تخريج

الكليّة الحربية تحتفل بتخريج اختصاصيين في «دورة سلاح المعرفة»
إعداد: تريز منصور

اللواء خير: الجيش والأجهزة الأمنية مثل أصابع اليد الواحدة
اللواء ابراهيم: المستقبل إنجاز يبنى بالعرق والدم

دورة «سلاح المعرفة»، هي دورة الضباط الاختصاصيين الأولى للمديرية العامة للأمن العام تضمّ ضابطين من الجيش، وقد تمّ تخريجها في الكلية الحربية في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، عضو المجلس العسكري اللواء الركن محمد خير ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، قائد الكلية الحربية العميد فادي غريّب وعدد كبير من الضباط، أساتذة الكلية الحربية وذوي المتخرجين.


الاحتفال
ضمّت هذه الدورة اثنين وأربعين ملازمًا اختصاصيًا متمرّنًا بينهم عدد كبير من الإناث، وتلامذة ضباط من الأمن العام، بالإضافة إلى ملازمين من الجيش اللبناني اختصاص (طب أسنان) هما الملازم الطبيب شربل بدر والملازم الطبيب محمد صعب، وقد توزّعت الاختصاصات بين الهندسة المدنية وهندسة الاتصالات والمعلوماتية (12 ملازمًا متمرّنًا)، إدارة الأعمال (24 ملازمًا متمرّنًا) والحقوق (6 تلامذة ضباط).
خضع هؤلاء المتخرجون لدورة التنشئة العسكرية في الكلية الحربية التي أدارها العقيد الركن روبير شختورة ومساعده الرائد رواد الأشقر، وحلّت الملازم المتمرّن ميراي إبراهيم في طليعة الدورة. وسوف يتّم تثبيت الملازمين المتمرّنين في رتبهم، وترقية تلامذة الضباط إلى رتبة ملازم خلال عام من صدور المرسوم 2352 والقرار 2247 (في 5 كانون الأول 2015).
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه نشيدا الجيش والأمن العام على وقع أنغام فرقة من موسيقى الجيش بقيادة النقيب نديم الأسطا، ثم تُليت المراسيم، وسلّم قائد الكلية الحربية العميد فادي غريّب الشهادات للمتخرّجين.

 

كلمة اللواء الركن خير
ألقى الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع وعضو المجلس العسكري، اللواء الركن محمد خير كلمة قال فيها: «بكلِّ فخرٍ واعتزاز نحتفل اليوم بتخرّجكم، نخبة من شباب لبنان، أتيتم إلى الكلّية الحربية، صرح المعرفة والرجولة، وأنتم مرصّعو الصدور بأوسمة العلم والثقافة والمعرفة، لتضيفوا إليها أوسمة من نوع آخر، يحبك خيوطها الذهبية، شرف الانتماء إلى مؤسـسة أمنية عريقة، مؤسسة الأمن العام، وإلى مؤسـسة الجيش سياج الوطن ودرعه الحصين، وبهاتين القيمتين الكبيرتين، أراكم اليوم تلتقطون المجد من كلّ أطرافه، وتؤكّدون بأنَّ مؤسساتنا العسكرية والأمنية ستبقى شامخة الرأس عالية الجبين، ما دامت تمثّل وجهة بوصلة شباب الوطن، والحضن الدافئ الرحب، لتفاعلهم واستقطاب كفاءاتهم ومهاراتهم في أوجه الحياة شتّى».
وأضاف اللواء الركن خير: «إن مؤسّستي الجيش والأمن العام وسائر الأجهزة الأمنية في الوطن، هي بمنزلة الأصابع من اليد الواحدة، فلكلٍّ دورها ومهمّاتها، التي قد تتمايز أو تختلف عن سواها في بعض المجالات، لكنّه من المحتّم أنها تصبّ جميعًا في خدمة الهدف الأسمى، وهو حماية لبنان، أرضًا وشعبًا ومؤسسات، كما الحفاظ على استقراره، أمنيًا كان أو اجتماعيًا.
ليس ذلك ما يجمع مؤسساتنا فحسب، بل هناك أيضًا التنشئة العسكرية والوطنية الواحدة التي يتلقاها الضباط هنا على مقاعد الكلّية الحربية، والتي من شأنها أن تترك أثرها العميق في نفوسهم وترافقهم حتى نهاية مسيرتهم العسكرية. هذه التنشئة التي طالما شكّلت الأساس في صنع إنجازات الجيش، حمل شعلتها حضرة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ليجعل من هذه المؤسسة، مؤسـسة ناجحة بكلّ ما للكلمة من معنى، فرسّخ قيمها وطوّر أداءها، ساميًا بحضورها الوطنيّ وبمكانتها المحليّة والخارجيّة إلى مرتبة مشرّفة».
وتابع: «منذ نحو خمس سنوات، والمنطقة العربية تشهد أزمات سياسية وأحداثًا أمنية خطيرة غير مسبوقة، أدّت إلى حصول تصدّعات بنيوية في العديد من بلدان المنطقة، وطالت بشظاياها البلدان الأخرى، لا بل الكثير من مناطق العالم البعيدة، وذلك بفعل تداعياتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وتمدّد الإرهاب الذي ما انفكّ يمارس أعماله الإجرامية البشعة حيثما استطاع.
لقد آلينا على أنفسنا في الجيش وبالتعاون الوثيق مع سائر الأجهزة الأمنية، أن نمنع ألسنة النار من الامتداد إلى لبنان، فوقفنا سدًّا منيعًا في مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي حاولت جاهدة اختراق الحدود الشرقية والشمالية، للنفاذ إلى الداخل وإشعال نار الفتنة والفوضى، واستطعنا بفضل صمودنا وتضحيات شهدائنا وجرحانا الأبطال، أن نحقق أعظم الانتصارات على هذه التنظيمات، وأن نجتثّ شبكاتها وخلاياها أينما وجدت. واليوم نؤكّد مرّة أخرى، التزامنا القاطع حماية البلاد ممّا يخطّط له العدوّ الإسرائيلي والإرهاب، وهما وجهان لعملة واحدة، لن نسمح بتداولها على أرض الوطن، كائنةً ما كانت المصاعب والتضحيات».
وختم قائلاً: «بانخراطكم العملي قريبًا في مؤسستي الأمن العام والجيش، ستضخّون دمًا جديدًا في عروقهما، ينبض عزمًا من صخرٍ وإرادة من حديد. لذا أوصيكم أن تكونوا على قدر المسؤولية، مثالًا في المناقبية والانضباط والتزام مبادئ الجندية وثوابتها، وتذكروا دائمًا أن تقرنوا بين رسالتكم المهنية ورسالتكم العسكرية في كلّ مهمّة تقومون بها، ليكون حصاد جهدكم مضاعفًا، يعود على مؤسستكم وعلى الوطن بالخير العميم».
وباسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، توجّه بالتهنئة للخريجين، كما شكر اللواء ابراهيم صاحب المبادرات الطيّبة والمواقف الشجاعة، على مشاركتهم فرحة هذا التخرّج الرائع.

 

كلمة اللواء ابراهيم
مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم قال في كلمته: «يُسعدني أن نلتقي بكم اليوم في رحاب الكلية الحربية. هذا المكان العظيم الذي له في عقلي ووجداني ذكريات لا تنسى. نجتمع لنحتفل معًا بتخريج ضباط اختصاصيين وتلامذة ضباط بعد انتهاء دورتهم العسكرية المسمّاة «دورة سلاح المعرفة». خرّجت هذه الكلية ضباطًا كانوا مفخرة للبنان في الأداء والتضحية والعطاء، لكي نستحق وطنًا جديرًا بالحياة في مواجهة مشاريع الإرهابين الإسرائيلي والتكفيري.
احتفالنا هذا يكتسب أهمية وقيمة مضافة كونه يجسّد التعاون والتكامل بين مؤسستين شقيقتين، تعملان بالتكافل والتنسيق لحماية لبنان التنوّع، لبنان الرسالة ولبنان الحياة. تشكل هذه المناسبة لحظة مهمة ومطمئنة، بقعة ضوء في الجمود الذي يضرب البلد ويشلّه، من جراء الواقع المرير الذي نمرّ فيه.
ويزداد ألق المناسبة توهجًا ونحن نمضي في تطوير المديرية العامة للأمن العام ورفدها بالخبرات والكفاءات المتخصصة، وذلك في إطار الأهداف الوطنية التي وضعناها لبناء وطن الحرية والكفاءة والمواطنة...».
وأضاف اللواء ابراهيم: «سبق أن تخرّجتم من جامعاتكم بعد مسيرة من التحصيل العلمي، وبفضل شغفكم ومواطنيتكم نحتفل مرة ثانية بتخرّجكم للعمل في الحقول الأمنية والقانونية والإدارية. ها أنتم تخرجون ضباطًا من رحم المؤسسة العسكرية. تنتقلون إلى حضن المديرية العامة للأمن العام لتضخوا دمًا وجهدًا نوعيين، متسلّحين بخلقية وطنية ومعرفية، وتشكّلوا مع رفاقكم جسدًا متماسكًا يعكس حيوية نوعية ومستدامة لخدمة كل الوطن والمواطنين، وجميع المقيمين، بناءً على القوانين والأنظمة، من دون محاباة أو تمييز لأي سبب كان. عكس ذلك يعني فشلكم ونهايتكم، ونحن في الأمن العام ليس في قاموسنا فشل وتقاعس وتردّد.
تخرّجكم ضباطًا، كل منكم في اختصاصه، يعني أنكم طويتم صفحة الحياة المدنية التي عهدتموها، وتطوعتم لخدمة لبنان، مع ما في ذلك من أكلاف ومشقّة تفترضها المهمات التي ستكلفون بها أو الواجبات التي ستؤدونها. كونكم ضباطًا اختصاصيين يعني أنكم رافد تقني، وأساس ثابت لا يتزعزع ولا يهتزّ، في بنيان حفظ الأمن وحفظ وطنكم، من خلال احترام قسمكم ومؤسستكم. وأينما كنتم، وأينما تواجدتم، لا همّ لكم إلا احترام القوانين والإنسان وكرامته وحقوقه، والتزام السلوك في مسيرتكم التي اخترتموها وانتم أهلٌ لها، وإضفاء الحرفية على عملكم، لأنكم جزء من الآمال المعقودة على المديرية العامة للأمن العام».
وتابع قائلاً: «ستنتقلون من الحياة المدنية إلى فضاء الحياة العسكرية وانضباطها، حيث يمنع انتقال فيروسات الطائفية والمذهبية والمناطقية والمصالح الشخصية والعائلية. ولاؤكم للبنان والإنسان فيه أولًا وأخيرًا. واعلموا أن أمن لبنان واللبنانيين والمقيمين على أرضه حق لكل هؤلاء. وهو واجب سنؤديه ببسالة ومناقبية، في ظل الظروف التي يواجهها وطننا على كل المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والبيئية، وخصوصًا الإنسانية منها، كقضية رفاقنا العسكريين المخطوفين، فضلًا عن ملف الوافدين السوريين وأمور أخرى. فكلها عوامل حساسة ومسائل يمنع منعًا باتًا التهاون في التعاطي معها أو التغاضي عنها».
ودعاهم أخيرًا إلى بناء الثقة بالدولة وبمؤسساتها، مشيرًا إلى أن المستقبل لا يعطى، فهو إنجاز يبنى بالعرق وبالدم أيًا تكن التضحيات...
وشكر قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد الكلية الحربية العميد فادي غريّب وضباط الكليّة والمدربين، وكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة.
ثم جرى تبادل الدروع بين ممثل قائد الجيش اللواء الركن خير وبين اللواء عباس ابراهيم اللذين قاما بجولة تفقّدية على المباني الجديدة في الكلية الحربية برفقة قائدها العميد غريّب.
وبعد التقاط الصور التذكارية أمام النصب التذكاري، شرب الجميع نخب المناسبة في ردهة الشرف في الكلية.