أبواب للتلاقي

القوّات الجوّية في «اليوم المفتوح»
إعداد: باسكال معوّض بومارون

15 ألف زائر اكتشفوا وفرحوا والمزيد في انتظار الموعد المقبل

 

شرّعت قيادة القوّات الجوّية أبواب قاعدتها في رياق للمواطنين في «يومٍ مفتوح» حمل عنوانين بارزين: التلاقي بين المواطنين وجيشهم وتعريفهم إلى قدراته الجوّية، وما يمكن أن يقدّمه لهم من فرصٍ لخدمة وطنهم، ومحاولة ردّ الجميل للمواطنين الذين غمروا هذا الجيش بعاطفةٍ نبيلة وبدعمٍ واكب أداءه لمهماته، خصوصًا في الأوقات الصعبة.


هذا اليوم المفتوح حمل أكثر من مفاجأةٍ سارّة للمنظّمين وللزائرين على السواء. ففي حين كانت قيادة القوّات الجوّية تتوقّع أن يصل عدد الزائرين إلى 10 آلاف، وصل العدد إلى 15 ألفًا، من دون أن يسبّب ذلك أيّ إرباكٍ لها؛ فالأمور كلّها جرت على أفضل ما يرام من تنظيمٍ وراحةٍ وبهجة... أما الزائرون الذين تعدّدت أسباب مجيئهم إلى القاعدة، فقد كان لهم أكثر مما أرادوا أو توقّعوا:
الراغبون بالتعرّف إلى القاعدة ومعاينة الطائرات عن قرب، وجدوا بانتظارهم طيارين قدّموا لهم شرحًا كافيًا ووافيًا عن كل نوعٍ من أنواع الطائرات والطوّافات. تُعرِب إحدى المواطنات عن دهشتها أمام حجم طائرة الـPUMA، وتسأل أخرى عمّا يميّزها عن الـGazelle، وبينما يعبّر أحد الشباب عن افتخاره بسلاح الجوّ اللبناني، يقترب آخر من طائرة Super Tucano، يتفحّص أجزاءها، ثم يطلب الإذن بالتقاط صورة إلى جانبها. كان له ما أراد أسوة بآخرين رغبوا بالتعرّف إلى الـCessna والتقاط صورة تذكارية بقربها.
بين الزوّار عسكريون قدامى خدموا في القوّات الجوّية، مشاركتهم في هذا الحدث أحيت ذكرياتهم وكسرت رتابة التقاعد.
آخرون أتوا فقط بداعي حبّهم للجيش ورغبتهم في التقرّب من عالم «العسكر»؛ بين هؤلاء كبارٌ يعملون في مهنٍ مختلفة، وشبابٌ يحلمون بأن يصبحوا يومًا ما طيّارين في سلاح الجوّ اللبناني. بين الحالمين أيضًا، فتيانٌ صغار، هؤلاء كانت مفاجأتهم أنّهم دخلوا إلى الطوّافات، وأصبحوا طيّارين وملّاحين للحظات... باختصار كان يومًا مميزًا للمشاركين بجميع فئاتهم.
في الواقع، سياسة «الأبواب المفتوحة» بين الجيش وأهله ليست بالأمر الجديد. ويخبرنا قائد القوّات الجوية العميد الركن الطيّار زياد هيكل، أنّ هذه القوّات تحديدًا سبق أن قامت بمبادرة مماثلة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، أعقبتها أخرى في العام 2015، لكنّ النشاطات التي نفّذت في المرتين كانت محدودة، بخلاف ما تميّز به «اليوم المفتوح» الذي أُقيم في 30 أيلول الماضي.

 

الحضور والنشاطات
بداية، نسأل قائد القوّات الجوية كيف تمّ استيعاب 15 ألف زائر وتنظيم استقبالهم، في حين كانت التقديرات محصورة بما بين 8 و10 آلاف شخص، فيجيب بالقول: استحدثنا 15 مدخلًا لاستقبال المواطنين، ووضعنا خطة تنظيمية توفّر الراحة للجميع، هذه الخطة نفّذها نحو 250 عسكريًا من رتبٍ مختلفة، وبذلك جرى كل شيء على خير ما يرام.
افتتحت فعاليات هذا اليوم المميز في حضور عضو المجلس العسكري اللواء الركن جورج شريم ممثلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، وقادة القواعد الجوّية وضباطها، إلى جانب الملحقين العسكريين الأجانب، وضباط أجهزة القيادة، ومندوبي الشركات المدنية المساهمة، وعدد كبير من المواطنين.
تضمّن «اليوم المفتوح» عروضًــا جوّيــة شاركــت فيهــا مختلف الطوّافات العسكرية  Puma وRobinson وGazelle وHueyII, وطائرات Super Tucano وCessna فضلًا عن نشاطات أخرى كثيرة خُصّص بعضها للصغار.
تجوّل الزائرون في المدرّج حيث المروحيّات والطائرات العسكرية والمدنية وإلى جانب كل منها لوحة تشرح خصائصها. أما الراغبون في مزيد من التفاصيل فقد أجاب عن أسئلتهم ضابط طيّار وعدد من الفنيّين.
نفّذت أسراب من الطائرات عروضًا جوّية جميلة، أظهرت مهارات الطيارين العسكريين وأدهشت الحاضرين بدقّة التنسيق بين الطائرات والأسراب.
كذلك نفّذت طوّافات القوات الجوية بالتعاون مع الفوج المجوقل والمديرية العامة للدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني مناورة عسكرية، أظهرت فاعلية هذه الطوّافات في مختلف أعمال الإغاثة: من عمليات الإنزال والإنقاذ إلى إخماد الحرائق والإخلاء السريع... أكثر من ذلك تمكّنت الطوّافة من نقل آلية الـUTV بواسطة حبلٍ خاص.
كما قدّمت الطائرات المسيّرة بدورها عرضًا مسلّيًا أمام الجمهور، وقد تولّى تشغيلها عدد من الشباب المدنيين الذين أسهموا في إحياء هذا اليوم.
بهدف إعطاء الأولاد حصّتهم من التسلية في هذا النهار، استُحدثت باحة للّعب واللهو تضمّنت أراجيح وزحاليق ومسالك للدراجات ومختلف أنواع الألعاب المدولبة...
في ختام النهار الطويل، جرى سحب جوائز التومبولا التي كان الزائرون قد تسلّموا قسائمها عند دخولهم. ومن أبرز الجوائز، 12 رحلة جوية لثلاثة أشخاص على متن طائرة مدنية، بوليصة تأمين ورحلة لشخصين إلى قبرص.
خلال استمتاعهم بمشاهدة العروض الجوّية والتعرّف عن كثب إلى عالم الطيران، كانت للزائرين ضيافة سخيّة خفّفت من وطأة الحرّ: المياه والعصير والمثلّجات... وكذلك القبّعات توافرت للجميع، فقد دعمت شركات عديدة هذا الحدث عبر تقديمات متعددة. كما كان «بيت الجندي» بدوره حاضرًا لاستقبال الراغبين وتلبية طلباتهم.

 
أكثر من هدف
كان هدفنا أن يتعرّف الجيل الجديد إلى مجال الطيران ورؤية هذا العالم المميّز عن قرب، يوضّح العميد الركن هيكل، وفي الوقت ذاته يهمّنا استقطاب الشباب ذوي المؤهلات للانخراط في القوات الجوية.
أما الهدف الثاني والأهم فهو محاولة ردّ الجميل لهذا الشعب اللبناني المحب، الداعم الدائم للمؤسسة العسكرية، خصوصًا وأنّ محبّته مصدر قوة ودعم يشكّلان درعًا حاميًا لنا، ويوازيان بأهميّتهما كل التقديمات والهبات العينية.
أخيرًا أكّد العميد الركن الطيّار هيكل أنّ هذه التجربة الناجحة سوف تُكرر العام المقبل بفضل دعم الشعب اللبناني ومحبته الخاصّة للمؤسسة العسكرية.

 

عشاء تكريمي
 في لفتةٍ من القوات الجوية بشخص قائدها العميد الركن الطيّار زياد هيكل، أُقيم حفل عشاء تكريمي للجهات الراعية في نادي الضباط – جونيه، حضره إضافة لمالكي ومديري الشركات المدنية وعقيلاتهم، عدد من الضباط من مختلف الألوية والقطع.