بحث عسكري

القوات الخاصة وتحديات الحرب الحديثة
إعداد: ليال صقر الفحل

تنفيذًا لخطة التدريب والتعليم للعام 2014 قدّم ضباط من فوج النقل وموقع حمانا بحثًا عسكريًا في الكلية الحربية حول «دور القوات الخاصة في العالم على ضوء تحديات الحرب الحديثة وإمكان إسقاط ذلك على القوات الخاصة في الجيش اللبناني»، بحضور ضباط من مختلف الوحدات الخاصّة.

 

الحرب البديلة في الغرب والوسائل المتاحة في لبنان
يتزايد الحديث في الفترة الراهنة عن الدور المطلوب من القوات الخاصة إزاء تصاعد حدّة التهديدات في العالم بعد أن ظهرت الحركات المقاومة وبعد انتشار الإرهاب العالمي. دول الغرب التي أدركت أنه لا بد من استحداث وسيلة جديدة لمواجهة الإرهاب، اعتمدت الحرب البديلة التي تنفذ فيها القوات الخاصة عمليات نوعية أثبتت فعاليتها في الحدّ من المظاهر الإجرامية وفي مكافحة الإرهاب. هذه الدول تعتمد اليوم على القوات الخاصة أيضًا لتنفيذ استجابة سريعة للكوارث الطبيعية وتسهيل عمليات الإنقاذ.
محليًا، يتعرض لبنان اليوم أكثر من أي وقت سابق لخطر الاضطرابات الأمنية والهجمات الإرهابية التي ترتدي الطابع المذهبي والطائفي، وقد أسهمت الوحدات الخاصة في الجيش اللبناني في القضاء على الكثير من الجماعات الإرهابية، وهي واجهت وتواجه بفعالية مخططات التخريب والتفجير.
بفضل التقدم التكنولوجي  تعتمد دول الغرب نظام تسليح واسراتيجيات حرب تختلف كثيرًا من حيث الإمكانات المادية والإقتصادية والتكنولوجية والبشرية عن تلك التي يعتمدها الجيش اللبناني في حربها ضدّ الإرهاب. والتي تتمثل بمجموعات التدخل التكتية، الإنتشار العملاني، بناء القدرات وبرامج التدريب المستمرة، بالإضافة إلى التواصل مع المجتمع المدني وتأهيل الرأي العام لكي يسهم في مكافحة الإرهاب.
الملازم أول سمير العاكوم (موقع حمانا) عرض تحديات الحرب الحديثة ومفاهيمها المستجدة، كما عدّد أنواع الأسلحة المستقبلية ومنها الخفية وطائرات الرصد الخفيفة وتلك التي من دون طيار، وتطرّق لأنواع الحروب الأساسية كالنووية والشاملة... بينما عرض النقيب شربل الحاصباني (فوج النقل) تصنيف القوات الخاصة والمواصفات التي يجب أن تتسم بها من ارتفاع مستوى التدريب البدني واتقان تكتيكات القتال والهجوم والإستطلاع والتخفي... كما ذكر بعض الأمثلة عن عمليات خاصة نفذتها الوحدات الأجنبية في العالم كتدخل الولايات المتحدة الأميركية لتحرير الكويت من غزو العراق في أثناء حرب الخليج العام 1991 («عاصفة الصحراء»). كذلك عرض النقيب الحاصباني دور القوات الخاصة في العالم، والذي يرتكز على مهمات عديدة منها الإغاراة على نقاط العدو والإشتراك في عمليات الإنقاذ والبحث بالإضافة إلى مهمات الإستطلاع الإستراتيجية...

 

دور القوات الخاصة
المقدم أنطوان حداد (فوج النقل) شدّد بدوره على ضرورة تحضير القوات الخاصة في الجيش اللبناني وتجهيزها بطريقة تمكّنها من التدخل في مختلف الظروف، إذا ما أردنا التماهي بمهمات القوات الخاصة العالمية في الحرب الحديثة. كذلك، عدّد المقدم حداد الوحدات والقطع التي تشملها القوات الخاصة في الجيش اللبناني، متوقفًا عند أبرز إنجازاتها.
وشرح المقدم ريتشارد عبدو (فوج النقل) المقومات الأساسية لبناء قوات خاصة، وهي: العنصر البشري، مصادر التمويل، تأمين التجهيزات والتدريب. كما تحدّث عن العوامل التي تحول دون إسقاط عمل القوات الخاصة العالمية على تلك اللبنانية على الرغم من أهمية دورها واعتماد قيادة الجيش عليها خصوصًا في مواجهة التهديدات غير التقليدية. ولاحظ أن تحليلاً عميقًا للمهمات التي قامت بها هذه الوحدات يظهر عدم تطابق الدور الذي تضطلع به مع قدراتها الحقيقية مما يفسح في المجال لبروز نقاط ضعف ينبغي معالجتها في المستقبل.
أما العقيد الركن داود فرج (فوج النقل) فاعتبر أنه مع مشاركة القوات الخاصة في تحقيق الأهداف التكتية والإستراتيجية الوطنية تغير مفهوم تدخل هذه الأخيرة من أداة ثانوية، إلى أداة حاسمة في حفظ الإستقرار الوطني والدولي، مشيرًا إلى بناء شبكة من القوات الخاصة المتعاونة عالميًا لمواجهة التهديدات المشتركة. كما اعتبر العقيد الركن فرج أن القوات الخاصة في الجيش اللبناني رمز وطني يرتاح المواطنون لوجوده ويثقون بقدرته على فرض هيبة الدولة... وذلك بفضل الدور الذي أدّته وتؤدّيه.
أخيرًا خلص البحث إلى القول إنه وعلى الرغم من التطابق في تطور مفهوم القوات الخاصة ومهماتها محليًا وعالميًا، إلا أنه لا يمكن المقارنة بينها بسبب التفاوت الكبير في القدرات...