قواعد التغذية

الكستناء
إعداد: جان دارك أبي ياغي

فاكهة الساهرين في ليالي الشتاء الباردة
أسماؤها كما منافعها عديدة


في الماضي عرفت بـ«شجرة الخير» أو «فاكهة الشتاء», وسمّيت ايضاً «أبو فروة» و«شاه بلوط» و«القسطل» أو «القسطلة»، أما المقصود فشجرة الكستناء. وشجرة الكستناء من الاشجار الجميلة، لها ثمرة شوكية تحوي ما بين بذرة واحدة الى ثلاث بذور ذات لون بني غامق بلمعة جذابة.


موطن الكستناء الاصلي
عرفت الكستناء منذ القدم في اليونان، والبعض يقول إن موطنها تركيا وجنوب أوروبا، تنمو في النصف الشمالي للكرة الارضية, وقد نقلها الرومان الى بريطانيا ونشروها في أوروبا، لكن دراسة أخرى تقول إن موطنها الاصلي هو إيران.
تنمو شجرة الكستناء بقوة على ارتفاع 4500 قدم من سطح البحر في منطقة البحر المتوسط الجبلية، إيطاليا خصوصاً، كما تنمو على ارتفاع 100 قدم. وتُعرف بعمرها الطويل الذي يتحدّى الزمن، وثمارها الشهية التي تزيدنا دفئاً وحميمية في فصل الشتاء على وجه الخصوص. ثمرتها تقطف في هذا الفصل بالذات، وشجرتها تعمّر نحو ألف سنة, وتبلغ ذروة إنتاجها بين الـ40 والـ60.
كانت الكستناء حتى بضعة قرون خلت الغذاء الرئيس لأكثر بلاد الدنيا القديمة منذ أيام الاغريق والرومان، وحتى إكتشاف البطاطس التي احتلت المكانة التي كانت الكستناء تحتلها.

 

فوائد صحية كثيرة
للكستناء فوائد صحية كثيرة. فهي غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لجسم الانسان، نذكر  منها، كمية كبيرة من الألياف (5 غرامات لكل 100 غرام كستناء)، وعلى فائض من السكريات (أكثر من 38 غرام لكل 100 غرام كستناء) معظمه مكوّن من النشاء (35?). كما انها تساعد على تخزين البوتاسيوم الضروري للرياضيين (600 ملغ لكل 100غ)، وغنية بالكالسيوم (2 ملغ في كل 100 غ)، وعلى الفيتامينات الأساسية كالفيتامين B وE وC (بمعدل 25 الى 30 ملغ لكل 100غ) وعلى عدد كبير من فيتامينات المجموعة B ولا سيما في الـB5, B2, B1.
ونظراً الى احتواء الكستناء على المعادن والفيتامينات فهي تعتبر منشطة ومقوية ومرممة للعضلات والأعصاب والشرايين ومطهرة ومقوية للمعدة. لذا فهي توصف ايضاً للاطفال وهزيلي الأجسام بالاضافة الى اغذيتهم الاخرى، كما تعطى للنباتيين للتقليل من تأثير الاطعمة الخضراء في اجسامهم، وتوصف خصيصاً للمصابين بالتهاب الكلى لاحتوائها على البوتاسيوم الذي يساعدهم على طرد الفائض من الصوديوم الضار بالكليتين وذلك عن طريق البول.
كما توصف عادة لمنهكي القوى الجسمية والعقلية والنحفاء والشيوخ وللمصابين بفقر الدم والقروح والبواسير.

 

نيئة أو مشوية أو مسلوقة
بالنسبة الى طريقة تناول الكستناء، تفضّل الغالبية تذوقها مشوية في ليالي الشتاء الباردة حين يجتمع الساهرون حول المدفأة ويتلذذون بتقشيرها وتناول لبّها. إلا أن الطريقة الصحية الأفضل هي في تناولها نيئة بالدرجة الأولى، ثم مشوية أما المسلوقة فتفقد الكثير من خواصها.

 

للحلويات أيضاً...
تشتهر عدة حلويات بمكوناتها الاساسية من الكستناء. ولعلّ «مثلجات الكستناء» أو ما يعرف بالاجنبية بـMarron  Glacé هي الأكثر شعبية. كما تستخدم على نطاق واسع في إعداد الحلويات المخبوزة حيث يمكن تجفيفها بعد شيها وسحقها للحصول على دقيق تصنع منه عجينة غنية ولذيذة مناسبة لإعداد الفطائر والتارت، ويمكن هرس الكستناء المسلوقة والتي يكون لها قوام شبيه بقوم البطاطس واستخدامها في خليط الكعك أو كحشوة للمعجنات. ويحضر بعض العائلات حلوى عيد الميلاد (Bûches de Noêl) من كريما الكستناء عوضاً عن الكريما العادية المصنوعة من الشوكولا. ولن ننسى حلوى الشوكولاتة مع الكستناء السهلة التحضير والشهية التي يعشقها الصغار والكبار على حدٍّ سواء.
في كل الحالات، سواء أكلنا الكستناء مشوية أم مسلوقة أو على شكل حلوى، من الضروري أن نمضغها جيداً لأنها صعبة الهضم وقد تسبب الغازات.

 

زراعة الكستناء

لزراعة نبتة جديدة من الكستناء، تؤخذ النبتة الجديدة بطول 10- 15  سنتم في فصل الربيع عندما تبدأ في نموّها بشكل جيّد، وقد لا تنفع في بعض الاحيان. تُغرس نهاية النبتة الجديدة في هورمون يساعد على نمو الجذور في تربة جيّدة، وبمجرد نمو النبات يرش بالماء باستمرار لبقاء أوراقه لامعة مع تقليمه باستمرار لكي تنمو أوراق جديدة.
إذا قررت زراعة الكستناء في حديقة خارجية، عليك اختيار الأماكن المشمسة، ويتم إعداد التربة مسبقاً بالسماد ومسحوق العظام الذي يتخذ سماداً أو طعاماً للماشية في بعض الأحيان