ملف العدد

القوات الجوية: بكل ما أوتينا من قدرات...
إعداد: ندين البلعة خيرالله

تقوم القوات الجوية بأنشطة دعم لمختلف الوحدات البرية والبحرية، من المراقبة من الجو ومهمات البحث والإنقاذ في البحر في حالات الهجرة غير الشرعية، وذلك من خلال مهمات الطائرات من دون طيار أو طوافات السيسنا. كما أنّها تؤمن الدعم الجوي الناري للوحدات عند الحاجة، فضلًا عن نقل العمليات المجوقلة وغيرها. ومع اقتراب موعد البدء بأعمال استكشاف البترول في البحر وتشغيل المنصات المنقبّة، يؤكّد قائد القوات الجوية العقيد الركن الطيار ميشال الصيفي أنّه تم وضع رؤية مستقبلية لدعم باقي القوى في المحافظة على الثروات، ومنع التعديات والبحث والإنقاذ في حال استدعت الحاجة في كارثة أو حادثة ما.

 

إنطلاقًا من هذه الرؤية، تسعى القوات الجوية إلى تطوير أسطولها بطوافات من مستوى أكثر تطوّرًا وفاعليةً، وتعزيز القوى والإمكانات والعتاد للقيام بالمهمات ودعم القوات البحرية في مجال حماية الثروة النفطية في البحر. ولذلك، فقد قامت بتحديث دفاتر الشروط والمواصفات الموضوعة للعتاد المُستقبلي، بشكلٍ يتوافق وطبيعة المهمات المُستجدّة. 

أما القدرات المتوافرة لديها حاليًّا فتتضمّن طوافات البوما السبعة المُجهزة بمحركَين وبالعتاد اللازم لتنفيذ هذه المهمة. وقد خضعت حتى الآن ٤ من هذه الطوافات إلى صيانة عالية المستوى كان يجب تنفيذها في المصنع لإعادة تأهيلها، ولكن اليد العاملة في القوات الجوية نجحت في إتمام هذه الصيانة بأقل كلفة وبمستوى إحترافي عالٍ. 

كذلك، تملك القوات الجوية طوافات AB٢١٢ التي أعادتها إلى الحياة بالقدرات الخاصة، وهي مزوّدة أيضًا محركين، وتعمل القيادة على تطوير قدراتها مع الجانب الإيطالي لتصبح أكثر حداثةً وقدرة على تنفيذ المهمات في مختلف أحوال الطقس، وخصوصًا العاصف وفي الليل فوق البحر.

وقد تابع طيّارو القوات الجوية دورات في مجال الهبوط على المراكب Deck Landing مع فريق فرنسي متخصّص، وحصلوا على شهادة في هذا المجال. وفي التوجّه نفسه، سيكون هناك تمرين مع حاملة الطوافات الفرنسية Mystral في الأيام المقبلة، وتدريبات مع القوات البحرية الألمانية، وغيرها لصقل مهاراتهم وجهوزيتهم. كذلك، يتم تدريب الطيارين مع الفريقَين البريطاني والفرنسي، ومع القوات الجوية الأميركية، وخصوصًا في مجال الخروج بأمان من طوافة غارقة في البحر، والهبوط على المركب أو أي منصة عائمة. 

إلى ذلك، تنفّذ القوات الجوية، باستمرار، تدريبات ومناورات مُشتركة مع القوات البحرية ومغاوير البحر وغيرهما من الوحدات، ومنها:

- تمرين Resolute Union السنوي الذي تنفّذ فيه القوات الجوية عمليات البحث والإنقاذ، والهبوط على المراكب المتحركة VBSS، وقد تمّ تحديثه هذا العام ليشمل سيناريوهات تتناسب مع المهمات المُستجدّة. يتميّز هذا التمرين بأهمية كبيرة وتستطيع من خلاله كل الأطراف المشاركة تحديد نقاط القوة والضعف والمشكلات في القيادة والسيطرة والعمليات.

- تمارين سنوية في مجالات مختلفة كالبحث عن أهداف في البحر، والهبوط على المراكب المتحركة وإخضاع المركب غير المُستجيب أو غير المتعاون، وأخرى في مجال الدعم الجوي تُستخدم فيها السوبر توكانو للرمي على أهداف في البحر بحسب الإحداثيات وتعزيز التنسيق.

- تمارين استعلام من الجو ISR لمسح كل بقعة العمليات باستخدام الطائرات من دون طيار، برًّا وبحرًا عندما تقتضي الحاجة.

- دورية إظهار قوة عبر طائرتَي سوبر توكانو على كامل الحدود البحرية من النهر الكبير الجنوبي شمالًا وعلى امتداد حدود المياه الإقليمية.

ختامًا، يؤكّد العقيد الركن الطيار ميشال الصيفي أنّ القوات الجوية جاهزة بكل ما أوتيت من قدرات لتنفيذ أي مهمة تُطلب منها. وإلى لائحة مهماتها التي تنفّذها على ١٠٤٥٢ كلم٢، تُضاف اليوم المياه الإقليمية على مساحة عملياتها، وهي تتابع التنفيذ بالفاعلية نفسها وبالعديد والعتاد المتوافرين، لكنها تسعى جاهدةً إلى رفع عديدها وتعزيز عتادها، والعمل بتكامل وتنسيق تامَّين مع باقي القوى.