تريز منصور

القوات البحرية طوعنا الوسائل الموجودة ونجحنا أما حاجاتنا فأسلحة بعيدة المدى وكاميرات مراقبة


اضطلع سلاح البحر بدور فعّال في معركة نهر البارد حيث شارك في رمايات برية وبحرية، وعمل على مراقبة الواجهة البحرية، كما قام بأعمال غطس، وشارك في القضاء على عدد من الفارين. في تقويم ذاتي لدور سلاح البحرية في المعركة المذكورة، تحدثنا إلى قائد القوات البحرية العميد الركن البحري بطرس أبي نصر، الذي اطلعنا على كل التفاصيل.

 

المعركة كشفت الحاجات
• هل كان لدى القوات البحرية السلاح الكافي لمواجهة معركة شرسة كمعركة نهر البارد؟

- في المعركة كان لا بد من تطويع جميع الوسائل بهدف إنحاج المهمة. وقمنا في هذا الإطار بتسليح المراكب غير المسلّحة التي وصلتنا كهبات من ألمانيا والإمارات معتمدين على ما توافر من سلاح في مخازن الجيش. وقد كان لهذه الخطوة نتائج إيجابية جداً، فزوارق الإعتراض التي وهبتنا إياها دولة الإمارات تتميز بالسرعة الكبيرة، وقد تمكّنا من الاستفادة من هذه الميزة خلال مهامنا في نهر البارد.
من جهة أخرى، تزامن توقيت معركة البارد مع تصنيع زورق إعتراض للقوات البحرية من قبل مصنع لبناني، وقد طلبنا منه التسليم قبل الموعد المحدد، وبذلك تمكن الزورق من المشاركة في المعركة، وكان له دورٌ فعّال كونه يتميّز بسرعة تصل إلى 45 عقدة في الساعة، مما أتاح لنا التدخل من شمال جزر رمكين لغاية حدود المياه الإقليمية بين سوريا ولبنان.
بالرغم من النجاح الذي حققناه، إلا أنه وبعد الانتهاء من المعركة، عملنا على تقييم الأوضاع عامة، فتبين لنا أن القوات البحرية تفتقر إلى أسلحة بعيدة المدى.
وفي أثناء المراقبة الرادارية سواء في البحر أو في البر، لاحظنا أننا نفتقر إلى كاميرا تعمل بالأشعة ما دون الحمراء (Infra rouge)، التي تعطي صورة واضحة وليس مجرد هدف. هذه الحاجات رفعناها إلى قيادة الجيش لأن امتلاك السلاح المذكور هو حاجة لمتابعة تطبيق القرار 1701، ولأخذ مهمة حماية البحر على عاتق القوات البحرية اللبنانية فقط، والاستغناء عن خدمات القوات البحرية التابعة لليونيفيل.

 

تعزيز الخبرات العسكرية
• هل ساهمت معركة نهر البارد في تعزيز خبراتكم العسكرية؟

- كانت معركة نهر البارد أول معركة فعلية يخوضها الضباط والعسكريون من الجيل الجديد. وقد عاشوا خلالها خبرة جديدة أغنت حياتهم العسكرية.
ونحن كجيل قديم كنا دائماً إلى جانبهم حيث وضعنا خبراتنا في تصرّفهم لإنجاز المهمة بنجاح.
وبالفعل فقد أدت القوات البحرية دوراً فعالاً، إن على صعيد الرمايات البرية أو لجهة الرمايات على أهداف بحرية مشبوهة. كما شارك عناصرنا في الأيام الأخيرة بأعمال عسكرية بارزة، من بينها القضاء على خمسة فارين من جماعة الإرهابيين وأسر واحد منهم. كما قام غطاسو البحرية بعمليات غطس لانتشال جثث من تحت الماء.
وهنا لا بد من الإشـارة الى أن المعـركة التي خاضها الجيش في نهر البارد تميزت بتكامل فريد، ذلك أنها المرة الأولى التي يشهد فيها الجيش اللبناني معركة مشتركة بين قوات البحرية والجوية وقوى البر، وكان التنسيق في ما بينها رائعاً.