خدمات إنسانية

اللجنة الدولية للصليب الأحمر مهمتها وعملها ونشاطاتها في لبنان

تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ نشأتها في العام 1863 على حماية ضحايا النزاعات المسلّحة ومساعدتهم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ضحايا حالات العنف الأخرى. وقد ركّزت في بداية الأمر على الجرحى من الجنود، ثم اتسع نطاق عملها بمرور الوقت. وتسعى اللجنة إلى تفادي المعاناة الإنسانية عن طريق، نشر مواد القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية العالمية وتعزيزها.

 

التأسيس
جاءت اللجنة الدولية من رحم معركة سولفرينو، شمال ايطاليا، في العام 1859، والتي أدت إلى قتل وجرح نحو 41.000 عسكري خلال 16 ساعة. وشهد نتائج المعركة رجل أعمال سويسري هو هنري دونان، مؤسس اللجنة الدولية. دونان وضع كتابًا بعنوان «تذكار سولفرينو» قدّم فيه اقتراحين: إنشاء جمعيات وطنية يمكن التعرف إليها في أثناء القتال عبر شارة مشتركة، ووضع معاهدة دولية لحماية جرحى المعارك. وهكذا قامت لجنة دائمة في جنيف واختارت شارة تتكون من صليب أحمر على أرضية بيضاء (هي معكوس العلم السويسري). ولاحقًا، اتخذت اللجنة اسمًا لها هو اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ينبع الأساس القانوني لعمل هذه اللجنة من القانون الدولي الإنساني. ويؤكد النظام الأساسي للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وقرارات مؤتمرهما الدولي، ومجلس المندوبين، شرعية عمل اللجنة الدولية.

 

الاتفاقيات
تطوّرت معاهدة حماية الجرحى المذكورة آنفًا إلى أربع اتفاقيات تفصيلية تقنن النزاعات المسلّحة عرفت بقانون الحرب، ثم سميت قانون النزاعات المسلّحة، فالقانون الدولي الإنساني. صادق العديد من دول العالم في العام 1949 على هذه الاتفاقيات التي تعرف الآن باتفاقيات جنيف الأربعة. وقد أضيفت إليها ثلاثة ملاحق، ووقعت الاتفاقات وملحقاتها حتى الآن 194 دولة، وهو أكبر عدد من الدول يوقّع على اتفاقية معينة في تاريخ البشرية.
أوكلت الدول التي وقعت اتفاقيات جنيف مسؤولية مراقبة تطبيق القانون الدولي الإنساني إلى اللجنة الدولية. وبوصفها حارسًا على هذا القانون، تقوم اللجنة بتدابير لضمانه وللتعريف به وتأكيده وتوضيحه وتطويره. وهي تتخذ خطوات ثنائية أو متعددة الأطراف من أجل ترويجه وتشجيع احترامه.

 

جزء من أكبر شبكة إنسانية في العالم
اللجنة الدولية للصليب الأحمر مكون أساسي من مكونات شبكة إنسانية واسعة هي: الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والتي تضمّ عضويتها 190 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر حول العالم، وتعتمد في نشاطاتها على ملايين المتطوعين، وعلى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وتقوم هذه المكونات بمهمات متكاملة، وتستخدم إما شارة الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر. وتضطلع الجمعيات الوطنية بنشاطات إنسانية متنوعة داخل بلدانها كما يفعل الصليب الأحمر اللبناني مثلًا.
 

المبادئ الأساسية
تلتزم اللجنة الدولية سبعة مبادىء، تشاركها فيها بقية مكونات الحركة الدولية، وهي: الإنسانية، الحياد، الاستقلال، الخدمة التطوعية، الوحدة، والعالمية. وتشكّل هذه المبادئ السبعة القيم الأساسية المشتركة التي تميز الحركة عن بقية المنظمات الإنسانية الأخرى. وتسترشد اللجنة الدولية في عملها بشكل خاص بالمبادئ الأربعة الأولى المذكورة تحديدًا في بيان مهمتها.
- الإنسانية: تقوم على احترام البشر وتعتبر القوة الأساسية المحركة لعمل اللجنة.
- عدم التحيّز: ينبذ هذا المبدأ أي شكل من أشكال التمييز وينادي بمعاملة الناس سواسية في أثناء المحن، بناءً على احتياجاتهم.
- الحياد: هو المبدأ الذي يمكّن اللجنة الدولية من كسب ثقة الجميع، بحيث أنها لا تقف مع طرف ضدّ أي طرف من الأطراف الأخرى خلال العمليات العدائية، ولا تتدخل في جدل سياسي أو عنصري أو ديني.
- الاستقلال: وهو يعني أن اللجنة الدولية مستقلة عن السياسات الوطنية والدولية ومصالح الجماعات المختلفة، بما يعطيها الاستقلال اللازم لإنجاز مهماتها الإنسانية ومن دون أي تحيز.

 

المناهج
هناك أربعة مناهج تحدد مهمة اللجنة الدولية وتمكنها من تحقيق أهدافها:
1- حماية حياة ضحايا النزاعات المسلّحة وحالات العنف الأخرى وحفظ كرامتها:
الهدف من الحماية هو ضمان قيام السلطات والأطراف المتنازعة بالوفاء بالتزاماتها ومراعاة حقوق المواطنين، ووضع حدّ لانتهاكات القانون الدولي الإنساني، الفعلية أو المحتملة، إضافة إلى القواعد الأخرى التي تكفل حماية الأشخاص في هذه الحالات.
2- مساعدة ضحايا النزاعات المسلّحة وحالات العنف الأخرى:
يهدف هذا المنهج إلى مساعدة الأفراد أو المجتمعات التي تضررت نتيجة النزاع المسلح وحالات العنف الأخرى، وإلى الحفاظ على كرامتها واستعادتها. ومن شأن المساعدة تخفيف آثار انتهاكات القانون الدولي الإنساني ومعالجة الأسباب والظروف المحيطة بهذه الانتهاكات. وهي تستجيب للاحتياجات الأساسية للأفراد والمجتمعات عبر تقديم السلع الأساسية والخدمات المتعلقة بمجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والمأوى والأمن الاقتصادي ودعم المرافق.
3- تنسيق أنشطة الحركة الدولية المتعلقة بالإغاثة في النزاعات المسلّحة وحالات العنف الأخرى:
الهدف هنا هو تعزيز قدرات الجمعيات الوطنية على الاستجابة الميدانية في البلدان المتأثرة بالنزاعات المسلّحة وحالات العنف الأخرى، إضافة إلى رفع قدرة اللجنة الدولية على التعاون والمشاركة الوطنية.
4-الوقاية أو تلافي المعاناة بتعزيز القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية والتعريف بها:
الهدف من هذا المنهج هو إيجاد بنية مناسبة لحماية حياة الناس الذين يتأثرون سلبًا بالنزاعات المسلّحة وحالات العنف الأخرى، وحماية كرامتهم وتسهيل عمل اللجنة الدولية بهذا الشأن. ويكمن ذلك في تلافي المعاناة المحتملة عبر التأثير على الأطراف التي تؤثر على مصير المتضررين بشكل مباشر أو غير مباشر، التعريف بالقانون الدولي الإنساني وتعزيزه، وتوسيع نطاق تطبيقه، وتشجيع قبول أنشطة اللجنة الدولية الأخرى.

 

عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان
بدأت اللجنة الدولية عملها في لبنان بعد حرب حزيران من العام 1967، واضطلعت بأنشطتها الإنسانية خلال فترات النزاع المسلّح بما في ذلك الحرب الممتدة بين 1975 و1990. وتقوم حاليًا بالاستجابة لاحتياجات المجتمعات المحلية التي تستضيف اللاجئين السوريين الذين فرّوا من ويلات الحرب الدائرة في بلادهم.

 

التعاون مع الجيش اللبناني
تدعم اللجنة الدولية جهود الجيش اللبناني في مجال تعزيز دمج القانون الدولي الإنساني في أنظمة التعليم والتدريب. ويأتي التعاون ما بين الجانبين على ضوء مسؤولياتهما المشتركة لنشر المعرفة بهذا القانون. وتقدّم اللجنة الدولية دعمها عبر بناء القدرات التي تسمح لضباط الجيش اللبناني وعناصره ببلورة معرفتهم بأحكام القانون الدولي الإنساني وتطبيقه في عقيدة الجيش القتالية، بما يضمن احترام مختلف الالتزامات القانونية للقوات المسلّحة خلال سير العمليّات.
كذلك، تقوم اللجنة الدوليّة بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني، بتنظيم دورات إسعافات أولية مكثفة لمصلحة القوات المسلّحة اللبنانية، وهذه الدورات تعتبر جزءًا من برنامج متكامل.

 

 أرقام وحقائق
خلال العام 2015 قدمت اللجنة الدولية خدمات مختلفة في لبنان وذلك على النحو الآتي:
 

1. خدمات المساعدة والحماية:
- زيارة: 7400 محتجز في 31 مركز احتجاز.
- تقديم رزم نظافة شخصية لـ1250 محتجزًا، وملابس لـ1850 محتجزًا ومواد تنظيف لـ6400 محتجز، و1500 فرشة، و1500 بطانية، و27000 ليتر من مياه الشرب.
- إجراء 411 مقابلة مع أهالي المفقودين، وتقديم الدعم النفسي لـ40 فردًا من عائلات هؤلاء.
- نقل 150 رسالة من رسائل الصليب الأحمر، و1250 رسالة شفوية أو سلامات، وتوفير 34 وثيقة سفر لأشخاص انتقلوا إلى بلدان أخرى، وإعادة رفات 5 أشخاص من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى لبنان.
 

2. خدمات الرعاية الصحية:
- تقديم الرعاية الصحية في مرافق تدعمها اللجنة الدولية لـ239000 شخص.
- تلقيح 15000 طفل.
- تقديم خدمة إعادة التأهيل البدني لـ530 مريضًا.
- إجراء 413 عملية جراحية لمصابين بأسلحة نارية ومتفجرات.
- تقديم خدمة إعادة التأهيل النفسي لـ72 شخصًا.
- تدريب 26 جراحًا على العناية الإكلينيكية بالجرحى.
 

3. المساعدات الغذائية وغير الغذائية لـ:
- 28900 لاجئ سوري.
- 11300 لاجئ فلسطيني.
- 4500 لبناني عادوا من سوريا نتيجة الأزمة.
- 2500 لبناني يستضيفون لاجئين.
وقد قدمت اللجنة أيضًا:
- 4 ملايين دولار مساعدات نقدية.
- 4300 رزمة نظافة شخصية (تغطي احتياجات عائلة من 5 أشخاص لما يزيد عن شهر).
- 9000 رزمة مواد غذائية (الرزمة تكفي عائلة من 5 أشخاص لمدة أسبوعين).
- 4900 بطانية.
- 1500 فرشة نوم.
- 4100 رزمةحفاضات أطفال.
- 200 مشروع لتحسين وسائل المعيشة والحياة.
 

4. خدمات في مجال المياه والإسكان:
- 266000 شخص استفادوا من تحسين البنية التحتية لشبكات المياه والكهرباء والإيواء.
- 19000 شخص استفادوا من تحسين مرافق الصحة.
- 39000 شخص تحسن مستوى سكنهــم في المخيمــات غيــر الرسميــة.
- 3000 محتجز استفادوا من تحسين التهوئة وخدمة الطوارئ، وبناء مركز طبي في أماكن الاحتجاز.